- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
حمدي عبدالعزيز يكتب : الأستاذ
حمدي عبدالعزيز يكتب : الأستاذ
- 28 مايو 2021, 12:57:58 ص
- 1114
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اليوم عيد ميلاد أحد أهم أساتذتي علي الإطلاق ، وهو المفكر السياسي والمناضل والقيادي والمعلم الرمز
الأستاذ عبد الغفار شكر الأستاذ عبدالغفار شكر كان سبباً في تحول مهم في حياتي ..فقد كنت في بدايات شبابي في آواخر السبعينيات مجرد شاب قرأ عن الإشتراكية من بوابة الأدب ثم السياسة وانضممت لحزب التجمع باعتباره أقرب الأحزاب إلي افكاري وقتها ، لم أكن امتلك القدرة علي صياغة أفكاري ، والوصول إلي ماهو مهم وجوهري عند طرح أي فكرة ، ولم أكن استطيع ترتيب أفكاري أو تنظيمها ، كما ان ماأحصله من الأفكار والمعلومات لم يكن يتناسب علي الإطلاق مع كم ماأقرأ .
تصادف في آوائل الثمانينيات أن بدأ الأستاذ عبد الغفار شكر الذي كان يتولي مهمة أمين ثقيف حزب التجمع أن بدأ تنفيذ مشروعه الذي وافقت عليه قيادة التجمع تحت عنوان (دورة إعداد الكادر السياسي) وأرسل إلي كل لجنة محافظة أن تحدد مجموعة من الأعضاء الشباب ممن يتوسم فيهم أن يكونوا كوادر المستقبل .. ..
كان اسمي ضمن المختارين عن محافظة البحيرة ، وكانت المرة الأولي التي اخطو فيها بقدمي القاهرة بعد خمس سنوات من مغادرتها نهائياً أسرتي في 1973
جمعنا الأستاذ عبد الغفار في قاعات مبيت براتب اسفنجية علي الأرض تجاوزها قاعة محاضرات في أعلي مبني حزب التجمع في القاهرة ، بدأها بمحاضرات أعدها هو حول كيف نتعامل مع المحاضرات وكيف نستقبل المعلومات وكيف نحللها وكيف نحدد الجوهري من المحاضرة والفكرة الأساسية للمحاضر ، ثم كيف نطرح أسئلتنا وأفكارنا وكيف نتحاور وبحيث نتعلم كيف نطرح افكارنا في أقل وقت ممكن بعد أن نرتبها ونحدد جوهرها ، وكيف نكون موضوعيين أثناء تحليلنا للأحداث واستخلاص دروسها وماهو منهج الطرح المناسب الذي يضمن وصول افكارنا للطرف المقابل المتفاعل أياً كان أفراداً أو مجموعات أو جماهير وبشكل واضح يضمن سهولة فهم المتلقي وتفاعله معها ..
.. ثم كان يضعنا في اختبارات ويعين لنا أخطائنا المنهجية ..
وهكذا ..
ثم توالت المحاضرات في علوم الإقتصاد والإجتماع والتاريخ والعلوم السياسية علي يد أساتذة عظام من أمثال الدكتور فؤاد مرسي والدكتور اسماعيل صبري عبدالله والدكتور سعد الدين إبراهيم والدكتور رفعت السعيد والكاتب الكبير لطفي الخولي والدكتور محمد خلف الله والدكتور سمير فياض والأستاذة أمينة شفيق والأستاذ حسين عبد الرازق ..
ثم طور الأستاذ عبد الغفار الفكرة بإعداد كادر يقوم بنقل هذه المحاضرات إلي المحافظات ، وعليه تم استدعائنا بعد فترة لدورة تالية لإعدادنا كقيادات تثقيف تنقل عملية التثقيف بكاملها إلي المحافظات وبحيث نتحول نحن الدارسين إلي محاضرين في محافظاتنا ، وهكذا تم عقد دورة ثانية بجرعات تثقيفية مكثفة كانت نقطة تحول في حياة الكثيرين من شباب حزب التجمع الذين اصبحوا قيادات ليس في حزب التجمع فقط وانما في كثير من الأحزاب السياسية المصرية منذ الثمانينيات وحتي تاريخه ..
ظل الاستاذ عبد الغفار شكر يتابع عملية تربية وتدريب الكوادر منذ تأسيس حزب التجمع وحتي مطلع الألفية الثالثة ، وظل علي اتصال وثيق بتلاميذه لايبخل عليهم بالنصيحة ولا يكل من المبادرة بمتابعتهم ولو تطلب الأمر تحمل مشقة السفر من القاهرة إلي أبعد مكان في مصر ليلتقي لتلاميذه ويعلمهم ويدربهم بتواضع جم ، وحميمية إنسانية مع ضرب الأمثلة في التضحية بالجهد والوقت ونكران الذات ، والمبادرة الدائمة نحو فتح نوافذ الفهم حتي بين المختلفين في الافكار علي نحو حاد وعميق ..
وكواحد من تلاميذ الأستاذ عبد الغفار شكر .. أشهد أنه الرائد في واحدة من أهم تجارب التعليم والتدريب والتثقيف السياسي والفكري التي جرت في صفوف اليسار المصري والتي لو كان قد قدر لها الاستمرار والإمتداد إلي أجيال تالية لكان لليسار المصري شأن آخر
كل سنة وأنت طيب يامعلمنا وقائدنا واستاذنا الجليل ..
__
موضوعات قد تهمك:
اللافي : ليبيا تحتاج إلى إعادة تقييم علاقاتها الدولية
عجائب عبدالقدوس : اربع نساء زي الفل
السفير يحيي نجم : معركة السد .. تقدير موقف