- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: البيت الأبيض لم ينفع في اليوم الاسود
جلال نشوان يكتب: البيت الأبيض لم ينفع في اليوم الاسود
- 26 فبراير 2022, 3:14:39 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كعادتهم يصنعون( كرازايات ) في الدول المؤيدة لهم ، وفي المحن والشدائد يتخلون عنهم ويبدو إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي لم يقرأ التاريخ جيداً ، ولا يعرف سياسة الكابوي الأمريكي ، ولم يسمع عن الشاهنشاه ( محمد رضا بهلوي ) الذي قدم إيران على طبق من ذهب لأمريكا ، وكانت علاقته بدولة الكيان الغاصب إستراتيجية ، الا أنهم تخلوا عنه ،ورغم إنه ممثل ومخرج سينمائي ، الا أنه لم يطلع على سياسة رعاة البقر، ولم يقرأ كيف تقهر الولايات المتحدة الأمريكية الشعوب ، وكيف أبادت الملايين من الهنود الحمر ، ولم يسمع عن خروج العلم الأمريكي ملطخاً بالدماء من فيتنام ، ولكننا نلتمس العذر لهذا المهرج الذي يحمل جنسية دول الكيان الغاصب !!!!!
المهرج غير آبه بمعاناة شعبه يصول ويجول في شوارع كييف ويقول (تخلوا عنا وتركونا لوحدنا) وقام بإلغاء متابعة جميع قادة العالم من حسابه على تويتر. وأكد في شريط مصور ظهر فيه مع مساعديه أمام مقر الرئاسة، أنه موجود في كييف للدفاع عن أوكرانيا رغم تقدم القوات الروسية،
وفي الحقيقة:
التوترات بين روسيا وأوكرانيا حاليا يسبقها تاريخ يعود إلى العصور الوسطى، فكلا البلدين لديهما جذور في الدولة السلافية الشرقية المسماة (كييف روس) لذلك، دائما ما يتحدث الرئيس الروسي بوتين عن (شعب واحد)
وطبقا للتاريخ، كان مسار هاتين الأمتين عبر التاريخ مختلفًا، ونشأت عنه لغتان وثقافتان مختلفتان رغم قرابتهما، فبينما تطورت روسيا سياسياً إلى إمبراطورية، لم تنجح أوكرانيا في بناء دولتها
وغني عن التعريف:
في القرن السابع عشر، أصبحت مساحة شاسعة من أوكرانيا الحالية جزءاً من الإمبراطورية الروسية، لكن وبعد سقوط الإمبراطورية الروسية عام 1917، استقلت أوكرانيا لفترة وجيزة، قبل أن تقوم روسيا السوفيتية باحتلالها عسكرياً
وفي عام 1991، كانت أوكرانيا، بالإضافة إلى بيلاروسيا، من بين الجمهوريات التي دقت المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفييتي، غير أن موسكو أرادت الاحتفاظ بنفوذها، عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة
لقد كان قادة الكرملين يظنون أن بإمكانهم السيطرة على أوكرانيا من خلال شحنات الغاز الرخيص، لكن ذلك لم يحدث،
في عام 1991، صوّتت أوكرانيا التي كانت جمهورية سوفياتية حينذاك في استفتاء على استقلالها الذي اعترف به الرئيس الروسي بوريس يلتسين.
وفي ذلك الوقت وقعت روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا اتفاقية تأسيس (رابطة الدول المستقلة) لكن أوكرانيا سعت بعد ذلك بـ5 سنوات للتخلص من الوصاية السياسية لجارتها الكبرى، المستمرة منذ 300 عام.
المؤامرات الأمريكية كانت على تماس مباشر لتحييد أوكرانيا وابتعادها عن روسيا وعلى ضوء ذلك لم تلتزم أوكرانيا التزاما كاملا برابطة الدول المستقلة لئلا تهيمن عليها روسيا في محاولة لإعادة الجمهوريات السوفياتية السابقة إلى فلكها.
وبعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب الباردة، تعهدت روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، بموجب اتفاقية وقعت في بودابست في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 1994، باحترام استقلال أوكرانيا وسيادتها وحدودها مقابل تخلي كييف عن أسلحتها الذرية الموروثة
في 2004، أثارت الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، التي شابتها إلى فوز المرشح المدعوم علنا من روسيا فكتور يانوكوفيتش، احتجاجات غير مسبوقة، وألغي الاقتراع.
وشكل انتصار زعيم (الثورة البرتقالية) في 26 ديسمبر/كانون الأول المعارض الموالي للغرب فكتور يوتشنكو، الذي رحل في ظروف غامضة وبقيت الأمور على حالها حتى جاء المهرج والممثل السينمائي زيلنسكي الذي إعلان رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الإتحاد الأوروبي على الرغم من اعتراضات المفوضية والحلف الأطلسي. ،
أدراك القيصر الروسي بوتين أن عمقه الإستراتيجي بدأ يتهدد، لذا بدأ يعد العدة لغزو روسي لأوكرانيا، لتحييدها وعدم انضمامها لحلف الناتو
والآن قوات الدب الروسي تحاصر العاصمة كييف وتدكها بالصواريخ ، بعد أن تخلى الغرب عن زيلنسكي ، ووصل إلى الحقيقة المرة أن البيت الأبيض لم ينفع في اليوم الأسود