- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
شهدي عطية : جمال حمدان وثورة يونيو1967
شهدي عطية : جمال حمدان وثورة يونيو1967
- 13 يونيو 2021, 4:03:03 ص
- 1013
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعددت مسميات ما حدث في 5 يونيو 1967 وما بعدها من نكسة إلى هزيمة وكارثة ومأساة ..إلخ من المسميات التي تصف واقع ما حدث للأمة العربية في ذلك التاريخ ،ولكن الدكتور جمال حمدان في دراسة هامة بعنوان " أهداف ثابتة ووسائل متغيرة" نشرها في مجلة الكاتب في أغسطس 1967 وصفها بــ" بثورة يونيو 1967" .
هذه الدراسة الهامة والخطيرة التي تعدت 25 صفحة وكانت أول ما كتب جمال حمدان بعد النكسة كشفت مدى وعي جمال حمدان بماهية العدوان الأمريكي الصهيوني على الأمة العربية وهو تدمير القيادة الثورية التقدمية في الوطن وأن خروج الجماهير يوم 10 يونيو بفورية وتلقائية قد أفشل العدوان في تحقيق جوهر أغراضه ،وقد أثبتت الأيام صحة نظرية جمال حمدان فلم تستطع اسرائيل أن تشعر أنها انتصرت وحققت أهدافها الكاملة من عدوان 1967 إلا بعد غياب جمال عبدالناصر ، وينتقل جمال حمدان في دراسته فيصف خروج الجماهير بالثورة على الثورة المضادة العالمية فإذا كانت ثورة 1952 ثورة على الثورة المضادة المحلية فإن ثورة يونيو 1967 ثورة على الثورة المضادة العالمية ، يقول جمال حمدان في دراسته :
" ليس هناك شئ على الإطلاق يعوضنا عن النكسة العسكرية إلا أن يكون نصرا عسكريا مضادا وأعظم وزنا ، ولعل أحدا لم يدرك مغزى النكسة العسكرية كما أدركها البطل المناضل الصامد عبدالناصر مساء 9 يونيو ،غير أن أحد كذلك لم يدرك مغزى الصراع كله كما أدركته جماهير الأمة العربية يوم 10 يونيو وبين هذا وذاك فوّت النضال العربي على التواطؤ الإستعماري بفورية وتلقائية مذهلة هدفه الرئيسي والجوهري وهوتدمير القيادات الثورية التقدمية في الوطن الكبير ومن هذه الزاوية فلا شك أن العدوان قد فشل في تحقيق جوهر أغراضه.والواقع أننا حتى الآن لم ندرك بعد تماما مغزى التاسع والعاشر من يونيو ، وفي اعتاقدنا أنهما سيسجلان في تاريخ العرب كنقطة تحول عظمى وعلامة كبرى على الطريق فمعركة التواطؤ لم تكن إلا الثورة المضادة أتت في ثياب عسكرية وكان هدفها وأد الثورة العربية ودفنها إلى الأبد سواء في مصر أو في سوريا ولكن الذي حدث هو العكس تماما إذ كان تجديدا لشباب الثورة القومية التقدمية وبعثا لها إلى آخر مدى..بل قد لا نغالي كثيرا إذا قلنا أنه ثورة جديدة تكميلية للثورة الوطنية وثورة على الثورة المضادة ، فإذا كانت ثورة يوليو 1952 ثورة على الثورة المضادة المحلية فإن ثورة يونيو 1967 كانت ثورة على الثورة المضادة العالمية ،الأولى ثورة مسلحة لمصلحة الشعب والثانية ثورة شعبية لمصلحة القيادة المسلحة ، الأولى خرجت من الثكنات لتحمي الشارع من الخطر الداخلي والثانية خرجت من الشارع لتحمي الثكنات من الخطر الخارجي .. وبهذا – إن صح المنطق والتشبيه- تمت دورة ثورية كالدائرة الكهربية المغلقة ،والتقى الشعب والجيش ثوريا مرتين : في الأولى كان الجيش القائد وفي الثانية كان الشعب القائد ...."
شخصيا لا أعلم هل أعيد طباعة هذه الدراسة ضمن ما أعيد جمعه من مقالات جمال حمدان بمناسبة المعرض واختياره شخصية العام أم لا ولو كنت من القائمين على المعرض لنشرت هذه الدراسة في كتيب منفصل لأهميتها ليس فقط لرؤيتها الواضحة لمغزى الصراع العربي الإسرائيلي ولكن لأن بها من الأسباب التي دعت جمال حمدان إلى الإنعزال فيما بعد في منتصف السبعينات حين رأى وشاهد أن الثورة تحطمت والعدوان نال جميع أغراضه بأكثر مما توقع حمدان نفسه بعد غياب القيادة الثورية عن المنطقة .