- ℃ 11 تركيا
- 7 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: الأقصى أصبح يتيماً رغم التفاؤل
د. ناصر محمد معروف يكتب: الأقصى أصبح يتيماً رغم التفاؤل
- 26 مارس 2023, 5:00:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مؤامرات رسمية لتفريغ المسجد الأقصى من المعتكفين هدفها التمهيد لتمكين المستوطنين من أداء طقوسهم التلمودية، واستفزاز غزة لدخول المعركة كي تتخلَّص اسرائيل من أزمتها الداخلية وثوران الضفة المحتلة!!!.
إنه ما كان في الأمس عيبٌ، أصبح اليوم لا يُخْجِل ومستباح، فعندما يطالب بعض البرلمانيون الأردنيون بضرورة فتح المسجد الأقصى أمام المعتكفين، فهذا يعني أنّ الحكومة الأردنية تشارك في تنفيذ مخططات الإحتلال، ومنع المصلين من الإعتكاف، تذليلاً أمام الإحتلال وترسيخاً له أن المسجد الأقصى له نصيب فيه، وكذلك فإنّ الإعلان عن فتح المساجد المجاورة للمسجد الأقصى أمام المصلين للاعتكاف، يؤكد أن الكلّ على المستوى الرسمي حتى الفلسطينين في السلطة الفلسطينية المشؤومة يشاركون الإحتلال في إخلاء المسجد الأقصى المبارك، وفي مشاركة العدو في تنفيذ مخططاته.
والمستغرب عندما يذكرون في الإعلام مصطلحاً ملغوماً، وهو ساحات المسجد الأقصى، حيث إنهم بذلك يحاولون حصر المسجد الأقصى في المصلى القبلي، بينما المسجد الأقصى يشمل ال 144 دونم وهو كل ما هو داخل السور، فلا فرق بين الصلاة داخل المصلّى وفي تلك الساحات، وإن إخلاء المصلين من الساحات هو إخلائهم من المسجد الأقصى تمهيدا لتمكين اقتحامات المستوطنين.
إنّ ما فعله الإحتلال من اخلاء المصلين عشية الإقتحامات، وبمساعدة السلطة ووزارة الأوقاف، يستهدف بالدرجة الأولى تمكين الإحتلال ليكون له نصيب الأسد في مسجد المسلمين "المسجد الأقصى" أولاً، ثم استفزاز غزة لتدخل المعركة ثانياً، فالإحتلال أصبح مستنزفاً استنزافاً لم يسبق له مثيل، فجبهته الداخلية ثائرة، والضفة الغربية تقاوم بشكل غير مسبوق، ولا مخرج له مما هو فيه إلا حرباً تُسْكِتُ جبهته الداخلية، وتُلهِي جبهة الضفة المحتلة، لتنظر إلى المعركة بعين المراقب، ومن ثمَّ يلْفت المحتلُ الأنظارَ إلى جبهة غزة، فيتعاطف معه مؤيدوه وبذلك ينال الدعم المادي من جهة، ويتخلَّص مما هو فيه من أزمات من جهة أخرى.
إنه لا خلاص مما نحن فيه؛ إلا بإصرار شعبنا على استمرارية مقاومته، والرباط المستمر في المسجد الأقصى المبارك، وعدم اليأس والقنوط، فعدونا مهما كان، فإن نَفَسَهُ أقصر من أنفاس شعبنا، وإنه حتما سيستسلم مع استمرار إشعال جذوة الانتفاضة والمقاومة في وجهه، والإصرار المستمر على ملازمة المسجد الأقصى والرباط فيه، وحينها سيجد شعبنا أنه حقّق حلماً لطالما انتظره.