تكبير الخط تصغير الخط

لقد كان 2022 عاماً دامياً فلسطينياً بما يحمله من جرائم صهيونية تعرض لها الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو غزة أو القدس أو الداخل المحتل، لكنه في ذات الوقت يحمل الأمل بالمقاومة والحرية بما شهده من ولادة حالات عسكرية في الضفة الغربية، وانتقالة نوعية للعمل المقاوم فيها؛ مما أسماه الاحتلال بالذئاب المنفردة إلى المجموعات العسكرية المنظمة، والتي تشمل جميع مكونات العمل الوطني. ولقد ارتسمت بين اللون الدامي والأمل القادم، صور ومشاهد متعددة حملها عام 2022وستلقي بظلالها على العام التالي 2023، وكما رصدت حصاد فلسطين عام 2021 فإنني أقدم في هذه المقالة أبرز الأحداث الفلسطينية التي شهدها العام 2022:

الشهداء والتضحيات: حيث قدم الشعب الفلسطيني 230 شهيداً (171 الضفة، 53 غزة)، وبحسب تقارير أوتشا (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية) فإن 2022 كان الأكثر دموية منذ 2005 في الضفة.

ولادة جديدة للمقاومة في الضفة: بمعدل 20 عملاً يومياً في الضفة الغربية والداخل المحتل، فقد بلغت العمليات العسكرية الفردية والجماعية 7200، نتج عنها 31 قتيل إسرائيلي في عمليات للمقاومة، وهي الأعلى منذ 2015. وتحولت #الذئابالمنفردة إلى مجموعات عسكرية مثل #عرينالأسود و #كتيبة_جنين، وهذا يعكس بشكل مباشر فشل التنسيق الأمني وفكرة التعايش مع الاحتلال التي لا تزال السلطة قائمة على أساسها.

الاستيطان في الضفة والقدس: تصاعدت العمليات الاستيطانية بمصادرة 9700 دونماً من الأراضي الفلسطينية من خلال 116 مشروعاً استيطانياً. وبناء نحو 13 ألف وحدة استيطانية جديدة يعد بن غفير بملئها بالمهاجرين من يهود العالم المتحضر!

اقتحامات المسجد الأقصى: تزايدت مرات وساعات الاقتحامات اليومية وفي الأعياد اليهودية بشكل ملحوظ، حتى باتت كل أعياد اليهود توقيتاً تمارس فيه المنظمات اليهودية الحشد لإظهار قدرتهم على تنفيذ عمليات الاقتحامات بحماية الشرطة الإسرائيلية، التي سيقودها الإرهابي بن غفير وزيراً في 2023!

العدوان على غزة: في 5 أغسطس 2022 شن العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة مستهدفاً المقاومة، فقتل 50 منهم 16 طفلاً فلسطينياً. وردت المقاومة بعملية #وحدة_الساحات.

اغتيال شيرين أبو عاقلة: حيث شكلت عملية الاغتيال في 11 مايو 2022 جريمة مركبة، استهدف فيها الاحتلال صوت وصورة الحقيقة التي تمثلها الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، بما تمثله من فضح جرائم الاحتلال الذي كان يقتحم #جنين ويخطط لعملية واسعة تستهدف صمود المدينة ومخيمها.

الانتخابات الإسرائيلية: حيث اختتم عام 2022 بعودة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، وهو يجر خلفه مجموعة من الوزراء الإرهابيين والفاسدين حتى من وجهة نظر القانون الإسرائيلي. حكومة هي الأكثر تطرفاً في تاريخ الاحتلال، وتتوعد بمزيد من الاستيطان والتهويد للأرض والمقدسات.

انتهى عام 2022 لكن تأثيراته على القضية الفلسطينية لم تنته، فما زال الاحتلال الإسرائيلي يحتل الأرض الفلسطينية ولا يزال الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال لم يتحقق! لكن الأمل لا يزال كبيراً ونحن نرى المقاومة الفلسطينية تزداد قوة مادية بجنودها، وقوتها ومعنوية بشعبها وحاضنتها العربية والإسلامية. وإن ما شاهدناه خلال مونديال قطر 2022 من تعاطف عالمي مع فلسطين وقضيتها، ومقاطعة للاحتلال وإعلامه خلال كأس العالم فيها، يعكس قوة هذه القضية رغم التخاذل الرسمي، في مقابل سراب التطبيع رغم الدعم الرسمي.