- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
العميد الركن بهاء حلال يكتب: العمليات العسكرية الرادعة برًا بحرًا وجوًا
العميد الركن بهاء حلال يكتب: العمليات العسكرية الرادعة برًا بحرًا وجوًا
- 9 يونيو 2024, 7:15:06 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
استيقظ الجليل الغربي المحتل على وقع عملية نوعية مركبة استهدفت فيها المقاومة الإسلامية عبر مسيرات انقضاضية وصواريخ مدمرة ومنها الموجهة، مستعمرة الكوش، مما حدى بالمراقبين العسكريين بعد اصابة الأهداف فيها وسقوط جنود وضباط العدو الاسرائيلي بين قتيل وجريح أن يدرسوا ويدققوا بقدرة المقاومة المتعاظمة، وأن يقوموا بدراسة كيف أن هذه العملية قد شكلت اهم محطة مفصلية في هذه المواجهة النشطة (والتي لم ترقى برأيي إلى الآن إلى مستوى الحرب) على الجبهة الجنوبية اسنادا لغزة ولمنع العدو من التمادي بهدف توسعة الحرب، عبر مسار من العمليات تُكَون بتفاصيلها ونتائجها نموذجا متصاعدا من القتال المتداخل والمتطور على درجات ومستويات مهمة عبر:
١- نوعية وقدرة الاسلحة من صواريخ موجهة ومسيرات انقضاضية والتي تعتبر اليوم، القوة الضاربة والكاسرة لكل التوازنات مع العدو.
٢– توسيع عمق التدخل الجغرافي جنوبا وفي كافة الاتجاهات داخل مساحة الكيان حتى الجولان المحتل شرقا.
هذا في البر ناهيك عن عمليات أصبحت برنامجا يوميا منها ما شهدنا تفاصيله مثل تدمير: مناطيد التجسس والتحكم الراداري والجوي، وقصف عدة مرات لقاعدة ميرون الحاكمة لعمليات التجسس الجوية باتجاه لبنان وسوريا وقبرص وتركيا وشمال البحر الأبيض المتوسط، ومراكز القواعد العسكرية تبدأ بعرب العرامشة ولا ننتهي ببيت هلل، ومنها ايضا العمليات التي إلى الآن نفذت ولم يعلن عنها.
وحيث أن أنواع الصواريخ التي تستعملها المقاومة تنافست فيما بينها، من فلق ١، إلى بركان ١ و٢ و٣ إلى صاروخ الماس المزود بكاميرا لضرب الأهداف في الزوايا الثاوية، إلى صاروخ فلق ٢ الذي استخدمته المقاومة ضد جيش الاحتلال في بيت هلل لأول مرة نهار السبت في 8/6 واستهدفت من خلاله مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل وهو صاروخ من الصواريخ التي تملك إمكانيات ضرب أهداف برية وبحرية ايضا ويبلغ مداه المجدي حوالي 10.8كلم ويحلق على ارتفاع 3200م ويزن رأسه الحربي حوالي 117 كلغ وهو من عيار 333 ملم وطوله حوالي 1.32م. وتعتبرهذه الصواريخ وانواعها المختلفة، وتدرج استعمالها منظومة متكاملة ورادعة لشدة قوتها التدمرية وقد ثبتت مفهوم الردع
في البر، وهكذا يمكن استخدام هذه الصواريخ ايضا ضد أهداف بحرية وايضا ثُبت الردع التام في البحر والذي حافظ على هذا المبدأ الردع ضد العدو منذ عام ٢٠٠٦ وما زال إلى اليوم
الردع الجوي وتآكل قدرات العدو.
اما درة تاج عام 2024 في هذه المعركة هي المعارك الجوية والتي أثبتت المقاومة علو كعبها في هذا المضمار حيث لم تشكل المسيرات سلاحا رادعا في الشمال من فلسطين المحتلة فحسب بل كابوسا على رؤوس قادة المنطقة الشمالية مما أدى إلى هاجس يومي عند العدو وقادته اسمه فعالية سلاح المسيرات لدى حزب الله، ومما زاد الطين بلة اهتزاز صورة الردع الاسرائيلي بأكثر من ٧ درجات على مقياس ريختر عندما تم إسقاط مسيرات عدد ٢ او ٣ منهم هرمز 450 وايضا هرمز ٩٠٠ عبر سلاح دفاع جوي تابع للمقاومة وهنا نجد انها المرة الأولى التي تعلن فيها المقاومة عن استهدافا لاهداف جوية إسرائيلية، وبما أن هذا السلاح يمثل درة تاج الجيش الاسرائيلي وقوته الضاربة وهو متفوق به بلا جدال.
