- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
كيف أثبت حي الشجاعية للاحتلال فشل خططه للقضاء على المقاومة؟
كيف أثبت حي الشجاعية للاحتلال فشل خططه للقضاء على المقاومة؟
- 17 يوليو 2024, 6:10:09 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مثل حي الشجاعية واحدا من النماذج القوية للمواجهات الدائرة بين المقاومة والاحتلال، وقدرة مقاتليها على صد العديد من الاجتياحات التي استهدفته، مع العلم أنه يقع على مسافة قريبة سيرًا على الأقدام من "كيبوتس" ناحال عوز شرقا، وقد ثبت أن هذا القرب الجغرافي كان قاتلا في هجوم السابع من أكتوبر، ما يدفع جيش الاحتلال للعمل بكل قوته في محاولة فاشلة لمنع المقاومة من إعادة تجميع قوتها في الحي، لكن النتيجة الميدانية كانت معاكسة، وهي بقاء المقاومة في المنطقة.
وأعد ديفيد هورويتس مراسل موقع "زمن إسرائيل" تقريرا ميدانيا من داخل حي الشجاعية الذي وصفه بـ"قلب أوكار حماس"، بعد وصوله في مركبة عسكرية لجيش من طراز هامر عبر إحدى الثغرات العديدة الموجودة في السياج الحدودي.
ويقول في تقرير : "وجدنا أنفسنا في منطقة مهجورة، تتناثر فيها بقايا معدنية ملتوية لمبان وآلات ومركبات لا يمكن التعرف عليها، وقد كانت قبل الحرب أرضًا زراعية ومنطقة صناعية، وكذلك مركزا تدريب لحماس، ثم دخلنا منطقة سكنية، فيها بقايا من ألواح خرسانية مكسورة، وأكوام من الركام، حيث كانت المباني الشاهقة قائمة قبل تسعة أشهر".
وأضاف، أن "كيبوتس ناحال عوز المحاذي لحي الشجاعية شهد معركة في يوم السابع من أكتوبر قتلت فيها حماس 60 جنديا، واحتلت الكيبوتس لمدة 12 ساعة متواصلة، واحتجزت رهائن منه، ورغم الخراب الذي يعمّ حي الشجاعية في الأشهر الماضية فإن عناصر حماس وآخرين مسلحين يظهرون على سطح الأرض في مناطق ليست بعيدة عنه، وربما يقيمون في شبكة الأنفاق الواسعة تحت الأرض، وما زال بإمكاننا رؤية بعض منازل ناحال عوز من مسافة كيلومترين من الشجاعية".
ونقل عن الضابط رون سياع قائد الكتيبة 75 قوله، إن "عمليات الجيش الأخيرة في حي الشجاعية تتركز في تفجير ما تبقى من أجزاء نفق يبلغ طوله 1.5 كيلومتر تمهيدا لإغلاق الدائرة، كونه في مثل هذا الشهر قبل عشر سنوات، في الجولات الأولى من عملية الجرف الصامد، خرج مقاتلو حماس من هذا النفق إلى داخل الأراضي المحتلة، وقتلوا خمسة جنود في موقع عسكري جنوب ناحال عوز، وهو اليوم لا يخفي إحباطه من العودة المتكررة إلى الشجاعية بين حين وآخر، باعتبار ذلك دليل على عدم قدرة الجيش على السيطرة العملياتية عليه، رغم مزاعمه في ديسمبر عن تفكيك كتيبة حماس المحلية".
وتابع بأنه "في الأشهر الأولى من العملية البرية، قاتل جيش الاحتلال جيش حماس المنظم، لكننا اليوم نركز أكثر على البنية التحتية، خاصة تدمير الأنفاق تمهيدا لتغيير الواقع، لعقود من الزمن، كما نأمل"، كما زعم الضابط العثور على كميات "لا تصدق" من الأسلحة في عدة منازل بالمنطقة.
واعترف أن "هجوم السابع من أكتوبر شكل "نقطة تحول في الهوية الإسرائيلية" حيث قال: "عندما رأيت عربات حماس البيضاء في شوارع سديروت.. عرفت أنهذه حرب استقلال، ولذلك نضطر لتنفيذ عمليات لإنقاذ مختطفين من بين أيدي حماس"، مبينا أن عمليات استعادة الأسرى تتطلب قرارات عالية المخاطر، وكان يمكن أن تكون النتيجة في بعضها مختلفة عما تحقق فعلا.
من جانبه، اعترف غدعون إلياستم، نائب قائد لواء المظليين، أن "الجيش ضرب هذا النفق عدة مرات في الماضي، لكن هذا الممر لم يتم اكتشافه إلا الآن، صحيح أن النفق لم يعبر الحدود باتجاه مستوطنات غلاف غزة، لكن سبعة جنود إسرائيليين قتلوا في هجوم لحماس على بعد 150 مترا من حي الشجاعية في حرب 2014، حيث تم اختطاف الجندي أورون شاؤول من هنا، كما استخدمت هذا النفق لتحريك قواتها، ولذلك فإن المنطقة لا تخلو من التهديدات رغم كل العمليات التي نفذها الجيش، فنحن لم نقتل جميع المسلحين، لأنهم سيعودون".
وتابع بأن "حماس تتحرك من مكان إلى آخر، تحاول أن تفاجئنا، ونحن لا نقلل من شأنها، لقد استعدت منذ سنوات، ونحن نتعلم طوال الوقت، ولذلك فإني لا أستطيع إعطاء جدول زمني لنهاية المعركة الحالية، لأنها ستستغرق بعض الوقت"، معربا عن خشيته أن "تنتهي الحرب قبل الأوان المحدد لها، ما يسمح بوجود مشاعر من الخوف من عودة محتملة لحماس إلى حي الشجاعية، وتجنيد نشطاء، وتسليح نفسها في كل فرصة تتاح لها، بعد التقاط أنفاسها.
وختم بالقول إن "الهدف المعلن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من هذه الحرب وهو النصر الكامل، يواجه عدوا يتربص بنا في كل زاوية، في كل مدخل، وتحت كل خطوة، وما زال تحقيق مثل هذا الهدف غير متاح بشكل كامل، رغم الخراب الذي ترونه في حي الشجاعية بصورة خاصة بعد تسعة أشهر من القتال".