- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
تحليل إسرائيلي: لهذه الأسباب.. اضطر بايدن إلى تغيير مساره من الحرب على غزة
تحليل إسرائيلي: لهذه الأسباب.. اضطر بايدن إلى تغيير مساره من الحرب على غزة
- 26 ديسمبر 2023, 8:39:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أكد المحلل الإسرائيلي ألون بينكاس، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اضطر إلى تغيير مساره الخاص بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
وأرجع "بينكاس"، في تحليل نشره بصحيفة "هآرتس" العبرية، هذا التغيير إلى تزايد العزلة الدولية للولايات المتحدة، وتصاعد الانتقادات الداخلية والأسئلة المتعلقة بتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الواضح للمصالح الأمريكية.
وأضاف "بينكاس" أنه "في الأسابيع القليلة الماضية، تعرض بايدن لانتقادات متزايدة وتدقيق سياسي بشأن حرب غزة، وخاصة دعمه الثابت لإسرائيل".
وأوضح تحليل بينكاس هذا التغيير التدريجي، بقوله: "إذا قمت بربط عدة نقاط من الأسبوع الماضي، من زيارة وزير الدفاع (الأمريكي) لويد أوستن إلى تل أبيب، إلى مقال توماس فريدمان اللاذع في نيويورك تايمز، إلى امتناع واشنطن عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، فستُظهر الصورة تغيرا تدريجيا في السياسة الأمريكية".
ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن شريكة في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.
قنابل تزن 907 كجم
وتابع تحليل "بينكاس": "يتعرض بايدن لانتقادات لأنه يطلق العنان لإسرائيل في قصف غزة عشوائيا، عبر امتناعه عن ممارسة ضغط فعال علىها للموافقة على وقف إطلاق النار أو تغيير أساليب الحرب وتقليص حدتها؛ ولأنه لم يطالب إسرائيل بقوة أكبر بتوضيح نواياها فيما يتعلق بغزة بعد الحرب".
وأردف: "كانت الانتقادات واضحة في الأيام الأخيرة، في البداية جاءت قصتان استقصائيتان رئيسيتان: تقرير نيويورك تايمز عن استخدام إسرائيل قنابل تزن 907 كيلوجرامات في أجزاء من جنوب غزة، حيث طلبت من الفلسطينيين الذين فروا من الشمال أن يبحثوا عن ملجأ".
وتابع: "وقصة نشرتها واشنطن بوست حديث إسرائيل عن أن حماس استخدمت مستشفى الشفاء كمركز للقيادة. ومن المؤكد أن القصتين كان لهما تأثير على المنشقين داخل الإدارة الأمريكية".
وزاد "بينكاس": "ثم جاء مقال فريدمان بعنوان "حان الوقت لكي تمنح الولايات المتحدة إسرائيل بعض الحب القاسي". وكتب فريدمان، المؤيد لإسرائيل ولبايدن: "حان الوقت للولايات المتحدة لتخبر إسرائيل أن هدف حربها، المتمثل في محو (حركة) حماس من على وجه الأرض، لن يتحقق".
وشدد فريدمان على أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنامين نتنياهو) يعطي الأولوية لاحتياجاته الانتخابية على مصالح الإسرائيليين.
واقترح أن "يطرح الأمريكيون عرضا على الطاولة: انسحاب إسرائيلي كامل من غزة مقابل جميع الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار تحت إشراف دولي، بما في ذلك مراقبون من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومراقبون عرب".
و"في اليوم نفسه (22 ديسمبر الجاري)، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار بمجلس الأمن يدعو إلى "وقف مؤقت لأجل غير مسمى" من أجل تدفق المساعدات الإنسانية (إلى غزة)، وإعادة التأكيد على فكرة أن السلطة الفلسطينية ستوسع في مرحلة حكمها من الضفة الغربية إلى غزة"، بحسب بينكاس.
دعم غير مشروط
وبعد أسابيع قليلة من هجوم "حماس"، وفقا لبينكاس، "بدأ حلفاء الولايات المتحدة في طرح أسئلة سرعان ما تحولت إلى انتقادات صريحة. كان حلفاء مثل كندا وفرنسا وأستراليا واليابان يشككون في اختلال التوازن الأمريكي والدعم غير المشروط الذي قدمته لإسرائيل".
ولفت بيكناس إلى أن "دعم بايدن العميق والعاطفي لإسرائيل، والدمار الواضح الذي أحدثه هجوم حماس، أعقبه قيام الأمريكيين بتقديم مساعدات عسكرية سخية، ونشر مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات في البحر الأبيض المتوسط لردع إيران وحزب الله (اللبناني) عن تصعيد الصراع، وإثناء إسرائيل ضمنيا عن ذلك".
وتابع: "واقترنت المساعدة المادية بمظلة دبلوماسية واسعة، وفسر العالم ذلك إما على أن بايدن يمتنع عن الضغط على إسرائيل بطريقة مجدية لتغيير ديناميكيات الحرب أو أنه أعطى إسرائيل تفويضا مطلقا في غزة".
وأفاد بأن "ذلك أدى إلى عزلة الولايات المتحدة، ووحدها تقريبا في العالم التي تدافع عن إسرائيل: وهو العكس تماما لما حدث في 2022 في أوكرانيا".
انتقادات داخلية
كما أن "هناك المشهد السياسي الداخلي في واشنطن، وخلافا للحالة في أوكرانيا، توجد معارضة متزايدة وإحباط بشأن سياسة الشرق الأوسط"، كما أردف بينكاس.
وأوضح أن هذه المعارضة "في ساحتين: داخل الإدارة ذاتها وداخل الحزب الديمقراطي (حزب بايدن)، سواء في الكونجرس أو بين الجماعات المنتقدة في الائتلاف الانتخابي الديمقراطي".
ومضى قائلا إنه "توجد القليل من الثقة في نتنياهو داخل الإدارة، ووصلت المشاعر المعادية لإسرائيل بين الشباب الديمقراطيين إلى مستويات خطيرة في ولايات رئيسية".
ويأمل بايدن في الفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات مقررة في نوفمبر 2024.
بينكاس أضاف أنه "يبدو أنه خلال الأسبوعين الماضيين تحقق هذا الإدراك الثلاثي: تموضع أمريكا العالمي، وانتقادات داخلية، وأسئلة متعلقة بتجاهل نتنياهو للمصالح الأمريكية".
اعتبر أنه "من المستحيل أن نتوقع تحولا بمقدار 180 درجة في السياسة (الأمريكية)، وبالتأكيد ليس في ظل ظروف الحرب التي دعمتها واشنطن".
واستدرك: "لكن، إذا نظرت إلى الأدلة والتصريحات وعلامات الضغط في الأيام العشرة الماضية، فمن الواضح أن الأمريكيين بصدد تصحيح المسار".