تكبير الخط تصغير الخط

لا تزال أصداء خبر افتتاح أول متجر للخمور في المملكة العربية السعودية تتردد في الصحف والمواقع العالمية.

وافتتحت السعودية أول متجر لبيع المشروبات الكحولية في العاصمة الرياض، والذي سيخدم حصرياً الدبلوماسيين، وفق ما كشفته وكالة رويترز للأنباء في خبر حصري بها.

وقالت الوكالة إن الحدث يمثل علامة فارقة في جهود ولي العهد محمد بن سلمان في عملية التغيير داخل المملكة المحافظة للغاية، لأن شرب الكحول محرم في الإسلام.

ونلقت "رويترز" عن مصدر مطلع على خطط ووثائق للحكومة السعودية، بأن متجر بيع المشروبات الكحولية الجديد؛ سيقع في الحي الدبلوماسي بالرياض، وهو الحي الذي تقيم فيه السفارات والدبلوماسيون، ومن المتوقع افتتاح المتجر في الأسابيع المقبلة.

وأشارت "رويترز" إلى أن الوثائق لم توضح ما إذا كان المغتربون غير المسلمين سيتمكنون من شراء المشروبات الكحولية من المتجر، لكن سيتعين على من يريد الشراء التسجيل عبر تطبيق للهاتف المحمول، والحصول على رمز من وزارة الخارجية، وفق حصص شهري مخصصة للأفراد.

قضية حساسة للغاية

وأشارت مجلة "سبيكتاتور" البريطانية إلى أنه قبل افتتاح متجر الخمور في السعودية؛ انتشرت تقارير حول احتمال تخفيف الحكومة لقوانين الكحول الصارمة في البلاد، ضمن التغييرات الاجتماعية التي يدخلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كجزء من رؤية 2030.

وأوضحت المجلة أنه عندما تم إثارة تكهنات حول سماح الحكومة السعودية باستهلاك الخمور في مشاريع رؤية 2023؛ لجذب السياح الأجانب، كان المسؤولون السعوديون ينفون ذلك، مما يثبت فقط أنه لا يجرؤ أي شخص في السلطة على التعبير عن رأيه، حتى يقرر "ابن سلمان" أنه من المقبول القيام بذلك.

وشددت المجلة على أن أي تغيير في المواقف الرسمية تجاه الخمور في السعودية؛ يشكل قضية حساسة للغاية، ولا يخلو من خطر ردود الفعل الشعبية العنيفة، في بلد يظل محافظا اجتماعيا ومقاوما للتغيير، ولا ينبغي لأحد أن يراهن بأن مشهد الحانات سينتشر في الشوارع السعودية قريباً.

خطوة على الطريق

بدورها، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن تبرير الحكومة السعودية بفتح متجر الخمور، لمكافحة التجارة غير المشروعة؛ هي إشارة واضحة بأن السوق المحلية مزدهرة في تداول الخمور.

وأوضحت المجلة أن تأطير الأخبار بهذه الطريقة؛ يهدف إلى إرسال رسالة خفية، مفادها أن التغيير في الطريق، لكن العملية ستكون تدريجية، وخاضعة لرقابة مشددة.

وأشارت "الجارديان" إلى أن افتتاح الحكومة السعودية متجراً للخمور في الرياض؛ مجرد خطوة نحو تطبيع بيع الكحول بشكل عام، لكن يبدو أنه سيكون على مراحل.

وأضافت: "قال رجلان سعوديان في الثلاثينيات من العمر؛ إنهما يشعران بالقلق بشأن ما سيعنيه بيع الكحول لهوية المملكة، إنه شيء يؤثر على الثقافة والمجتمع".

كما نقلت عن أحد بائعي الموكتيلات في الرياض، قوله بأنه "لا يمكن التكهن بأي شيء مع الحكومة السعودية، قد تتوسع قوانين بيع الكحول في المملكة إلى ما هو أبعد من ذلك".

رفع الحظر عن الخمور

فيما ذهب موقع "The Drinks Business" البريطاني إلى ما وراء خبر افتتاح أول متجر كحوليات في السعودية، منوها أن السعودية على وشك رفع الحظر الكامل عن الخمور، بعد رفع الحضر جزئيًا، بفتح متجر لبيع الكحول في الرياض للدبلوماسيين.

ولفت الموقع إلى أنه كانت هناك دلائل منذ عدة سنوات، تؤكد بأن المملكة تسير نحو تقنين شرب الكحول، في محاولة لجذب السياح والمستثمرين الغربيين.

سعودية أكثر انفتاحا

وقال موقع "Firstpost" الهندي إن فتح أول متجر لبيع الكحول في السعودية؛ تُظهر جهود "ابن سلمان" المستمرة لتغيير الدولة المعروفة بقوانينها المحافظة للغاية.

وأشار الموقع إلى أنه من خلال خطوات صغيرة وسلسلة من التغييرات داخل المجتمع السعودي، بهدف ولي العهد إلى إظهار صورة أكثر انفتاحاً عن السعودية.

خطوة نحو التحرر

بدورها، وصفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، افتتاح متجر للمشروبات الكحولية في السعودية؛ بأنه خطوة أخرى لدفع المجتمع نحو التحرر، في مملكة كانت ذات يوم محافظة للغاية، والتي تعد موطنًا لأقدس المواقع في الإسلام.

تشريع الكحول

فيما اعتبرت شبكة "CNN" الأمريكية أن افتتاح أول متجر للمشروبات الكحولية في المملكة على الإطلاق؛ يحرك البلاد في عهد "ابن سلمان" نحو إعادة تصميم صناعة السياحة.

وأردفت الوكالة أن الأمر أدى إلى تكهنات بإمكانية تشريع الكحول في المملكة في المستقبل القريب.