- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: تصعيد كبير ضد المسجد الأقصى المبارك، وإصرار وعزائم المعتكفين لا تلين
د. ناصر محمد معروف يكتب: تصعيد كبير ضد المسجد الأقصى المبارك، وإصرار وعزائم المعتكفين لا تلين
- 2 أبريل 2023, 4:54:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
دعواتٌ وتسابُقٌ عند المستوطنين أملاً في تحقيق حُلمِ تقريب القربان في المسجد الأقصى، ولكن ما بُنيَ على باطلٍ فهو باطل، وإنّ شعباً مثل شعبنا يبحث عن الحقّ ويتلذذ بعذاباته؛ لن يُمَكِّن هذا العدو من تحقيق هدفه وتقريب قربانه بأمنٍ وأمان.
إنّ الفرق بين شعبنا في فلسطين والشعب اليهودي أنّنا نفهم الدنيا وهُم لا يفهمونها، فشعبُنا يَتَيَقَّن أنّ الدنيا دارَ كدرٍ، وهذه هي طبيعتها، أنْ لا راحة فيها، فتراه لا يَبْحَث عن الرّاحة ؛ إنما يبعث عن الحقّ الذي كُلِّفَ به من قِبَلِ ربه سبحانه، وهو بذلك يعلم أن حياته ستنقضي هكذا وهو يدافع عن الحقّ، فيَتَلَذّذُ ودماؤُه تُرَاقُ في سبيل حَقِّهِ، فهو مُؤَهَّلٌ لأن يتصدَّى لأعتى القوّى في سبيل إحقاق الحقّ، ولن تلين له قناة في سبيل ذلك، بينما عدونا الصهيوني يبحث عن الراحة، ولذلك تراه يقتل كلّ من لا يُعْطيه الرَّاحة، وأنى يجدها مع شعبنا، وتراه أيضا وهو يبحث عن راحته لا حرج أن يقتل حتى في أقدس المقدسات، وهذا ما رأيناه من خلال قتل الشهيد: محمد العصيبي، الذي قَتلَه الاحتلال بمباركة إيتمار بن غافير في أقدس المقدسات الإسلامية، وكما يزعمون في مكانٍ يَدَّعُون أنه مقدّسٌ بالنسبة لهم.
إن العدوّ الصهيوني وهو يبحث عن الراحة يتيه، فلا يدري أين طريقها، وما علم أنه لن يجدها مادام في هذا الشعب الفلسطيني حيٌّ، فلن يرضى أبداً صاحب حقٍّ، وباحثاً عن حقٍّ لينصره أن يُسَلِّم للصوص يريدون أن يسرقوا المقدسات ودور العبادة، وفي الحقيقة أنّ شعبنا يتلذَّذُ وهو يقارع هذا العدو، وما يُتَعَجَّبُ منْه أنّ هذا الشعب قد شرب ماء هذا المحتل، فرغم القتل المتعمَّد وإراقة دماء شبابنا، إلا أننا نجد إقبالاً وتفانياً منقطع النظير، حيث العائلات المتسابقة لنُصْرَة حَقِّنَا في المسجد الأقصى المبارك وبلادنا فلسطين، أرض النبوات والأجداد.
إن الدعوات التي يُطلقها المستوطنون، وتحفيز لصوصهم بدفع مكافآت عالية الثّمن في سبيل ذبح القرابين في المسجد الأقصى، ما هي إلا نفخةٌ في هواء، أو كتابةٌ على الماء، فما قيمة أن يُحَقِّق ذلك بقوة السلاح ، وهذا إن استطاع، فمتى كانت العبادة يُتَقَرَّبُ بها بقوة السلاح، دون طمأنينة وأمنٍ، فكيف سيُقنع هذا العدو نفسه بأنه يملك، وأنه حَقَّقَ هدفاً.
إن دعوات المستوطنين للاقتحام الواسع للمسجد الأقصى المبارك في أيام الفصح، والتي ستبدأ من 6 إبريل، لن تجني على هذا العدو المتغطرس إلا الويل والثبور، وسيجد نفسه حزينا محسورا لم يحقق شيئاً، وسيرى نفسه أصغر مما يرى نفسه الآن، وسَيُثْبِت شعبنُا أنه الأقدر وأنه من يستحق قيادة المسجد الأقصى والعبادة فيه.