- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
باحث أمريكي: تطبيع السعودية انتحار دبلوماسي ومصدر محتمل للاضطرابات الداخلية
باحث أمريكي: تطبيع السعودية انتحار دبلوماسي ومصدر محتمل للاضطرابات الداخلية
- 30 مارس 2024, 11:50:30 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال موقع "RealClearWorld" الأمريكي، إن قيام السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مسعى صعب بالنسبة للمملكة، ويعد بمثابة انتحار دبلوماسي، وكابوس علاقات عامة، ومصدر محتمل للاضطرابات الداخلية، وذلك بعد قيام إسرائيل بتشريد وقتل الآلاف من الفلسطينيين.
وأضاف الموقع، في مقال كتبه إريك بوردنكيرشر، زميل باحث في مركز جامعة كاليفورنيا لتنمية الشرق الأوسط، إن الحكومة السعودية علقت آمالاً كبيرة في التوصل إلى حل إسرائيلي فلسطيني، والذي لا يبدو محتملاً في وقت قريب، وما يجعل الوضع أكثر خطورة بالنسبة للسعوديين هو أنهم يتوقعون تنازلات من الفلسطينيين، والذين كانوا تاريخياً غير راغبين في تقديم أي تنازلات لإسرائيل.
وأشار المقال إلى أن إقامة علاقات مع إسرائيل هو مسعى صعب بالنسبة للمملكة، التي يُنظر إليها على أنها زعيمة العالمين العربي والإسلامي، منوها أن مواصلة هذه العلاقات في أعقاب قيام إسرائيل بتشريد أو تشويه أو قتل الآلاف من الفلسطينيين يعد بمثابة انتحار دبلوماسي، وكابوس علاقات عامة، ومصدر محتمل للاضطرابات الداخلية.
وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل في 7 فبراير. وأعلنت أن المملكة العربية السعودية لن تقيم علاقات مع إسرائيل حتى "يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة" - أي إنشاء دولة فلسطينية والاعتراف بها. دولة مستقلة بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقد كرر البيان وأكد التعليقات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في دافوس قبل ثلاثة أسابيع.
وأضاف: "على المدى القصير، يعتبر إعلان وزارة الخارجية السعودية حكيما. إن الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية قبل الاعتراف بإسرائيل تدل على قدر كبير من الفطنة. ويعزز النظام الملكي اعتقاداً راسخاً بأن الاستقرار الإقليمي يبدأ بحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. إن تحدي هذا الاعتقاد سيكون بمثابة التخلي عن شقيق عربي، وخاصة في وقت حرج من الحاجة؛ وسوف تتلطخ صورة المملكة في العالمين العربي والإسلامي وتتشكك قيادتها".
وأوضح الباحث أن هذا الإعلان يحبط التحديات الداخلية المحتملة لحكم النظام الملكي، ففكرة العلاقات مع إسرائيل لا تحظى بشعبية.
ووفقاً لاستطلاع للرأي أجري في أواخر عام 2023، يعتقد 96% من السعوديين أنه "يجب على الدول العربية أن تقطع فوراً جميع الاتصالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وأي اتصالات أخرى مع إسرائيل، احتجاجاً على عملها العسكري في غزة". في أعقاب الحرب، 17% فقط من السعوديين يؤيدون إقامة علاقات اقتصادية مع إسرائيل.
وزعم الباحث أن ربط العلاقات مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها يعرض المملكة العربية السعودية لمخاطر إيران والولايات المتحدة.
وتابع: "كل يوم بدون علاقات دبلوماسية سعودية إسرائيلية هو يوم يشهد المزيد من التمكين والتمكين لإيران. وتسعى إيران جاهدة نحو تحقيق قدرات الأسلحة النووية. إنها تسلط الضوء على قوة متنامية من خلال مجموعة من الميليشيات التي تؤدي إلى تفاقم الصراعات، وتعيث فسادا في حركة المرور البحرية، وتؤدي إلى تفاقم الاقتصادات، وتسهيل الفساد، وتتحدى سيادة القانون" وفق زعمه.
ولفت الباحث إلى أنه لسنوات، اعتمد السعوديون إلى حد كبير على الولايات المتحدة للحصول على الحماية. باعت الولايات المتحدة للمملكة عبوات أسلحة كبيرة. وقد وضعت الولايات المتحدة ولا تزال تنشر جنودًا أمريكيين على الأراضي السعودية للمساعدة في الدفاع عن المملكة.
