إعادة إعمار أوكرانيا.. تحديات استراتيجية أمام الكويت ودول الخليج

profile
  • clock 25 أبريل 2023, 12:10:52 ص
  • eye 712
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سلّط موقع المونيتور الضوء على الدور الذي يمكن أن يلعبه الشرق الأوسط في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، مشيرا إلى إعلان الكويت بهذا الشأن، الأسبوع الماضي.

وأورد تقرير للموقع، خلفية معلوماتية عن موقف الكويت من أزمة الحرب الأوكرانية، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، التقى، خلال زيارة إلى الدولة الخليجية في 18 أبريل/نيسان، مع وليد البحر، القائم بأعمال مدير الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، لدعوة الكويت للمشاركة في إعادة إعمار الدولة التي مزقتها الحرب.

ونقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عن كوليبا قوله "ناقشنا المشاريع الاجتماعية والإنسانية، لا سيما بناء المدارس والمستشفيات".

وقال أوليغ نيكولينكو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، في منشور على فيسبوك في 18 أبريل/نيسان، إن الكويت أعلنت، خلال رحلة كوليبا، عن تخصيص مليون دولار لشراء وتركيب مولدات كهربائية، وأن الدولة الخليجية "تبحث عن فرص للانضمام إلى إعادة إعمار أوكرانيا.

وأضاف أن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية هو مؤسسة مالية تشارك حاليا في مشاريع تنموية بدول متعددة بإجمالي 21.8 مليار دولار، مشيرا إلى أن تمويل الصندوق سيعطي الأولوية لبناء مستشفيات جديدة والمدارس ورياض الأطفال.

خطة مارشال الأوكرانية

وفي الشهر الماضي، قدر تقييم مشترك، أجرته حكومة أوكرانيا والبنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة، أن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا تبلغ 411 مليار دولار.

ومنذ شن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، غزوه الشامل، في فبراير/شباط 2022، قدم الحلفاء الغربيون مجموعة من الالتزامات للمساعدة في إعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب.

وستستضيف إيطاليا مؤتمرا ثانيا، في وقت لاحق من هذا الشهر، بشأن تمويل إعادة إعمار أوكرانيا، بينما ستستضيف لندن مؤتمرا عالميا في يونيو/حزيران للقادة السياسيين ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم.

ومع ذلك، فإن دول الشرق الأوسط لم تعلن الكثير حول هذا الموضوع، وكثير منها يربط بين دعم أوكرانيا والحفاظ على علاقات قوية مع روسيا، بحسب "المونيتور"، مشيرا إلى أن بعض المحللين يعتقدون أن موسكو طورت علاقات أقوى في المنطقة منذ بداية الصراع.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت أنقرة اتفاقية لمساعدة أوكرانيا في جهودها لإعادة الإعمار، لكن ذلك كان قبل أن تتعرض تركيا لواحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها، وهي سلسلة الزلازل التي ضربتها في فبراير/شباط الماضي،

فالكارثة أدت إلى موت ما يقرب من 46000 شخص في تركيا، ويقدر البنك الدولي الأضرار بما يصل إلى 35 مليار دولار، أو 4% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ولذا يتجه الكثير من اهتمام أنقرة الآن نحو المشاكل الداخلية.

شبه بين الكويت وأوكرانيا

وفي السياق، قالت كورتني فرير، الأستاذة المساعدة الزائرة لدراسات الشرق الأوسط في كلية "إيموري"، إن إظهار دعم الكويت خطوة مثيرة للاهتمام ولكنها ليست مفاجئة، فللبلد الخليجي تاريخ في المساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب، إذا استضافت، عام 2018، المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق في أعقاب حربها مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأضافت: "من خلال القيام بذلك، لعبت الكويت دورًا رئيسيًا في إعادة دمج العراق في العالم العربي الأوسع"، مشيرا إلى أن الدولة الخليجية الصغيرة تعرضت للغزو والاحتلال في تاريخها الحديث، ولذا تدرك سلطاتها تحديات إعادة الإعمار بعد الحرب.

وتشتهر الكويت أيضًا بسياستها الخارجية التي تركز على الوساطة والموازنة، والحفاظ على العلاقات مع كل من إيران والسعودية، حتى قبل فترة طويلة من الوفاق الأخير بين الرياض وطهران، ولذا ترى كورنتي أن إعلان الكويت الأخير بشأن إعادة الإعمار في أوكرانيا يأتي في هذا الإطار.

