- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
إيران تتهم أميركا وإسرائيل والسعودية وبريطانيا بالضلوع في الاحتجاجات
إيران تتهم أميركا وإسرائيل والسعودية وبريطانيا بالضلوع في الاحتجاجات
- 29 أكتوبر 2022, 2:52:23 ص
- 871
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اتهمت إيران نظيراتها أميركا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية بالضلوع في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها على يد "شرطة الأخلاق" في أيلول/سبتمبر الماضي؛ حسب ما تداولت وكالات أنباء إيرانية مساء الجمعة.
وأصدرت وزارة الأمن وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني بيانا مشتركا، أكدت من خلاله أن "وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات البريطانية والموساد والمخابرات السعودية لعبت دورا واضحا في أعمال الشغب والعنف بهدف زعزعة الأمن في إيران".
وجاء في البيان، أن "التخطيط والتنفيذ العملي للجزء الأكبر من أعمال الشغب جرى بواسطة جهاز الموساد بالتعاون مع الجماعات التكفيرية".
وأشار إلى أن "مخابرات الدول المعادية قامت بتهريب معدات حربية وتجسسية للشبكات التي تعمل لصالحها داخل البلاد".
وأضاف "كما أقامت المخابرات الأميركية دورات تدريبية لبعض عملائها الإيرانيين ومن بينهم الشخص الذي التقط أول صورة للفقيدة مهسا أميني وهي في المشفى، وقام أحد عملاء المخابرات الأميركية بتحريض ذوي الفقيدة في مدينة سقز شمال غرب إيران وتصوير مشاهد مفبركة ونشرها".
وأكد البيان المشترك، أن "معلومات موثقة تؤكد أن عدة معاهد أميركية بدأت تعد لإثارة أعمال الشغب في إيران قبل انطلاقها بعدة أشهر، وقد طالبت المخابرات الأميركية عملاءها في إيران بالإساءة للمقدسات وحرق القرآن والمساجد واستهداف القوى الأمنية ورجال الدين".
وبينّ أن "معلوماتنا تؤكد وجود تعاون بين المخابرات الأميركية والبريطانية وبعض الدول الرجعية والموساد الإسرائيلي في التمهيد لإثارة الشغب في إيران، كما أن معلوماتنا تؤكد أن الموساد الإسرائيلي تولى تنفيذ معظم أعمال الشغب مع الزمر الإرهابية في إيران".
قتيل وإصابات إثر استمرار الاحتجاجات
قتل شخص من جراء إطلاق نار من "مجهولين" وأصيب آخرون بينهم عناصر من قوات الأمن إثر أعمال "شغب"، الجمعة، في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران.
وأفادت وكالة "إرنا" بأنه "على إثر أعمال الشغب الجمعة في زاهدان، فقد أحد المواطنين حياته جراء إطلاق نار من قبل أشخاص مجهولين، وأصيب 14 شخصا من الناس وقوات حفظ الأمن بجروح"، وذلك نقلا عن مجلس الأمن في المحافظة.
وتشهد مدينة زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان، إحدى أفقر مناطق إيران، أعمال عنف بدأت في 30 أيلول/سبتمبر باحتجاجات على خلفية تقارير حول اغتصاب عنصر أمن لفتاة، وخلفت 93 قتيلا على الأقل وفق منظمة "إيران هيومن رايتس".
وقالت "هرانا" و"إيران هيومن رايتس" إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في زاهدان الجمعة، ونشرتا مقطعي فيديو يظهران محتجين يفرون وسط إطلاق نار.
من جانبه، تحدث مجلس الأمن الاقليمي في سيستان بلوشستان عن "أعمال شغب" في زاهدان، مؤكدا مقتل شخص جراء إطلاق نار من "مجهولين" وإصابة 14 آخرين بينهم عناصر من قوات الأمن، وفق ما نقلت وكالة "إرنا".
وخرجت تظاهرات جديدة في إيران، الجمعة، احتجاجا على مقتل مشاركين في الحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، وفق منظمات غير حكومية ومقاطع فيديو تحقّقت منها وكالة "فرانس برس".
ومنذ وفاة أميني عن عمر 22 عاما، لم تخفُت الحركة الاحتجاجية التي تقودها نساء على وجه الخصوص. وتوفّيت أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، والتي تفرض على النساء ارتداء الحجاب.
وإضافة إلى شعار "نساء، حياة، حرية" أُطلقت هتافات خلال التظاهرات التي قُمعت بقوّة، موجَّهة بشكل علني ضدّ حكومة الجمهورية الإسلامية التي تأسّست في العام 1979.
وتتأجّج الحركة الاحتجاجية بالغضب بسبب عدد الأشخاص الذين قُتلوا على يد القوات الأمنية التي تكافح لإخمادها. فحصيلة القتلى في صفوف المتظاهرين احتجاجًا على وفاة أميني ارتفعت من 141 الثلاثاء إلى 160 الجمعة، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس" ومقرها أوسلو.
وتخشى المنظمات غير الحكومية تسارُع حملة القمع، في ظلّ نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر أربعين يوما، على القتلى الأوائل في الحركة الاحتجاجية.
وتوجه آلاف الأشخاص الأربعاء إلى مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان، للمشاركة في مناسبة مرور أربعين يوما على وفاتها.
كذلك، اندلعت أحداث الخميس بالقرب من خرم آباد حيث تجمّع حشد من الأشخاص عند قبر نيكا شاهكرامي البالغة من العمر 16 عاما، والتي توفيت قبل 40 يوما، وفقاً لمقاطع فيديو تمّ التحقّق منها.
وهتف المتظاهرون، وفق فيديو نشرته "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّا، "سأقتل، سأقتل، كل من قتل أختي".
كما وقعت أحداث أخرى الخميس بعد دفن المتظاهر إسماعيل مولودي الذي يبلغ 35 عاما في مهاباد حيث فتحت القوات الأمنية النار وقتلت ثلاثة أشخاص، وفق منظمة "هينكاو" المدافعة عن حقوق الإنسان.
وهتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور"، قاصدين بذلك آية علي خامنئي، في الوقت الذي اشتعلت النيران في مكاتب الحكومة في مهاباد، وفقا لصور من مقطع فيديو جرى التحقّق منه، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقُتل متظاهران آخران في بانيه الواقعة أيضا في الغرب، قرب الحدود مع العراق، وفق "هينكاو".
وفي المجمل، قُتل ثمانية متظاهرين في أربع محافظات هي كردستان، أذربيجان الغربية، كرمنشاه ولوريستان منذ مساء الأربعاء إلى الخميس، حسب ما أفادت منظمة العفو الدولية.
وفي وقت سابق الجمعة، أقالت السلطات الإيرانية اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في زاهدان، أحدهما قائد شرطة المدينة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
من جهة أخرى، يشير محلّلون إلى أنّ السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي.
وفي هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني في "معهد واشنطن" هنري روم لوكالة فرانس برس "حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى - اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين...".
مع ذلك، أضاف "أشكّ في أنّ تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع".
واعتبر أنهم "ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفا".
من جهته، دعا مدير "إيران هيومن رايتس" محمود العامري مقدم، الأمم المتحدة الجمعة إلى "زيادة الضغط الدبلوماسي على إيران ووضع آلية تحقيق لمحاكمة المسؤولين" عن القمع. وأضاف "هناك خطر حقيقي لحدوث مذبحة ويجب على الأمم المتحدة ضمان عدم حدوث ذلك".