صفقات بمليارات الدولارات.. “الإبراهيميات” والحرب تتوجان إسرائيل “ملكة التصدير الأمني”

profile
  • clock 21 نوفمبر 2022, 2:28:49 ص
  • eye 834
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كانت 2021 السنة التي سُجل فيها رقم قياسي في التصدير الأمني لإسرائيل. في نيسان الماضي، نشر قسم “سيفت” في وزارة الدفاع عن ارتفاع 30 في المئة في حجم الصفقات الجديدة التي وقعت في السنة الماضية مع زبائن في أرجاء العالم. بالإجمال، سجلت الصناعات الأمنية صفقات بمبلغ 11.3 مليار دولار مقابل 8.6 مليار دولار في 2020.

السنة الحالية لم تنته بعد، لكن يبدو أنها ستنتهي بأرقام عالية بفضل عدد من الصفقات الضخمة. هذا رغم أن المعطيات التي وصلت للصحيفة تظهر أن عدد الصفقات التي صادق عليها قسم الرقابة على التصدير في هذه السنة، قليل نسبياً مقارنة مع السنوات السابقة. حسب المعطيات التي عرضها القسم حتى أيلول، تمت المصادقة على عدد أقل بقليل من 4 آلاف صفقة، مقابل 6 آلاف صفقة في 2020، و5400 في 2021.

هناك عوامل رئيسية تدفع بالتصدير الأمني الإسرائيلي إلى الأعلى: اتفاقات إبراهيم والحرب في أوكرانيا. اتفاقات التطبيع التي وقعت عليها إسرائيل قبل سنتين تقريباً مع الإمارات والبحرين والمغرب، رفعت التصدير الأمني إلى دول المنطقة، وفي السنة الماضية التي كانت كما قلنا سنة سجل فيها رقم قياسي في التصدير الأمني، بلغت المبيعات لدول الخليج نحو 7 في المئة من إجمالي الصفقات. في الأشهر الأخيرة كُشف بأن إسرائيل باعت منظومات دفاع متطورة من نوع براك وسبايدر لدولة الإمارات، التي تهددها صواريخ ومسيرات إيران. ووقع المغرب في هذه السنة أيضاً على صفقة للتزود بصواريخ براك.

إن ازدياد تهديد المسيرات الإيرانية بساحة الحرب في أوكرانيا وهجمات جوية واسعة من روسيا، زادت شهرة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في أوروبا أيضاً. وتقف على الأجندة الآن صفقة ضخمة لبيع منظومة “حيتس” لألمانيا.

“هناك إدراك يقول بأن موضوع الدفاع الجوي موضوع رئيسي، يتكون من عدة طبقات، الدفاع أمام صواريخ وطائرات، والدفاع أمام المروحيات والمسيرات”، وتابع بوعز ليفي، المدير العام للصناعات الجوية: “إذا كانت إسرائيل قد تعرضت ذات يوم للصواريخ، وكان العالم يتفرج عليها، فثمة عدد أكبر من الدول التي أصبحت تدرك فجأة وبشكل أعمق ما يعني التعرض لهجوم بالصواريخ”.

حسب أقوال الدكتورة ليران عنتيبي، الباحثة في معهد بحوث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، فإن “مجال الدفاع الجوي سيواصل احتلال مكان متصاعد في ضوء تغير التهديد الجوي في العالم، عقب نشر متزايد لوسائل بسيطة ورخيصة وفي متناول اليد، مثل المسيرات الانتحارية والحوامات، إلى جانب التهديدات الكلاسيكية”.

تنتج إيران مسيرات هجومية بكميات كبيرة، يتم إطلاقها في صليات من العراق واليمن على أهداف في الخليج مثل منشآت نفط ومطارات وسفن. تكلفتها منخفضة جداً، 20 ألف دولار للواحدة، وضررها كبير، كما حدث في منشآت نفط “أرامكو” بالسعودية، والدمار الكبير الذي ألحقته روسيا في أوكرانيا عندما بدأت تستخدم المسيرات الإيرانية في تشرين الأول.

الأربعاء الماضي، نشر عن هجوم آخر للمسيرات ضد ناقلة نفط بملكية رجل الأعمال الإسرائيلي عيدان عوفر، أمام شواطئ سلطنة عمان. وفي هجوم سابق في آب 2021 على ناقلة “ميرسر ستريت” قتل اثنان من طاقمها. “في اتفاقات إبراهيم إمكانية كامنة، فقد دخلت دول من المنطقة في تعاون مع إسرائيل، وهذا يعتبر ربحاً لكل الأطراف”، قال ليفي في مكالمة هاتفية من البحرين. “هذه المرة الأولى التي نأتي فيها إلى هنا، إلى المعرض الجوي في البحرين، بصورة رسمية، في الجناح الإسرائيلي، تحت علم إسرائيل وتحت علم الصناعات الجوية”.