اليوم او البارحة استهدفت المقاومة طائرات العدو الحربية والتي تعمدت خرق جدار الصوت فوق المناطق اللبنانية الامنة.
وتملك المقاومة خيارات عدة في أسلحة الدفاع الجوي فعالة ومهمة ولن نتطرق إلا إلى نوع واحد منها حتى تبقى المفاجأة ولكي تحقق فيما بعد مبتغاها، حضرت المقاومة نفسها لمثل هذه الأوقات وهي تعلم أن نقطة القوة عند العدو هي طائراته الحربية المتفوقة وهي أعدت العدة، ومن هذه الصواريخ
المضادة للطائرات: منظومة صياد – C2
وقبل الحديث عن هذه المنظومة لا بد من التطرق إلى ما أعلنته المقاومة بشكل رسمي عن دخول منظومات الدفاع الجوي( وليس منظومة فقط)، ساحة المواجهة لتنتقل هذه المعركة إلى الجو بعد سيطرة المسيرات على البرنامج اليومي العملاني، أن إستهداف المقاومة الطائرات العدوة الاسرائيلية أصبح واقعا في ظل تطور العمليات العسكرية ويعتبر كسراً لقواعد الاشتباك الثابتة والمتحركة، والأهم بالموضوع هو ما خفي على صعيد الإعلان وليس ما اعلن عنه وحيث انها ايضا رسالة إلى المفاوض الإميركي حول تسوية الترتيبات النهائية على الحدود الجنوبيةاللبنانية، فالمقاومة ترفض بتاتا استمرار الطلعات الجوية الاسرائيلية والتي تعتبر (خرقا للقيادة والقرار 1701) ولو على علو شاهق وهذا ما أثار حفيظة العدو وحلق بطائراته على مستويات منخفضة وعمد إلى تكثيف عمليات خرق جدار الصوت.
من هنا قامت المقاومة باستخدام منظومة صياد – C2 لهدف استراتيجي فهي منظومة تعمل على ارتفاعات متوسطة وهي منظومة تشبه بتصميمها الصاروخ الإميركي
SM-1 تعمل منظومة صياد بنظام عمل الوقود الصلب، وفيها نظام توجيه خاص يسمح بالاستهداف الدقيق، وهو صاروخ مزود ب ٤ زعانف، يزن رأسه الحربي حوالي 200 كلغ، سرعته 3600 كلم/ ساعة ومداه المجدي من 80 إلى 100كلم ويحتوي على معدات ECCM وهي مخصصة من اجل التدابير الإلكترونية المضادة، وهو صاروخ قادر على تدمير القاذفات وطائرات الاستطلاع.
وبعد إستهداف المقاومة الطائرات الحربية الإسرائيلية فّتحت صفحة جديدة في المواجهة مع التأكيد على انها اي المقاومة بصدد انهاء نقطة الضعف الجوية هذه ونقل مسار الوهن إلى حضن الاسرائيلي، حيث ان استعمال سلاح المضاد للطائرات سيكون له انعكاسا كبيرا على حرية حركة العدو الجوية في اجوائنا باتجاهنا او باتجاه الأصدقاء، كما أن هذا الردع في الجو يعتبر أحد أهم عناصر القوة في مفاوضات وترتيبات وقف إطلاق النار في الجنوب وطبعا في غزة لا سيما موضوع الطلعات الجوية فوق لبنان أو عبر اجوائه وهي مسألة استراتيجية وشديدة الأهمية للعدو لناحية جلب المعلومات أن استعمال المضاد للطائرات بفعالية هو عملية رادعة ستجعل ايضا العدو مربكا في تفكيره ومشوشا في قراراته، ويظهر هنا نتنياهو بصورة العاجز لكن الإميركي دائما يدخل هنا لإنقاذه من براثن الحق.
إلا ان الردع الثلاثي فاجئ العدو: برسائل التهديد من البر ومن البحر و الجو الذي يُعمل على تطويره قدر الامكان.
وهنا السؤال هل العدو سيتابع الهروب باتجاه غزة لتأخذه في النهاية إلى مغامرة مكلفة أكثر فأكثر وعندها لن يتحمل تداعياتها.
وبكل الاحوال ان الردع المحقق في البر والبحر، وفي الجو ايضا هو في طور التحقيق، ولكن لا بد أن نقول أن هكذا إنجاز مع ما يمكنه من توفير معطيات ومبادئ عسكرية ثابتة يمكن أن يوفر ابعادا تكتية واستراتيجية ستؤكد حتما على ضرب عنجهية وطينة هذا العدو الإجرامية.