وبحسب الباحث، في الآونة الأخيرة شهدت العلاقات السعودية الأمريكية قدرًا كبيرًا من التوتر والتدقيق. إن التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط أمر استثنائي. ولا تزال الدعوات مستمرة لتقليص البصمة العسكرية الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية.
وتابع: "في الوقت نفسه، تعتقد العناصر التقدمية في الكونجرس وإدارة بايدن أن الحلفاء يجب أن يعكسوا الولايات المتحدة في الصورة والمثال. وهم يدعون الحلفاء مثل المملكة العربية السعودية إلى تبني القيم الغربية في مجتمعاتهم. ولم يقم السعوديون بعمل جيد في كسب تأييد هذه العناصر التقدمية، ولا سيما في ضوء القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي. كما حاولت إدارتا أوباما وبايدن فرض رؤيتهما للمنطقة – بتقاسمها بين المملكة العربية السعودية وإيران – مما أثار انزعاج المملكة واستيائها".
وزعم الباحث أن إدارة بايدن وأعضاء الكونجرس يتخذون بشكل متكرر إجراءات وينتجون رسائل تشكك في التزام الولايات المتحدة بالأمن السعودي وفكرة تقييد إيران واحتوائها. "يستخدم الرئيس وحلفاؤه في الكونغرس خطاباً أو مشاريع تشريعات تتحدى أمن المملكة وتشكك في شرعية النظام الملكي. مبيعات الأسلحة للمملكة محل نزاع على التل. وقد عملت الإدارة والكونغرس على تقليل الدعم الأمريكي للتدخل الذي تقوده السعودية في اليمن. يسعى بايدن إلى إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة أيضًا باسم الاتفاق النووي الإيراني، وهي الصفقة التي تعارضها المملكة العربية السعودية. كما تقوم الإدارة باسترضاء الميليشيات التي تدعمها إيران" وفق الباحث.
وأردف: "تشكل هذه التطورات مصدر قلق للنظام الملكي في الرياض. إن السلوك الأمريكي الحالي لا يعطي أي ضمانات بأن الولايات المتحدة ستأتي دائمًا لمساعدة المملكة وتحدي العدوان الإيراني. علاوة على ذلك، فإن السعوديين غير قادرين بمفردهم على مواجهة إيران ومنافستها واحتوائها بشكل فعال. إن عدم فعالية التدخل السعودي الأخير في اليمن يسلط الضوء على القيود المفروضة على قدراتهم العسكرية".
وزعم الباحث أن العلاقات الدبلوماسية السعودية الإسرائيلية حاسمة وضرورية للوضع الحالي للشؤون السعودية. "تشترك الدولتان في نفس المخاوف بشأن إيران في حين أن علاقاتهما مع الولايات المتحدة أصبحت هشة بشكل متزايد. ويتطلب تحقيق تلك الشواغل والوفاء بها تعاونا واسع النطاق لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العلاقات الدبلوماسية. أي شيء أقل من ذلك غير كاف" بحسب الباحث.
وأضاف: "لقد راهن السعوديون تماماً على رفاهيتهم المستقبلية من خلال وضع إنشاء دولة فلسطينية والاعتراف بها قبل العلاقات السعودية الإسرائيلية. لقد علقوا أملاً كبيراً في التوصل إلى نتيجة، وهي التوصل إلى حل إسرائيلي فلسطيني، والذي لا يبدو محتملاً في وقت قريب. وما يجعل الوضع أكثر خطورة بالنسبة للسعوديين هو أنهم يتوقعون تنازلات من الفلسطينيين الذين كانوا تاريخياً غير راغبين في تقديم تنازلات، ويفتقرون إلى القيادة الفعالة، ووقعوا في أسر التفكير المتطرف والمواجهي الذي تدعمه إيران وأتباعها" حسب قوله.
واختتم الباحث مقاله بالقول إن استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي وسعيها إلى الهيمنة الإقليمية، إلى جانب العلاقات الأمريكية الهشة، يمثل تحديات خطيرة للمملكة العربية السعودية. أصبحت العلاقات الدبلوماسية السعودية الإسرائيلية واضحة وملحة. "متى يكون انتظار الدولة الفلسطينية ضرره أكبر من نفعه للسعودية؟ الزمن ليس حليفاً للمناورة التي أعلنتها المملكة في 7 فبراير" وفق زعمه.