خمسة تحولات مثيرة للتفاؤل في 2022

profile
  • clock 1 يناير 2022, 11:16:04 ص
  • eye 506
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تسيطر حالة من الترقُّب والقلق على التطورات المحتملة خلال عام 2022، خاصةً مع تزايد تفشي متحور “أوميكرون” حول العالم، وتسجيل أرقام قياسية في العديد من الدول، وبما ينعكس بدرجة كبيرة على الأوضاع الاقتصادية، خاصةً مع تفضيل بعض الدول عودة الإجراءات الاحترازية الصارمة وتشديد الإغلاق من جديد أمام حرية الحركة داخلياً وحركة السفر من الدول وإليها. وبرغم تلك المعطيات، فإن ثمة اتجاهات أكثر تفاؤلاً حول العام الجديد، وفي ضوء هذا نشر موقع “فورين بوليسي”، تقريراً بعنوان “خمسة أسباب تجعلك متفائلاً بشأن عام 2022“.

وقد استعرض التقرير خمسة أسباب رأى أنها تبعث على التفاؤل في عام 2022، ويأتي على رأس تلك الأسباب، تقلص فجوة التلقيح بين البلدان المنخفضة والمرتفعة الدخل، في ضوء تزايد الإنتاج العالمي للقاحات، وإعطاء البلدان المنخفضة الدخل حصة أكبر من هذه اللقاحات. ويُضاف إلى ذلك، حسَب التقرير، تزايد القدرة على توليد طاقة أكثر استدامة وصداقةً للبيئة في العام المقبل من مصادر الطاقة المتجددة. ورأى التقرير أن التوقعات التي تشير إلى احتلال الهند المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد السكان في العام المقبل تشجع على التفاؤل، على اعتبار أن الهند أقرب إلى المثل الديمقراطية الليبرالية من الصين الاستبدادية. وأكد التقرير أن من أسباب التفاؤل كذلك عودة اقتصادات الدول المتقدمة إلى مسارها قبل الجائحة، وتحسن التنوع البيولوجي العالمي بطريقة تتوافق مع التنمية. ويمكن تناول أبرز ما جاء في التقرير على النحو التالي:

1– تقلُّص فجوة التلقيح ضد كورونا حول العالم: أوضح التقرير أنه تم تطعيم أكثر من 4 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم بلقاحات كورونا في عام 2021. وأشار التقرير إلى أن معظم هؤلاء الأشخاص تلقَّوا جرعتين أو حتى ثلاث جرعات. ووفقاً للتقرير، كانت هذه الحملة العالمية غير المسبوقة للتطعيمات غير عادلة بدرجة كبيرة؛ حيث حصل ملايين الأشخاص ذوي المخاطر المنخفضة في البلدان ذات الدخل المرتفع على جرعتهم الثالثة قبل أن يتلقى معظم المعرضين لمخاطر عالية في البلدان المنخفضة الدخل على أول جرعة.

وحسب التقرير، فمن المقرر وصول ما يقرب من مليار جرعة من اللقاحات إلى إفريقيا في مارس 2022، وهو ما يكفي نظرياً لتلقيح 70% من سكان القارة بالكامل. ونوه التقرير بأن 8% فقط من سكان القارة تم تلقيحهم بحلول ديسمبر الماضي. وطبقاً للتقرير، وعلى الرغم من ذلك قد يؤدي اكتناز البلدان الغنية للقاحات إلى إبطاء هذه العملية، كما أن اللقاحات التي تصل الآن أقل فاعليةً بدرجة كبيرة ضد متحور أوميكرون. وأكد التقرير أنه ستكون هناك تحديات لوجستية في توصيل اللقاحات إلى العيادات وصعوبات أخرى في إجبار الشعوب على تلقيها.

وشدد التقرير على أن الإنتاج العالمي للقاحات تزايد على نحو لافت، وهو ما يعني أنه سيتم توزيع اللقاحات ضد المتحورات الجديدة بسرعة أكبر، كما سيتم تقليص الفجوة الكبيرة بين البلدان المرتفعة والمنخفضة الدخل بدرجة أكبر. وأوضح التقرير أن العام المقبل سيشهد كذلك ظهور اللقاح الأول في العالم للملاريا، وهو مرض أودى بحياة ما يقدر بنحو 627 ألفًا في عام 2020. وأشار التقرير إلى أن القدرة المكتشفة حديثاً على تطوير لقاحات “mRNA”بسرعة، وتوسيع نطاقها؛ هي أمر يبعث على التفاؤل في ظل العاصفة الوبائية.

2– توليد ضخم للطاقة من المصادر المتجددة: توقع التقرير أن يسجل عام 2022 أكبر زيادة في توليد الكهرباء عالمياً من المصادر المتجددة. ولفت التقرير إلى أنه سيتم تشغيل أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم في أبو ظبي. ووفقاً للتقرير، فمن المحتمل أن يشهد العالم نقاشاً متزايداً حول قرارات الإغلاق المبكر لمحطات الطاقة النووية الحالية في دول منها الولايات المتحدة وألمانيا. وحسب التقرير، فإن التكنولوجيا الأفضل والأكثر أماناً أيضًا في طريقها للتطوير في الولايات المتحدة؛ حيث تقوم “NuScale Power” بتطوير مفاعلات معيارية، ومن المتوقع طرحها للعامة هذا العام.