من جانبه، قال جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة "سكوكروفت" الأمنية للشرق الأوسط في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، إن الكويت "حساسة للغاية تجاه الغزوات العدائية وغير المبررة من الدول الأجنبية" بسبب غزوها من قبل العراق في أغسطس/آب 1990؛ ما أدى إلى حرب الخليج الأولى.

وأضاف أن الكويت كانت شريكًا مخلصًا لأوكرانيا منذ بدء الحرب، وكانت واحدة من دولتين فقط في الشرق الأوسط - إلى جانب تركيا - تدعمان قرارًا برعاية الولايات المتحدة، في فبراير/شباط 2022، يدين الغزو الروسي.

وتابع بانيكوف: "لن يكون مفاجئًا أن نرى الكويت وأوكرانيا توقعان اتفاقيات إضافية، رغم أن الدولة الصغيرة لها حدود فيما يخص مقدار الدعم الذي يمكن أن تقدمه".

دعم شرق أوسطي

وترى كورنتي أن دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط يمكن أن تلعب دورًا في تسهيل تمويل إعادة الإعمار ومن المحتمل أن تشارك لاحقًا في مشاريع استثمارية بأوكرانيا، وقالت: "أعتقد أن الكثير في هذا الشأن يعتمد على كييف وعلى متى تستمر الحرب وكيف تنتهي. فالكويت، من جانبها، كانت ثابتة في الدعوة إلى وقف إطلاق النار، لكننا لسنا متأكدين من شروط ذلك وكيف سيضع هذا دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث علاقاتها مع روسيا وأوكرانيا".

لكن بانيكوف بدا أقل اقتناعا بما طرحته كورنتي، قائلا: "أتوقع أنها (دول الخليج) ستشارك في قمة إعادة الإعمار في يونيو/حزيران في لندن للتحوط، مع بعض التعهدات المتواضعة بالدعم، لكنها ستذعن إلى حد كبير للولايات المتحدة والدول والمؤسسات الأوروبية".

وفي السياق، قالت كريستيان أولريتشسن، زميلة شؤون الشرق الأوسط في معهد "بيكر"، إن دول الشرق الأوسط "قد تساهم من خلال مساعدتها وتنميتها أو مساهمتها في نداءات التمويل المتعددة الأطراف أو عبر دعم وكالات الأمم المتحدة".

وأضافت: "قد توجه تلك الدول الاستثمارات إلى أوكرانيا بعد الحرب من صناديق الثروة السيادية أو الصناديق الأخرى المرتبطة بالدولة".

تضارب المصالح

لكن المحللين يرون أن هناك تحديات في مطالبة دول الشرق الأوسط بإعادة بناء أوكرانيا، تتمثل في مهمة تبدو مستحيلة لكيفية دعم كييف مع استرضاء موسكو.

وفي هذا الإطار، قالت كورنتي إن العلاقات الشرق أوسطية مع روسيا تمت توطيدها قبل غزو أوكرانيا بسبب الاستثمارات المتبادلة ودور موسكو في أسواق الطاقة العالمية، لكن العديد من الدول في المنطقة تحاول أيضًا الحفاظ على علاقات إيجابية مع الولايات المتحدة.

وأضافت: "لقد أثبت هذا بالفعل أنه يمثل تحديًا عندما يتعلق الأمر بتسعير النفط. الجهود الأخيرة لإعادة دمج سوريا، الحليف الرئيسي لروسيا، في جامعة الدول العربية قد تجعل من الصعب على الدول العربية عزل روسيا بالكامل".

وقال كريستيان أولريتشسن إن العديد من دول الشرق الأوسط يُنظر إليها على أنها تقترب من روسيا على مدار الحرب، رغم أن هذه ليست مشكلة بالنسبة للكويت، الحليف الوثيق للولايات المتحدة.

فيما يعتقد بانيكوف أن التحديات التي تواجه دول الشرق الأوسط في هذا المجال ثلاثة:

الأول: يتمثل في التأكد من أن أي دعم لأوكرانيا لا يزعج موسكو.

والثاني: هو أن قلة من دول الشرق الأوسط لديها الأموال لتقديم مساعدة كبيرة.

والثالث: هو أن دول الخليج الأكثر ثراءً ربما تفكر، في الانخراط بإعادة الإعمار في سوريا بجدية.

التعليقات (0)