وقد أكد جيش الاحتلال أن جنودًا من لواء "غولاني"، أحد أبرز ألوية المشاة الخمسة في الجيش الإسرائيلي، أطلقوا النار على قافلتين للإسعاف في مدينة رفح

تحريض على الإبادة وجرائم موثقة.. شهادة الناجي الوحيد تكشف وحشية الاحتلال الغاشم

profile
  • clock 13 أبريل 2025, 3:31:25 م
  • eye 478
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

كشفت صحيفة The Guardian البريطانية أن الوحدة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي (IDF) والمتورطة في مقتل 15 من الطواقم الطبية والإغاثية الفلسطينية في قطاع غزة الشهر الماضي، كانت خاضعة لقيادة لواء مدرّع احتياطي يقوده العميد يهودا فاخ، وهو ضابط معروف بسمعة سيئة وسبق اتهامه من قِبل بعض جنوده بـ"الاستهانة بأرواح البشر".

وقد أكد جيش الاحتلال أن جنودًا من لواء "غولاني"، أحد أبرز ألوية المشاة الخمسة في الجيش الإسرائيلي، أطلقوا النار على قافلتين للإسعاف في مدينة رفح في 23 مارس الماضي، وقاموا بحفر مقبرة جماعية دفنوا فيها جثامين الضحايا، إلى أن تمكن فريق من الأمم المتحدة من استخراجها بعد ستة أيام. لكن التحقيقات، وشهادات شهود العيان، كشفت عن إصابات مباشرة في الرأس والصدر من مسافة قريبة، وبعض الجثامين عُثر عليها وهي مقيّدة اليدين أو الرجلين.

وجود لوحدة الاستخبارات 504 سيئة السمعة

أفادت مصادر عسكرية أن أفرادًا من وحدة الاستخبارات العسكرية 504 – المشهورة بأساليبها الوحشية والتعذيب – كانوا حاضرين أثناء الهجوم، رغم امتناع الجيش عن التعليق رسميًا على مشاركتها.

اللواء المدرّع الاحتياطي الـ14، الذي كانت وحدة "غولاني" تابعة له خلال العملية، يخضع بدوره لقيادة العميد يهودا فاخ، الذي وصفه ضباط سابقون بأنه مسؤول عن تحديد "مناطق قتل غير رسمية" أدت إلى عمليات إعدام عشوائي للمدنيين الفلسطينيين، إلى جانب تعريض جنوده للخطر نتيجة "سوء انضباطه العسكري". كما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عنه قوله: "لا يوجد أبرياء في غزة".

وفي فيديو بثته قناة "كانال 14" الإسرائيلية، ظهر قائد كتيبة من "غولاني" يوجّه الجنود بالقول: "أي شخص ترونه هناك هو عدو... حددوا أي أحد واقضوا عليه".

تحريض على الإبادة وجرائم موثقة

اتهم جنود "غولاني" سابقًا بارتكاب جرائم حرب، من قتل للمدنيين، والتنكيل بالجثث، وتدمير البنى التحتية، وصولًا إلى التحريض على الإبادة. وقد أصبحت أغنية كتبها أحد أفراد كتيبة 51 التابعة لـ"غولاني" بمثابة نشيد غير رسمي للجنود، يقول فيها: "على ما فعلتموه بأمة إسرائيل، غولاني قادم بالبنزين... غزة ستحترق." ويظهر في الفيديو المرافق مشاهد من عمليات "غولاني" في غزة.

كثير من هذه الانتهاكات تم توثيقها من منشورات الجنود أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، واستُخدمت كأدلة قانونية من قبل مؤسسة "هند رجب"، وهي منظمة بلجيكية غير ربحية تهدف إلى محاسبة جيش الاحتلال على جرائم الحرب في غزة، رغم محاولات إسرائيل التشكيك في مصداقية القائمين عليها.

شهادة الناجي الوحيد

الناجي الوحيد من المجزرة، المتطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني منذر عبد، قال إن جنودًا بعتاد خاص – يطابق وصفهم أفرادًا من "غولاني" أو الوحدة 504 – أخرجوه من سيارة الإسعاف تحت وابل من الرصاص، ثم قيّدوه، وعرّوه، واعتدوا عليه بالضرب والاختناق لساعات.

وقد تراجعت الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي بعد انتشار لقطات فيديو تُكذّب ادعاءاته بأن سيارات الإسعاف لم تكن موسومة أو لم تستخدم إشارات الطوارئ.

رغم مزاعم الجيش بأن عددًا من القتلى كانوا مرتبطين بحركة "حماس"، لم يتم تقديم أي دليل على ذلك، ولم يكن أي من الضحايا – الذين شملوا 8 من الهلال الأحمر، و6 من الدفاع المدني، وموظفًا أمميًا – مسلحًا. لا يزال أحد موظفي الهلال الأحمر مفقودًا حتى اليوم.

مناخ من الإفلات من العقاب

تشير تقارير إلى أن مئات من العاملين الصحيين وموظفي الإغاثة قُتلوا في غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا. وفي أبريل 2024، استُهدف فريق تابع لمنظمة "وورلد سنترال كيتشن" وقتل منه سبعة أفراد، رغم أن مركباتهم كانت موسومة بوضوح.

منظمات حقوقية دولية طالما اتهمت الجيش الإسرائيلي بترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب، حيث لم تُفضِ إلا أقل من 1% من الشكاوى ضد الجيش في الأراضي الفلسطينية إلى إدانات، حسب تقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2023.

وقد طالبت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بفتح تحقيق دولي في المجزرة، التي تُعد الأكثر دموية بحق العاملين في الصليب الأحمر منذ عام 2017، حين قُتل ستة موظفين في كمين لتنظيم "داعش" في أفغانستان.

المصادر

صحيفة The Guardian البريطانية.. تقرير مترجم 

التعليقات (0)