شخصية "بكراوي".. تعزز الجدل حول محاولة الانقلاب بالسودان

profile
  • clock 22 سبتمبر 2021, 3:17:53 م
  • eye 777
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

خلال ساعات فقط، أعلنت السلطات السودانية إفشال محاولة انقلاب استيقظت عليها البلاد، صباح الثلاثاء، لكن الجدل حولها لا يزال متواصلا حتى الساعة، معززا بالغموض والحالة الصحية للرجل، الذي تم الإفصاح عن هويته ووصفه بأنه قائد للانقلاب.

إذ بدأ السودانيون يومهم، الثلاثاء، على إغلاق بعض الجسور وانتشار لقوات الجيش في مناطق استراتيجية بالعاصمة الخرطوم وسط أنباء عن انقلاب عسكري.

ولم تكد تمر ساعات قليلة، حتى سارعت السلطات إلى تأكيد سيطرتها على الأوضاع وإفشالها محاولة الانقلاب.

فيما أعلن وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، في بيان، أن قائد المحاولة الانقلابية هو اللواء ركن عبدالباقي الحسن عثمان بكراوي (54 عاما) ومعه 22 ضابطا آخرين برتب مختلفة وعدد من ضباط الصف والجنود.

شخصية مثيرة للجدل

وأثارت شخصية بكراوي الكثير من الجدل، فيما لم يتسن لمراسل الأناضول على الفور الحصول على تصريحات من المقربين منه.

فقد نقلت وسائل إعلام محلية أن الرجل ينتمي لحزب "المؤتمر الوطني السابق" (حزب الرئيس المعزول عمر البشير)، لكن الأخير أصدر بيانا نفى فيه عن نفسه هذا الاتهام، ومؤكدا "رفضه التام للانقلابات العسكرية كوسيلة للتغيير السياسي".

فيما نقلت وسائل إعلام أخرى عن ضباط مقربين من الرجل، إنه "ضابط جيش بلا انتماء".

أيضا تحدث ناشطون عن انتماء بكراوي لحزب "البعث"، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، متهمين الأخير بأنه يقف وراء محاولة الانقلاب، وهو ما نفاه الحزب في بيان له رسميا.

وبكراوي من مواليد 1967 بمدينة كوستي (جنوب)، وتعود أصوله إلى شمال السودان، والتحق بالكلية الحربية عام 1989، وشارك في عمليات الجيش العسكرية بجنوب السودان في تسعينات القرن الماضي.


وتدرج الرجل في الرتب العسكرية حتى ترقى إلى رتبة لواء، وصار قائد ثان لسلاح المدرعات عام 2019.

وذكرت صحيفة "التغيير" السودانية الإلكترونية (خاصة) إن بكراوي تم توقيفه عن العمل؛ بسبب رفضه لتغول "قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وتوسع مهامها.

وذكرت الصحيفة أن بكراوي عاد من القاهرة الأسبوع الماضي بعد خضوعه للعلاج جراء إصابته بمرض السكر، وتم بتر قدمه الأسبوع الماضي، وتركيب طرف صناعي له.

 بين مصدق ومشكك

الحالة الصحية المزعومة لـ"بكرواي" عززت الجدل، عبر حسابات التواصل الاجتماعي للسودانيين، هو مدى قدرة الرجل على تنفيذ انقلاب.

وتعددت الآراء حول تلك المحاولة الانقلابية بين مصدق ومشكك؛ بحسب الكاتب والمحلل السياسي السوداني عبد الله رزق.

وأوضح "رزق" أن بعض السودانيين رأوا في محاولة الانقلاب "مجرد سيناريو تجريبي للخطة الانقلابية الحقيقية، التي يشكل فيها فلول نظام البشير رأس الحربة".

وأضاف: "الرأي الثاني يتمسك باعتبار أن الأمر كله لا يعدو إلا أن يكون خدعة عسكرية تستهدف جس نبض الشارع؛ لتحقيق الهدف نفسه، وهو الانقلاب على السلطة الانتقالية".

وأشار رزق، في هذا الصدد، إلى أن محاولة الانقلاب تشكل مدخلا جديا لإعادة هيكلة القوات النظامية وبناء جيش وطني واحد، وفق نص الوثيقة الدستورية.

فهيكلة القوات النظامية واحدة من مهام الفترة الانتقالية، منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 أبريل/نيسان الماضي، البشير من الرئاسة (1989 - 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

أزمة ثقة

وخلال حفل تخريج قوات عسكرية غربي الخرطوم، الأربعاء، بعد يوم واحد من محاولة الانقلاب الفاشلة، اتهم "حميدتي" سياسيي البلاد بأنهم "سبب الانقلابات العسكرية"؛ في تصريح يعكس وفق مراقبين الخلافات العميقة بين العسكريين والمدنيين؛ شركاء الفترة الانتقالية.

وقال حميدتي إن "أسباب الانقلابات العسكرية هم السياسيون الذين أهملوا خدمات المواطن وانشغلوا بالكراسي وتقسيم السلطة".

وأضاف: "دعمنا مبادرة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، للتوافق، لكنهم (السياسيين) مارسوا الإقصاء وكل طرف يحفر للآخر".

واعتبر أنه "لا مخرج للسودان من أزمته إلا بتوحيد الكلمة والعمل بروح وطنية خالصة دون أجندة أو محالات الإقصاء"، داعيا إلى "التوافق على برنامج وطني للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

في هذا الصدد، رأى الكاتب والمحلل السياسي السوداني عثمان فضل الله، أن محاولة الانقلاب الفاشلة "قابلة لكل الاحتمالات، وتعكس بصورة واحدة عدم الثقة بين العسكريين والمدنيين".


وأضاف في حديثه للأناضول، أن "عدم الثقة بين المكونين العسكري والمدني ستنعكس بالتأكيد على رئاسة المدنيين لمجلس السيادة فيما تبقى من الفترة الانتقالية التي تنتهي في يناير/كانون الثاني 2024؛ حيث شارفت فترة تولى العسكر لرئاسة المجلس على نهايتها وقد تبقى نحو 56 يوما بحسب الوثيقة الدستورية المعدلة بعد توقيع اتفاق السلام في جوبا" 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

واعتبر فضل الله إلى أن "محاولات الانقلاب لن تتوقف طالما أن جزءا كبيرا من العسكريين لا يثقون في المدنيين وفي قيادتهم للبلاد، رغم حديث المدنيين ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك، على أن النموذج السوداني في الشراكة بين المدنيين والعسكريين هو الأمثل للبلاد في الفترة الانتقالية".

وفي حفل تخريج القوات العسكرية بالخرطوم اليوم، هاجم رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، أيضا القوى السياسية في البلاد، معتبرا أنها "لا تهتم بهموم المواطنين وحل مشاكلهم".

ووجه البرهان رسالة إلى شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية قائلا: "مبادرة رئيس الوزراء، نحن كمكون عسكري تم اقصاؤنا منها، المسألة انحرفت عن مسارها الصحيح، القوى السياسية التي تفاوضنا معها منذ 11 أبريل/ نيسان 2019 تساقط منها جزء كبير، ونحن ندعو أن تتوحد قوى الثورة".

واستطرد: "نحن أكثر حرصا على إنهاء الفترة الانتقالية عبر الانتخابات ونريد دولة مدنية ديمقراطية تحميها القوات النظامية من تقويضها".


وكالة الاناضول

كلمات دليلية
التعليقات (0)