- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
الاتفاق النووي: تأثير إسرائيل على القرار الأميركي معدوم
الاتفاق النووي: تأثير إسرائيل على القرار الأميركي معدوم
- 29 أغسطس 2022, 11:50:50 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يزال رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، بانتظار محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، وهي محادثة طلب لبيد إجراءها منذ أكثر من أسبوع. وفي موازاة ذلك، أفادت تقارير بأنه لا يوجد لإسرائيل أي تأثير على القرار الأميركي بخصوص إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
ونقلت القناة 13 التلفزيونية عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع قوله إنه "توجهنا إلى الأميركيين، وحاولنا فهم ما إذا كان هناك شيئا ما ضد رئيس الحكومة لبيد، وهل يوجد تهرب أميركي" يمنع إجراء المحادثة الهاتفية. وأضافت القناة أن إجابة الجانب الأميركي هي أن المحادثة الهاتفية ستجري لاحقا.
ويحاول لبيد عقد لقاء مع بايدن، قبل افتتاح أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، من خلالزيارة لواشنطن، رغم أن احتمالات عقد لقاء كهذا ضئيلة، وفقا للقناة.
وفيما يتعلق بقدرة إسرائيل بالتأثير على القرار الأميركي، أفاد المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، اليوم الإثنين، بأن تأثيرا كهذا معدوم.
وأشار في هذا السياق إلى لقاء بين الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، ورئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، مناحيم بيغن، في سبعينيات القرن الماضي. حينها، حاول بيغن إقناع كارتر بأمر ما، وبعد أن تحدثة مدة 20 دقيقة، قام كارتر طوال 40 دقيقة بالصراخ على بيغن وتوبيخه وتهديده وما إلى ذلك. وكان سفير إسرائيل في واشنطن، سيمحا دينيتس، حاضرا في اللقاء. ونقل برنياع عن دينيتس قوله إن بيغن وصف اللقاء بأنه كان "ممتازا". وفسر بيغن ذلك بأنه "مُنحت فرصة لإسرائيل بقول ما تريد".
وأضاف برنياع أن الأمر نفسه حصل بعد إلقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، بنيامين نتنياهو، خطابا في الكونغرس، عام 2015، في محاولة لمنع توقيع الاتفاق النووي الأصلي. ولم ينجح نتنياهو بذلك، "بل دفع إدارة أوباما إلى تقديم تنازلات أخرى" لإيران. وأشار برنياع إلى أن توقيع الاتفاق حينها "لم يمنع نتنياهو من التلويح بذلك الخطاب، كدليل على نضاله البطولي ضد إيران".
ولفت برنياع إلى كتاب سيصدر في الولايات المتحدة الشهر المقبل حول ولاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي أراد شن هجوم خاطف في إيران في نهاية ولايته، لكن إدارته أجمعت على معارضة هجوم كهذا. كذلك تم إيفاد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، مارك ميلي، إلى إسرائيل حيث التقى مع نتنياهو، في 18 كانون الأول/ديسمبر 2020، وحذره من حض ترامب على هجوم في إيران، وفقا ما أبلغ ميلي مؤلفي الكتاب.
ورأى برنياع أن لبيد ووزير الأمن، بيني غانتس، يسعيان الآن إلى تكرار تجربة بيغن ونتنياهو. وأشار إلى أن مستشار الأمن القومي، جيل سوليفان، بات الآن المسؤول الأميركي الوحيد الذي يلتقي مع المسؤولين الإسرائيليين ويستمع إليه. وبعد أن استمع سوليفان لأقوال نظيره الإسرائيلي، إيال حولاتا، يوم الثلاثاء الماضي، زار غانتس واشنطن، يوم الخميس الماضي، ليلتقي هو الآخر مع سوليفان، ما يدل على أن المسؤولين الإسرائيليين لم يقنعا إدارة بايدن بشيء.
ونقلت الصحيفة، أمس، عن مصادر في حاشية غانتس قولها إنهم راضون من نتائج الزيارة وأنه "خرجنا بشعور أن الرسالة الإسرائيلية استوعبت باحترام وتقدير". وكتب برنياع أنه "بكلمات أخرى، مُنحت لغانتس فرصة لإسماع أقواله". وأضاف أنه "في جميع الأحوال، رؤساء حكوماتنا ووزراء أمننا لا يتجولون كأصحاب المكان في البيت الأبيض. لقد تراجعت مكانتهم".
وبحسب برنياع، فإنه "بالرغم من كافة التصريحات الاحتفالية لرؤساء أميركيين، إيران ستصل إلى الموقع الذي تريده في الطريق إلى القنبلة. وإسرائيل لا يمكنها عرقلة ذلك ولا منعه. مع اتفاق أو بدونه، العالم بات يرى إيران كدولة عتبة نووية، وأصبح لديها بطاقة عضوية في هذا النادي".