- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: النقب يشتعل
جلال نشوان يكتب: النقب يشتعل
- 15 يناير 2022, 8:31:27 ص
- 467
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لم تكتف حكومة الإجرام الإرهابية، حكومة المستوطن اليميني المتطرف ( بينيت ) بنهب الأرض الفلسطينية تحت جنح الظلام ، وقتل أبنائنا على الحواجز ، واقتحامات المسجد الأقصى المبارك يومياً ، وتعذيب أسرانا الأبطال ، بل تمارس إجرامها وإرهابها على أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48 في النقب وذلك بهدم بيوتهم والاستيلاء على أرضهم وممارسة الانتهاكات التي تتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية
أهلنا وربعنا في النقب تصدوا ببسالة لقوات الإرهاب الصهيوني، وأوقعوا خسائر فادحة في قوات الشرطة الغازية، حيث أصابوا اثنين من عناصر الشرطة الصهيونية، وذلك في المواجهات التي وقعت في قرية شقيب في النقب وإحراق سيارة تابعة لأحد ضباط الشرطة الصهيونية وتخللها حرق للإطارات ، احتجاجاً على ممارسات الإرهاب التي تمارسها شرطة الاحتلال
أبناء شعبنا البطل في جنوب رفح (قبيلة الترابين) نظموا وقفة اسنادية ودعم احتجاجًا على ما تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني بحق سكان النقب المحتل، ودعمًا واسنادًا للأهالي في موجهة الهجمة التي يتعرضون لها، حيث رفع المشاركون لافتات، كتب عليها: "النقب كان وما زال وسيبقى فلسطينيًا، في النقب يشتعل اللهب فلا تتركوه، أوقفوا الجرح، فالنقب كالشيخ جراح، أهل النقب لستم وحدكم.. ورددوا هتافات مناوئة للاحتلال وأخرى تساند أهل المنطقة.
وجهاء عائلة الترابين ومن أمام بوابة معبر رفح، أرادوا توصيل رسالة للعالم الذي يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث لأهل النقب، من تجريف لأراضيهم وممتلكاتهم.. مناشدين العالم التحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، وفي هذا السياق وجهوا رسالة للمطبعين العرب مضمونها
(كفاكم تخاذلًا وتواطؤ وصمتًا وعليكم أن تقفوا وتنصروا القضية الفلسطينية، التي تعتبر قضية الأمتين العربية والإسلامية الأولى)
يوماً بعد يوم، الاحتلال الصهيوني المجرم، يزداد إجراماً، وللأسف المجتمع الدولي يتغنى بحقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني صدعت رؤوسنا وهي تتغنى بالحقوق المدنية، وعند انتهاكات الاحتلال، لا نجد أحداً يتكلم ولو كلمة واحدة، وهذا ما شجع المحتل على التغول على ممارسة إرهابه وإجرامه وكان يجب على المجتمع الدولي رفض وإدانة نظام الفصل العنصري الممارس على أرض فلسطين، بحق أبناء العزل، وأن هذا النظام الإرهابي، يجب أن يحاكم على جرائمه بحق الآمنين
العديد من الممارسات والسياسات الإسرائيلية تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك مبدأ عدم جواز الاستيلاء على الأرض عن طريق الحرب.، حيث تواصل توطيد سيطرتها على الأرض الفلسطينية المحتلة. وقتل الأبرياء، كل هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية أدت إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتسببت في أزمات إنسانية وارتفاع معدلات الفقر ...وهنا تداهمنا الكثير من الأسئلة:
ماهي الأسباب التي تؤدي بهؤلاء القتلة ممارسة عدوانهم اليومي على أهلنا في فلسطين؟
لقد ساهمت البيئة الدينية والتعليمية والثقافية الصهيونية في إيجاد أرضية مناسبة لتنامي التنظيمات الإرهابية اليهودية في الكيان الغاصب، حيث التحريض اليومي من عدد من كبار الحاخامات، بقتل العرب والاستيلاء على أرضهم، وهذا التحريض مرجعه فتاوي تلمودية متطرفة مهمتها تحث على القتل والتدمير والتخريب.
وعلى الرغم من أنه قد مضى أكثر ستة عقود على إعلان الكيان الغاصب فإن الفتاوى التي يصدرها الحاخامات لم تؤثر على المجتمع الصهيوني بشكل طاغ، إلّا في العقدين الأخيرين، لا سيما مع تعاظم تأثير التيار الديني على نظام الحكم ومؤسسات الدولة المختلفة. ونظراً لأن عناصر جميع التشكيلات الإرهابية التي انطلقت في الكيان الغاصب، منذ ثمانينيات القرن الماضي، هم من المتدينين المتزمتين، فقد اكتسبت فتاوى الحاخامات أهمية خاصة في رفد الشباب اليهودي للانضواء تحت إطار التشكيلات الإرهابية، فعلى سبيل المثال لا الحصر الحاخام الإرهابي المتطرف شابيرا يحرض على قتل العرب واستنباط المسوغات الدينية التي تبيح لليهود قتل الأطفال الرضع من غير اليهود
وقد بدا واضحاً أن هذه الفتاوى قد تركت أثرها على أنشطة التشكيلات الإرهابية ووسائل عملها. ويمكن القول، إنّ إقدام الخلية الإرهابية التي أحرقت الرضيع علي دوابشة وعائلته، قد تأثرت بكتاب شريعة الملك، الذي أصدره الحاخام إسحاق شابيرا عام 2009، والذي يعد أهم مصنّف فقهي، تضمّن تأصيلاً للعمليات التي يجوز لليهود القيام بها في حروبهم ضد "الأغيار". وقد بذل شابيرا جهداً كبيراً في استنباط المسوغات الدينية التي تبيح لليهود قتل الأطفال الرضع من غير اليهود ودائما الحجج والذرائع معدة وجاهزة وهي أن المصلحة اليهودية تتطلب ذلك
وفي الحقيقة:
إن اعتداءات قطعان المستوطنين والاستيلاء على أراضي أهلنا في النقب الصامد، جاءت بفتاوي من الحاخامات الذين يصدرونها، وهذا مما يؤدي إلى نزول مجموعات كبيرة من الشباب اليهودي الإرهابي، لا سيما في المستوطنات التي أقيمت على أراضي المواطنين في الضفة الغربية، والتي تعج بالإرهابيين والمتدينين من الشباب السعودي
إذ كيف تفسر عدداً كبيراً من الشباب المتدين، الذي أخذ على نفسه في البداية السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وتدشين نقاط استيطانية من دون الرجوع إلى الجيش والحكومة الإسرائيلية. وبعد ذلك، انتقل إلى تنفيذ جرائم تستهدف المساجد والكنائس.
صحف صهيونية أزاحت اللثام عن معلومات تؤكد أن الحاخامات المتطرفين الإرهابيين، يحرضون الطلاب على الاعتداء على العرب. وبحسب الصحف، أن المرجعيات الدينية لم تعد تتردد في إبداء احتفائها بالجرائم التي ينفذها الإرهابيون اليهود، إلى درجة أن عضو مجلس الحاخامية الكبرى، والحاخام الأكبر طالب بمنح جائزة الكيان الغاصب التي تعتبر أهم الجوائز، إلى تنظيمات الذين يشن هجمات إرهابية على أبناء شعبنا
سيبقى النقب فلسطينياً مهما كلف الثمن من تضحيات وسيبقى أهلنا في النقب وباقي المدن الفلسطينية في فلسطين المحتلة منغرسين في فلسطين كأشجار النخيل والزيتون