- ℃ 11 تركيا
- 30 يناير 2025
دونالد ترامب إذا كنت تهتم بالفلسطينيين إلى هذا الحد فلماذا لا تنقلهم إلى أمريكا؟
دونالد ترامب إذا كنت تهتم بالفلسطينيين إلى هذا الحد فلماذا لا تنقلهم إلى أمريكا؟
- 29 يناير 2025, 11:46:57 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جاكي خوري-هآرتس
فكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل أكثر من مليون لاجئ من قطاع غزة إلى دول مثل مصر والأردن، مع توقعه – أو حتى مطالبته – بأن يتعاون قادة هاتين الدولتين معه، *تعكس مدى رؤيته الاستعمارية الكلاسيكية في التعامل مع القضايا الدولية*.
*يبدو أن ترامب ومستشاريه في البيت الأبيض، وربما حتى المؤثرين في دوائر صنع القرار في واشنطن وتل أبيب، ينظرون إلى القضية الفلسطينية بمنظور استيطاني بحت*.
يظهر ترامب كرئيس أقوى دولة في العالم وكأنه يسعى إلى "تخفيف العبء" عن الفلسطينيين المرهقين من الحرب، عبر اقتلاعهم من أنقاض غزة ونقلهم إلى "بيئة أكثر استقرارًا"، حيث يتم توفير مساكن مؤقتة في خيام أو كرافانات مع الطعام والماء، تمامًا كما فعلت الإمبراطوريات الاستعمارية الكبرى عبر التاريخ. وكأنها قطيع فلسطيني جديد يُقاد بواسطة الكاوبوي ترامب!
*لماذا لا؟ فقد فعل ذلك الآباء المؤسسون للولايات المتحدة حين طردوا السكان الأصليين، وكذلك العديد من الإمبراطوريات الاستعمارية الأخرى حول العالم*.
فإذا نجح هذا النموذج في غزة، يمكن أن يكون "تجربة أولية" للضفة الغربية وربما حتى لسكان وادي عارة، الذين سبق أن طرح ترامب ترحيلهم خلال ولايته السابقة فيما عُرف بـ "صفقة القرن".
*المفارقة أن ترامب نفسه بنى نصف حملته الانتخابية على معاداة اللاجئين، لكنه الآن يتوقع من الدول العربية استقبال اللاجئين الفلسطينيين.*
ولو كان صادقًا في اهتمامه بهم، لما لا يرسل أسطوله الحربي إلى شواطئ غزة وينقل مليون ونصف فلسطيني إلى "أرض الأحلام" – الولايات المتحدة؟ لكن بالطبع، هذا أمر لا يمكن تصوره.
من الناحية النظرية، قد يبدو اقتراح ترامب ممكنًا إذا قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التعاون وفتح معبر رفح أو إزالة الحواجز من محور فيلادلفيا، ما يسمح بتدفق جماعي للفلسطينيين إلى سيناء.
بعدها، يمكن للجيش المصري إنشاء مدن خيام مؤقتة قبل بناء مساكن دائمة، ومع موافقة ملك الأردن، قد تُستخدم العبارات لنقل اللاجئين الفلسطينيين من شواطئ سيناء إلى العقبة، بينما تضخ الدول العربية الغنية مليارات الدولارات لتمويل استيعابهم في مصر والأردن.
*لكن على أرض الواقع، هذا السيناريو مستحيل، حتى لو احتفل اليمين الإسرائيلي بتصريحات ترامب*.
*فالصور القادمة من ممر نتساريم تُظهر مئات الآلاف من الفلسطينيين يعودون إلى شمال القطاع رغم الدمار الهائل، ما يثبت أنهم ليسوا شعبًا بدويًا يبحث عن فرصة للرحيل جنوبًا أو شرقًا، بل شعب متمسك بحقه في العيش على أرضه بكرامة، مثل أي مواطن في أي دولة ذات سيادة.*
ربما اعتقد ترامب أن قادة مصر والأردن لن يجرؤوا على الاعتراض، وأنهم سيتجاوبون دون تقدير العواقب.
لكن إذا كان ترامب يعتقد أن اللاجئين يمثلون خطرًا على جودة الحياة في الولايات المتحدة، فإن استيعاب مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين يشكل تهديدًا استراتيجيًا للأمن القومي لمصر والأردن، فضلًا عن أنه يخالف الوعود التي قدمت في بداية الحرب.
لهذا لم يكن مفاجئًا أن القاهرة وعمان رفضتا الفكرة فورًا، ولم تسارع أي دولة أخرى "لالتقاط الكرة".
*يحب ترامب الصفقات التجارية، وينظر إلى الشرق الأوسط بعيون رجل أعمال في مجال العقارات، لكن في هذه القضية، عليه أن يستمع لنصائح أكثر حكمة، لأن "صفقة" سيئة مثل هذه ليس لها أي مستقبل.*