وطبقاً للتقرير، فإن انبعاثات الكربون العالمية من الطاقة كذلك، تسير بالفعل على مسار أفضل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط. ونوه التقرير بأن الانبعاثات في عام 2021 ظلت أقل من ذروتها التي كانت عليها في 2018. وأكد التقرير أنه بينما من المتوقع أن تزداد الانبعاثات في عام 2022، فإنها ستكون في حالة استقرار؛ حيث ارتفعت إجمالاً بنسبة 5% فقط في 10 سنوات. وشدد التقرير على أن هذا هو أحد الأسباب التي جعلت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ –وهي أعلى سلطة تختص بالانبعاثات في الأمم المتحدة– تخفض تصنيفها لأسوأ سيناريوهات المناخ التي يُستشهَد بها على نطاق واسع في تقريرها لعام 2021؛ حيث أشارت إلى انخفاض احتمالية حدوث سيناريوهات انبعاثات عالية في ضوء التطورات الأخيرة في قطاع الطاقة.

3– احتلال الهند المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد السكان: أوضح التقرير أن من غير المتوقع حدوث ثورة في الصين، ولكن بدلاً من ذلك، تقترب الهند من احتلال المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد السكان على حساب الصين في 2022. وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة تتوقع أن يصل عدد سكان الهند المتزايد إلى 1.413 مليار قبل نهاية العام الجاري. ووفقاً للتقرير، كانت الصين موطناً لـ1.412 مليار شخص في عام 2021، وهذا العدد آخذ في الانخفاض بسبب انخفاض معدل المواليد في البلاد.

وحسب التقرير، فإنه على الرغم من محاولات تشويه الوضع الديمقراطي للهند في السنوات الأخيرة بهجمات على حقوق الأقليات وحرية التعبير؛ لا تزال الهند أقرب إلى المثل الديمقراطية الليبرالية من الصين الاستبدادية. وطبقاً للتقرير، ستنعكس زيادة أعداد سكان الهند كذلك بشكل إيجابي على الوضع الاقتصادي للبلاد. وتوقع التقرير أن يزداد عدد السكان في الهند في سن العمل في 2050 بمقدار 199 مليون شخص، في مقابل انخفاض عدد السكان في الصين في سن العمل بمقدار 160 مليون شخص.

ونوه التقرير بأنه على الرغم من أن الهند حتى وقت قريب كانت دولة فقيرة جداً، فإنها الآن يمكنها البناء على عقدين من الأداء القوي في طرح الخدمات الأساسية للاقتصاد الحديث. وأكد التقرير أنه بحلول عام 2019، كان لدى 72% من النساء الهنديات حساب بنكي خاص بهن، ارتفاعاً من نحو 20% منذ عقدين. وشدد التقرير على أن 98% من الأسر لديها إمكانية الحصول على الكهرباء، ارتفاعاً من نحو 50% في عام 1992. ووفقاً للتقرير، فإنه في الوقت نفسه، تبدو الصين في خضم مشكلات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك أزمة عقارية عميقة ومستمرة.

4– نمو الاقتصادات العالمية لمستويات ما قبل الجائحة: حسب التقرير، تشير أحدث أرقام صندوق النقد الدولي إلى أن اقتصادات العالم الأغنى تقلصت بنسبة 4.5% في عام 2020، لكنها نمت بنسبة 5.2% في عام 2021. وتوقع التقرير أن تنمو اقتصادات العالم بنسبة 4.5% في عام 2022. وأوضح التقرير أن نمو اقتصادات العالم في عامي 2021 و2022 لن يعوض خسائر عام 2020 فحسب، بل سيعيد الاقتصادات المتقدمة إلى حيث كانت قبل الجائحة.

لكن الوضع مختلف بالنسبة إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل طبقاً للتقرير؛ فعلى الرغم من معدلات النمو الخاصة بها في 2021 و2022، فإنه لا يزال من غير المتوقع أن يسد هذا النمو الفجوة في توقعات ما قبل الجائحة. ونوه التقرير بأن الأمر المثير للإعجاب، رغم كل ذلك، هو وجود شبكات أمان كبيرة حول العالم –لا في البلدان الغنية فقط– تم وضعها كجزء من الاستجابة للوباء. وأكد التقرير أن وجود أكثر من 2.4 مليار متلقٍّ لبرامج الاستجابة للوباء، هو علامة على أن العالم يتحسَّن في التعامل مع الفقر والصدمات الاقتصادية.

5– تحسن كبير للتنوع البيولوجي العالمي: شدد التقرير على أن عام 2022 في التقويم الصيني سيكون هو “عام النمر”. وأوضح التقرير أن العام المقبل سيشهد أيضاً اكتمال ما يسمى “TX2″، وهو برنامج مدته 10 سنوات لمضاعفة عدد النمور في العالم. ويشمل البرنامج 13 دولة آسيوية. وأشار التقرير إلى أن هذا البرنامج حقق نجاحاً كبيراً على مدى السنوات الست الماضية؛ حيث زادت أعداد النمور بنسبة 40% في مناطق المحميات ذات الأولوية في ستة بلدان.

وختاماً، أكد التقرير أنه بينما لا يزال التنوع البيولوجي العالمي تحت التهديد ولا يزال غير محمي بقدر كافٍ؛ فإن “برنامج النمر” هو علامة على وجود تحسن في إنقاذ الأنواع بطريقة تسمح بالتعايش والتنمية. وشدد التقرير على أن الكثير من الفضل يُنسَب إلى الزراعة الحديثة؛ إذ تسمح المحاصيل الجديدة والأسمدة والميكنة بإنتاج الكثير من الغذاء؛ ما يقلل الضغط للعثور على المزيد من الأماكن للزراعة. ونوه التقرير بأن إزالة الغابات بدأت كذلك في التباطؤ، وهو ما يمكن أن يساعد في إنقاذ الأنواع الأخرى أيضاً.


المصدر:

Charles Kenny, 5 Reasons to Be Optimistic About 2022, Foreign policy, December 29, 2021.

التعليقات (0)