سرطان الجلد... الأسباب والأعراض وطرق الوقاية

profile
  • clock 11 يوليو 2023, 3:56:06 ص
  • eye 349
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رغم أن سرطان الجلد ليس من بين الأمراض المنتشرة على نطاق واسع، لكن إمكانية الإصابة به تزايدت حدتها خلال السنوات الأخيرة، ما يمثل تهديداً للصحة العامة لكثير من البشر.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الجلد من أكثر مجموعات السرطانات التي جرى تشخيصها في جميع أنحاء العالم، وتقدر أن أكثر من 1.5 مليون حالة سجلت في عام 2020، وتوفي ما يقارب من 57 ألف شخص بالمرض خلال العام ذاته، لكن هناك اختلافات جغرافية كبيرة في معدلات الإصابة، وفي معظم مناطق العالم، يصيب المرض الرجال أكثر من النساء.
وأكدت مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، في تقرير حديث، ارتفاع أعداد حالات الإصابة بشكل مطرد بين عامي 2017 و2019، إذ وصلت التشخيصات السنوية إلى 17545 حالة في بريطانيا، متوقعة أن يجري تشخيص 26531 حالة جديدة سنوياً بحلول عام 2040.
ووفق تقرير المؤسسة، فإن "الارتفاع الكبير في عدد الحالات يرجع بشكل جزئي إلى الأشعة فوق البنفسجية، كما ارتفعت معدلات الإصابة بنسبة 195 في المائة منذ التسعينيات، وبين عامي 1993 و1995، جرى تشخيص 21 شخصاً في سن 55 وما فوق بسرطان الجلد من بين كل 100 ألف شخص، وارتفع الرقم بين 2017 و2019 إلى 62.9 حالة لكل 100 ألف شخص".
وتعرف الأشعة فوق البنفسجية (UV) بحسب المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأنها شكل من أشكال الإشعاع غير المؤين المنبعث من الشمس والمصادر الاصطناعية، مثل أجهزة التسمير، في حين أن لها بعض الفوائد، بما في ذلك إنتاج فيتامين (د)، إلا أنها قد تسبب أيضاً مخاطر صحية، من ضمنها أمراض السرطان، وتعد من أبرز أسباب الإصابة بسرطان الجلد.
يعرّف أخصائي الأمراض الجلدية، فضل شاهين، سرطان الجلد بأنه "نمو غير طبيعي لخلايا الجلد، وغالباً ما يتطور على الجلد المعرض لأشعة الشمس"، ويقول لـ "العربي الجديد": "هناك ثلاثة أنواع رئيسية، هي سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، وسرطان الجلد، والأخير هو الأكثر شيوعاً، ويوجد نوعان منه، يعرف الأول باسم سرطان الجلد الميلانيني، وهو عبارة عن خلل في عمل الخلايا الصبغية التي تنتج الميلانين في جسم الإنسان، أي التي تعطي اللون للبشرة، وحتى الآن لا يوجد سبب واضح لأسباب إصابة الخلايا به، لكن تلعب الأشعة فوق البنفسجية دوراً في ذلك. النوع الثاني هو السرطان غير الميلانيني، وهو مجموعة من الأورام التي تتطور ببطء في الطبقات العليا من الجلد، ويظهر الورم غير الميلانيني على شكل كتلة أو بقعة متغيرة اللون من الجلد، ويمكن أن تبدو العلامات ككتلة صغيرة حمراء أو وردية اللون".
ويضيف شاهين: "عادة ما تتطور الأورام السرطانية في أي مكان في جسم الإنسان، مثل الظهر أو الساق أو اليدين، ويمكن أن تظهر في أماكن مثل كف اليدين أو أسفل القدمين. خطر الإصابة بسرطان الجلد يزيد لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة، وبعض النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال".

الكشف المبكر ضرورة لضمان العلاج (Getty)

الكشف المبكر ضرورة لضمان نجاح العلاج (Getty)

 

ويؤكد خبراء الصحة أن الاكتشاف المبكر هو مفتاح العلاج الناجح، كما هو الحال مع معظم أنواع السرطان، وقد تساعد بعض العلامات في الكشف المبكر، وأوردت صحيفة "ذي ميرور" البريطانية، عدداً من أبرز العلامات، وأولها الألوان المختلطة للبقع والعلامات، فعادة ما تكون الشامات الطبيعية لوناً واحداً، لكن الأورام الميلانينية غالباً ما تكون مزيجاً من لونين أو أكثر، لذا عند اكتشاف ألوان مختلطة على البشرة لا بد من استشارة الطبيب.
ومن بين العلامات حجم الأورام، إذ تميل الميلانينية إلى أن تكون كبيرة نسبياً، وعادة ما يزيد عرضها عن 6 ميليمترات، إضافة إلى تغير الشكل، ففي حال لاحظت وجود شامات جديدة، أو تغيير في شكل الشامات الموجودة على الجسم، فقد يكون ذلك دليلاً على إمكانية الإصابة بسرطان الجلد، وتشمل العلامات التي يجب الانتباه إليها الشامات المتورمة، والتقرح، أو النزيف، أو الحكة.
وبحسب هيئة الخدمات الصحية البريطانية، فإن الشامات الطبيعية عادة ما تكون مستديرة وذات حواف ناعمة، في حين تكون الأورام الميلانينية ذات أشكال غير متساوية، وقد يكون لديها نصفان مختلفا الشكل وحواف غير مستوية، وهو ما يتطلب أيضاً مراقبة أشكال وألوان الشامات.

ويشير الطبيب شاهين إلى أن "سرطان الجلد مثل أي مرض آخر، يحتاج من الإنسان اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية، بما في ذلك عدم التعرّض المباشر لأشعة الشمس، وتحديداً عندما تكون مرتفعة في السماء، ومن المهم استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس للحماية من التعرض لأي إشعاعات مؤذية". كما ينصح في حال وجود أي من عوارض سرطان الجلد بضرورة زيارة الطبيب للبدء بالكشف، ثم القيام ببعض الفحوص، ويمكن أن يتطلب الأمر القيام بفحص عينة من خلال الخزعة.
ويوضح: "في حال شخص الطبيب الإصابة، سيبدأ تحديد مدى انتشار المرض حتى يتمكن من تحديد العلاج، إذ تختلف خيارات العلاج بحسب حجم ونوع وعمق السرطان. عادة ما يستخدم الطبيب العلاج بالإشعاع، أو العلاج الكيميائي في حال كان السرطان بسيطاً أو صغيراً، وفي حال كانت الإصابة أكبر، عندها يتطلب العلاج ضرورة إجراء عملية جراحية لإزالة الورم وبعض طبقات الجلد، ومن ثم متابعة الحالة، ووصف الأدوية الخاصة بها".

 

كلمات دليلية
التعليقات (0)