- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
د. رفيق إبراهيم يكتب: بشريات التحرير في ضوء وعد الآخرة
د. رفيق إبراهيم يكتب: بشريات التحرير في ضوء وعد الآخرة
- 21 أبريل 2022, 5:08:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لقد من الله عز وجل على عباده المؤمنين بهذا القرآن العظيم الذي قال فيه تبارك وتعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ففيه خبر الأولين ونبأ اللاحقين، وقد حوى بين دفتيه كثيرا من أحداث التاريخ للأمم السابقة، وما يتعلق أحيانا بأحداث ووقائع المستقبل، وما سورة الإسراء، التي نزلت في العهد المكي إلا صورة بليغة لما سيجري لبني إسرائيل من دمار، وهلاك كونهم يتجبرون في الأرض، ويعيثون فيها الفساد والخراب، ولا نستغرب هنا أن تسمى السورة باسم ( بني إسرائيل ).
لقد ورد في سورة الإسراء ما يوضح بجلاء مراحل التدمير، التي ستلحق بدولة اليهود، التي أقاموها على أشلاء النساء والأطفال في دير ياسين وكفر قاسم وغزة والقدس وعشرات المجازر، التي ارتكبوها بحق شعبنا الفلسطيني، وحتى طالت يدهم الآثمة دولا عربية أخرى مثل: مصر والأردن ولبنان وسوريا وغيرها فيذكر الله تعالى ما سيلحق بهذا الكيان المسخ من عقاب وهلاك كما ورد في قوله تعالى : (... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ) (الإسراء : 7 يقول القرطبي في تفسير الآية والمقصود بنو إسرائيل : " وإن عصيتم الله وركبتم ما نهاكم عنه حينئذ، فإلى أنفسكم تسيئون، لأنكم تسخطون بذلك على أنفسكم ربكم، فيسلط عليكم في الدنيا عدوّكم، ويمكِّن منكم من بغاكم سوءا، ويخلدكم في الآخرة في العذاب المهين ".
وها هم قد أساؤوا وافسدوا؛ فاستحقوا ضب الله عليهم وترد العقوبات بالترتيب عليهم كما يلي:
1- إساءة الوجه وهذه تتمثل في إظهار حقيقتهم الغادرة والجبانة والإجرام، الذي يمارسونه بحق الأطفال والنساء والشيوخ وتدنيس المقدسات . 2- دخول المسجد الأقصى في حوزة المسلمين وحرمان اليهود منه، بسبب إجرامهم وصدهم عباد الله عنه، فعاقبهم الله بجنس أعمالهم كما منعهم عمر رضي الله عنه من الإقامة في القدس زمن الفتح العمري . 3- تتبير دولتهم المزعومة والقضاء عليها، وتدميرها بشكل نهائي .
ولربما يظن بعض الناس أن هذا بعيد المنال في ظل نفوذ اليهود في العالم وغطرستهم، وأنهم يمتلكون أسلحة فتاكة لا قبل لنا بها، ولكن نقول لهم، وبكل ثقة إن الله إذا قضى أمرا فإن سينفذ أمره لا محالة، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتلك من القوة المادية عندما كان ملاحقا من قبل جحافل المشركين في طريقه للهجرة ونراه يقول لسراقة : ارجع فإن لك سواري كسرى وقيصر ... ؟؟؟
إن مسألة تحرير فلسطين أصبحت في مرمى نظرنا وأضحت حقيقة واقعية تصدقها وقائع العقيدة والتاريخ والسياسة، وما يحدث حاليا على المستوى الدولي والإقليمي ليمثل تمهيدا لوقائع كبرى ستهز المنطقة برمتها، وسيكون لشعبنا الفلسطيني كلمته الفصل ويشاركه أحرار العالم من بني عروبتنا وديننا، وهذا يسوقنا إلى البعد عن تحديد زمن معين وتاريخ محدد، بل يجب الاعتقاد والاقتناع بأن التحرير بات قريبا، وأصبح محل إجماع شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه وأماكن تواجده، وأصبح الحديث عن زوال الكيان يسود كل مجالسنا العائلية والأهلية والرسمية إلا من كان من أصحاب الأجندات العميلة والخائنة ، التي ما لبثت أن تحبط من همم وعزائم شعبنا الفلسطيني الأبي...
وأمام هذا الكلام الهام لا بد من التنويه على أن الجميع يجب أن يتحمل مسؤولياته ،فعلى صعيد المؤسسة الرسمية، ونقصد بها الحكومة والوزارات ان ترتب ملفاتها فيما يخص تحرير فلسطين، بحيث تكون الأمور كلها جاهزة من حيث ضبط السجلات التي تتعلق بالأراضي وإحصاء المنشآت والمباني التي تم بناؤها على الأرض: من مطارات وموانئ وغيرها، بحيث يتحول الشعب الفلسطيني من أضعف شعب في المنطقة إلى أقواه وأكثره تقدما من خلال ذلك الميراث الكبير فيما يخص القطاعات الاقتصادية والسياحية والعسكرية ...
وعلى صعيد المؤسسات المؤسسات الأهلية والعشائرية، فالمطلوب منها أن تجيش لفكرة التحرير بشكل كبير وتزرع الأمل في نفوس الناس، وتبثه في كل محافلها من خلال الأنشطة والفعاليات والمخيمات واللقاءات العامة والخاصة، وفي حال تم التحرير تسعى هذه المؤسسات والتجمعات إلى مساعدة الجهات الرسمية بضبط الأمور، ومنع حالات الفوضى التي يمكن أن يختلقها بعض المشاغبين والمنفلتين، وكذلك تسعى هذه الروابط العائلية والمخاتير والوجهاء لتشكيل مجالس عائلية وقروية، لتحيي في فلسطين ما كان قد أماته الاحتلال في قرانا ومدننا .. وأخيرا نقول وبالله التوفيق: إننا على موعد مع نصر الله القريب، فتجهزوا وتوكلوا واعلموا أن سنن الله في القوم الظالمين غالبة ..