د. محمد خليل مصلح يكتب: مستقبل نتنياهو و شراكة بن غفير وسموتريتش

profile
د. محمد خليل مصلح كاتب ومحلل سياسي
  • clock 31 ديسمبر 2022, 7:42:33 ص
  • eye 391
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لم يحدث  في تاريخ الكيان الصهيوني؛ أن تعرض زعيم لهذا الكم من التشكيك والتخوين في وطنيته ودوافعه حتى يوصف بأنه عدو للأمة والدولة كما وصف رئيس الكيان الأسبق أولمرت نتنياهو.
من الواضح جليا أن نتنياهو كان همه الوحيد تشكيل الحكومة بغض النظر عن التنازلات  والحقائب والصلاحيات التي قدمها للشركات حتى وإن كانت على حساب منظومة الأمن والسياسة  العقد الاجتماعي  في الكيان الصهيوني؛  والسؤال المهم هل نتنياهو يجهل ما يقوم به من تفكيك لمنظومة الأمن وتوزيعها على الشركاء كهدايا من ممتلكاته الشخصية؛ وتشريعات من الكنيست الإسرائيلي بأغلبية يميني واضحة دون اكتراث للمستقبل.
لا أظن نتنياهو يجهل ذلك وعلى يقين أن يستحضر التاريخ و عقدة الثمانية عقود و انهيار المملكة اليهودية في هذا العمر من التاريخ الخاص باليهود؛ ما أتصور انه يلعب بالوقت و بالزمن الذي حدده في خطته لعمر هذه الحكومة العام الواحد ومن ثم التفكيك والذهاب إلى انتخابات جديدة يستفيد منها الأشهر والزمن المستقطع لتشكيل حكومة أخرى؛ على تقدير متعلق بتوقعاته بحدوث متغيرات سياسية أمنية لتشكيل حكومة موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية على صعيدين مواجهة إيران عسكريا وملف الصراع الفلسطيني و ملف التطبيع اذا انهار مع في حال اشتعلت الجبهة مع إيران ومحور المقاومة. 
نتنياهو يرسم للمستقبل والا سيموت توقعاتنا بتصدير ومحورشرخ كبير للكيان يتطلب تدخل اللوبي اليهودي العالمي لإنقاذ الكيان المصطنع من الانهيار وحتى يبقى في الخدمة الوزيرة الاستعمارية لتفتيت الشرق الاوسط و اللعب على التناقضات القومية والإسلامية والمذهبية الطائفية في المنطقة؛ ما يعني تجاوز عقلية نتنياهو  حالة بن غفير وسموتريتش السياسية الاجتماعية الغوغائية الطارئة. 
معادلة التطرف ليست فيا مصلحة الكيان الصهيوني  ولا الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ولا أولويات المصالح الأمريكية. 
لذلك نتنياهو يفهم الوضع الذي هو فيه و محاولة اللعب على تغير الخارطة السياسية في الولايات المتحدة و عودة الجمهوريين سوف تفشل وظاهرة ترامب الرئيس الأمريكي السابق لن تتكرر.
الرهان على العلاقات مع الخليج انه الرهان الخاطب الخليج إمارات وممالك غير مستقرة ومحاولات الانقلاب من الداخل محتملة لهشاشة التركيبة السكانية القبلية والمذهبية، والتغيير في العلاقات مرتبطة بالإبعاد الثلاثة في مثلث المصالح والقوة ؛  إيران وتركيا والمقاومة الفلسطينية.
ورقة تصدير الأزمة 
قد يلعب نتنياهو بهذه الورقة للضغط على الشركاء في الحكومة  والمعارضة .
على صعيد الشركاء سوف يمارس نتنياهو ما مارسه من اساليب والاعيب سياسية على الشركاء في السابق في تحميلهم  مسؤولية الإخفاق والفشل الامني؛ وزارة الجيش ايهود باراك ليبرمان بينت كوزراء للجيش؛ أو الالتفاف عليهم والقيام بكل الأدوار بالاعتماد على الكابينت الأمني بالأكثرية الليكودية.
أما بخصوص المعارضة استخدام ورقة الحرب مع إيران وهذا يتطلب حكومة وطنية لتتحمل النتائج السياسية والأمنية إقليميا ودوليا؛ و نتنياهو لا يغيب عنه تلميح غانتس؛ أنه سوف يفكر بالشراكة فقط في حالة وجود الخطر الوجودي للكيان، ودون شك يقصد حالة الحرب مع إيران .

الخلاصة 
لعبة الوقت سلاح نتنياهو ضد شركاؤه، خاصة وهم لا يثقون في وعود نتنياهو، ويتوقعون منه الأسوء وعدم التقيد بالاتفاقيات بينهما ؛ لذلك هذه الحكومة ستبقى تفتقر إلى عنصر الثقة بين أطرافها، وتضارب المصالح العنصر الآخر المهم، و ترتيب الأولويات بحسب خطة وطموح نتنياهو العنصر الثالث.
شلل في اتخاذ القرارات وعلى أقل تقدير اضطرابات وعراقيل سوف يضعها نتنياهو لتجاوز أفضليات وطموحات  بن غفير وسموتريتش .
سوف يستخدم ورقة وزير الجيش في وحدة القرارات الأمنية الداخلية والخارجية .
التهديد بانتخابات جديدة في حالة الياس من عدم قدرته التحكم في إدارة حكومته وشهوة التحكم بمن حوله والاستحواذ على كل شيء يتعلق بالحكومة.
فرضية انهيار الحكومة قوية جدا وهي مرتبطة بتطورات الحالة الأمنية في المنطقة . 
نتنياهو في وضع غير مريح ويفتقر إلى الهوامش السياسية و التحكم في القرار أي الانفراد في اتخاذ القرارات السياسية والأمنية داخليا وخارجيا لخدمة أولوياته؛ الملف النووي الإيراني و تعزيز التطبيع في المنطقة وخاصة مع السعودية؛ مفتاح حل القضية الفلسطينية والتغلل إلى مصالح دول المنطقة كشريك سياسي أمني اقتصادي .
ويسبق هذا كله توظيف هذه الحكومة لتعطيل ملف الفساد وإلغاء التهم الموجهة إليه، وتحطيم نفوذ القضاء واخضاعة لسلطة الكينست سلطة  الجماهير ؛ الانتخابات بقانون التغلب أو التجاوز .
احتمال الحرب في المنطقة مرتفع وخوض معركة واسعة في الضفة على غرار السور الواقي السابقة أيضا مرتفع بحسب طموحات بن غفير سموتريتش للقضاء على حل الدولتين نهائيا و تنفيذ بند فرض السيادة الصهيونية على الضفة الغربية.
انهيار السلطة وارد وحل إشكالية ما بعد أبو مازن والبحث عن قوالب أخرى وصيغ سياسية تتناسب والرؤية الصهيونية روابط قرى أو نظام البلديات وادرة شؤون الفلسطينيين الخدماتية .
وهذا لا ينفي عدم حدوث أي شيء بانهيار حكومة نتنياهو مبكرا بفعل الصراعات الداخلية والضغوطات الخارجية.
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)