- ℃ 11 تركيا
- 30 يناير 2025
د.إبراهيم جلال فضلون يكتب: الدبلوماسية في أوقات الفوضى
د.إبراهيم جلال فضلون يكتب: الدبلوماسية في أوقات الفوضى
- 29 يناير 2025, 12:11:42 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعكس ازدواجية المعايير الدولية وتهميش المبادئ الإنسانية الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط سوريا ولبنان وغزة تبدو إيجابية وتدعو للتفاؤل، بعد تحديات جسيمة وانتهاكات صارخة للقانون الدولي، وقبل ذلك سلبيات نتائج «الربيع العربي» التي أفرزت نوعين من الدول العربية: دول الحروب الأهلية ونزاعات الطوائف والمذاهب والقبائل والجهويات، ودول البناء والتنمية والوحدة الوطنية والساعية إلى دخول العصر الذي نعيشه والمنافسة فيه.
ولقد حان الوقت للتوقف عن التراشق الفعلي للحروب أو الشعارات، والتي تسببت حرب غزة في تغيير وجه المنطقة، القضاء على معظم قوة وقيادات «حزب الله»، وإسقاط نظام بشار الأسد، وأنهت حلم التوسع الإيراني وهيمنة طهران والحرس الثوري على العراق وسوريا ولبنان واليمن أو على شرق العالم العربي، فحرب غزة حققت ما لم يكن في الحسبان، انهيار نظام إقليمي وبداية وضع جيوسياسي مختلف فقد تُغير وقف إطلاق النار في غزة حظ الفلسطينيين والمنطقة. ربما لولاها لعاشت سوريا ولبنان والمنطقة عقداً آخر من الزمن كما هي في فوضى وحروب وحان الوقت لدعم البلاد المنكوبة لتقديم الدعم والمساندة الإنسانية لمليوني إنسان.. ونجاح لبنان في اختيار رئيس لها، وما حظ سوريا إلا بعاثر في ظل توسع إسرائيل في أراضيها بانتهاك سيادة الدولة السورية، بما في ذلك الاستيلاء على أراضٍ جديدة وشن اعتداءات وإلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، دون مقاومة من أهاليها وتدمير جيشه السوري الذي يحتاج لإعادة تأهيل من أبنائها لا جنسيات تنظيمية خارجة عنها فلا ولن يدافع عن الأرض إلا أهلها..
حيثُ شارك وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، في جلسة عامة بعنوان "الدبلوماسية في أوقات الفوضى"، وذلك ضمن جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي 2025، المنعقد في مدينة دافوس السويسرية.. مبرزاً إمكانيات منطقة الشرق الأوسط الهائلة، رغم كل التحديات التي تواجهها والمخاطر التي شهدتها مؤخرًا، فالشعب السوري يتمتع بقدرات كبيرة وموارد هائلة، مما يتيح فرصة حقيقية لدفع سوريا نحو مسار إيجابي للغاية، وعلى المجتمع الدولي مؤازرته
حرب غزة ربما انتهت، حيث لا تزال هناك بقية رصاص واشتباكات يتوقع أن تتوقف قريباً رغم الانتهاكات الإسرائيلية بالضفة وغيرها بعد الاتفاق الأخير بمرحلته الأولى، لتكون مدخلاً لبداية مشروع حل الدولتين التي تعهدت السعودية ومصر بالعمل عليه وتعهدت إسرائيل بمنعه، وبالتالي نحنُ أمام فرصة جديدة وحقيقية للتوجه نحو مشاريع سلام إقليمية، ونهاية التهديدات والحروب الكبرى.
ولبنانياً لابد من حشد التمويل الدولي لإعادة إعمار لبنان، التي تقدر تكلفتها بنحو 5 مليارات دولار، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل، بما يشمل تمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، لاسيما أن الوضع صار جيداً بعد التوافق الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية الجديد.
إنها تغييرات كلفت الكثير، كما رأينا في غزة ولبنان، وسوريا وقبلهما العراق على مدى عقدين دمويين. وكان مستحيلاً قبل حرب غزة، اليوم ليس مستحيلاً البتة.
واختتم بسؤال اجابته يسيرة بالإيجاب، هل يمكن أن يكون هناك مشروع عربي يقف مرفوع الرأس أمام كافة التحديات والعقبات لاسيما المشاريع الأميركية الأوروبية وكذلك الأطماع الإيرانية والتركية والتوسعات الإسرائيلية والتي تضرب بقوانين العالم والإنسانية والدولية عرض الحائط؟ فالمتغير الأساسي الذي يصعد مع الحلول المستقبلية (2025) هو وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بجدول أعمال غير مسبوق، كما أن العقبة لكل ما سبق من المشاريع السلطوية مصر والسعودية حجر العثرة أمام الجميع، فإسرائيل لا ترغب في البقاء في أدنى درجات سلم التقدم العالمي. هذه الدول حققت الكثير في دفع هويتها، واختراق إقليمها الجغرافي بمشاريع صناعية وحضرية واسعة، في أكبر عمليات بناء عرفها التاريخ العربي المعاصر.