قبل بضعة أشهر، كشف وزير الدفاع بني غانتس بأن إسرائيل وقعت في السنتين التاليتين لاتفاقات إبراهيم، على صفقات تصدير أمني بمبلغ 3 مليارات دولار مع دول المنطقة، وهذا ارتفاع كبير لسوق كانت حتى الآن مغلقة جداً أمام إسرائيل. في الشهر الماضي، كشفت صور أقمار اصطناعية بأن الإمارات نشرت بطارية صواريخ من نوع براك للحماية من الصواريخ البالستية وصواريخ الكروز والطائرات بدون طيار الإيرانية. مع ذلك، وفي ظل غياب بيان رسمي من إسرائيل، فإن الإمارات أو الصناعات الجوية من غير الواضح حتى الآن عن أي نموذج من منظومة براك يدور الحديث، وعن عدد البطاريات، حتى إن مبلغ صفقة البيع غير معروف.

وثمة صفقة أخرى كُشف عنها في هذه السنة لبيع منظومات دفاع جوي من نوع سبايدر من إنتاج رفائيل الإسرائيلية لدولة الإمارات. منظومة سبايدر يمكنها اعتراض طائرات ومروحيات وصواريخ كروز ومسيرات في مدى يصل حتى 100 كم. منظومة سبايدر هي نسخة مطورة لصواريخ جو – جو من نوع بيتون، التي تلاحق الأهداف بالتملص من الرادار. لكن لم يُكشف عن تفاصيل أخرى، مثل النوع الدقيق وعدد البطاريات أو مبلغ الصفقة. عندما اشترت التشيك أربع بطاريات سبايدر في السنة الماضية، بلغ حجم الصفقة 630 مليون دولار.

في شباط الماضي، بعد زيارة غانتس للرباط، نشر أن الصناعات الجوية ستزود المغرب بمنظومة دفاع جوي من نوع براك إم.اكس، التي تدمج عدة نماذج من صواريخ براك في صفقة بمبلغ 600 مليون دولار.

وهناك صفقة ضخمة أخرى حصلت على دفعة كبيرة عقب غزو روسيا لأوكرانيا. ألمانيا وفي أعقابها 13 دولة من دول الناتو، وفنلندا التي ليست عضوة في الناتو، انضمت إلى مبادرة “حماية سماء أوروبا” لبناء غلاف دفاع جوي مشترك. في إطار هذه المبادرة، قررت ألمانيا التسلح بمنظومة “حيتس 3”. في البداية نشر عن صفقة بمبلغ 2 مليار دولار، لكن بعد انضمام الدول الأخر، يقدر مبلغ الصفقة بنحو 3 مليارات دولار.

إذا تم التوقيع على هذه الصفقة فلن تكون صفقة السنة فحسب، بل صفقة التصدير الأمني الأكبر للصناعات الجوية طوال تاريخها. التوقيع ينتظر مصادقة الولايات المتحدة التي تملك حق الفيتو بفضل التمويل الذي قدمه البنتاغون للتطوير والتسلح بهذه المنظومة. مع ذلك، يبدو أن الإدارة الأمريكية لا تنوي الوقوف في طريقها. وحسب تقرير “القناة الثانية”، فإن الإدارة تطلب أن يتم إنتاج نصف صواريخ الاعتراض التي سيتم بيعها في مصانع أمريكية.

صاروخ “حيتس 3″، الذي يستخدم طبقة الدفاع الأعلى في مغلف الدفاع الجوي لإسرائيل، تم تطويره كرد على صواريخ بالستية بعيدة المدى بهدف اعتراضها خارج الغلاف الجوي.

وثمة فرع آخر للتصدير ازدهر في السنوات الأخيرة، وهو فرع المسيرات. المسيرات مع الملحقات المختلفة مثل التسليح، ما تزال أحد المجالات الرئيسية في التصدير الأمني الإسرائيلي، أوضحت الدكتورة عنتيبي، رغم المنافسة المتصاعدة من قبل دول جديدة دخلت إلى السوق في العقد الأخير مثل تركيا والصين.

في هذا الأسبوع، أعلنت شركة “البيت” للمنظومات بأنها وقعت على صفقة لتزويد مسيرات من نوع هيرمز 900 (التي تسمى كوخاف في سلاح الجو) لـ “زبون عالمي” بمبلغ 70 مليون دولار. هذه المسيرات يمكنها الوقوف في الهواء أكثر من 30 ساعة، والأنواع التي بيعت في الصفقة ستستخدم لجمع المعلومات الاستخبارية، والبصرية والإلكترونية. هيرمز 900 يمكنها حمل ذخيرة في غرفة داخلية وحمل قنابل وصواريخ مثل سبايك لشركة رفائيل. في نقاط حمل على الأجنحة. حتى تموز الماضي منعت الرقابة العسكرية أي نشر عن استخدام إسرائيل للمسيرات المسلحة منذ بضعة عقود.

في أيلول الماضي، أعلنت “البيت” بأنها وقعت على صفقة أخرى بمبلغ 120 مليون دولار لبيع هيرمز 900 لأسطول تايلاند من أجل استخدامها في مهمات استخبارية ومراقبة الشواطئ والإنقاذ.

في حزيران، أعلنت “البيت” عن صفقة بمبلغ نصف مليار دولار لتزويد بنى تحتية للاتصالات والسيطرة لدولة في آسيا. يدور الحديث عن تزويد عدد من المنظومات المدمجة للاتصال بين أذرع الجيش المختلفة وتطبيقات للسيطرة والرقابة الجوية ومنظومات اتصال.

بقلم: عوديد يارون

 هآرتس 20/11/2022

التعليقات (0)