- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: حرب غزة.. من الحلقة المفرغة إلى الطريق المسدود
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: حرب غزة.. من الحلقة المفرغة إلى الطريق المسدود
- 24 مايو 2024, 2:42:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع اقتراب الحرب في غزة من بلوغ شهرها الثامن، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يرفض مناقشة مستقبل القطاع الفلسطيني في اليوم التالي -أي ما بعد الحرب- مما يثير الخلافات داخل مجلس الحرب و الحكومة الإسرائيلية والقيادات الأمنية الإسرائيلية لعدو وضوح الرؤية السياسية لما يقال عن اليوم التالي.
لا يزال نتنياهو يتهرب حتى الآن من أصعب القرارات السياسية في حياته: من الذي يجب أن يحكم غزة بعد الحرب؟
وفي وقت تسعى الولايات المتحدة والحكومات العربية الرئيسية أن تشرف السلطة الفلسطينية على القطاع بعد إعادة تنشيطها، لكن نتنياهو يرفض ذلك.
في ديسمبر الماضي، تحدث نتانياهو إن بلاده ستكون وحدها المسؤولة عن الأمن في غزة بعد الحرب، معبرا عن رفضه أيضا فكرة تؤدي إلى سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع.
بينما يصرح، خلال اجتماعه بلجنة الدفاع والشؤون الخارجية بالكنيست، إن الفرق بين حماس والسلطة الفلسطينية بأن حماس تريد تدميرنا الآن، أما السلطة الفلسطينية تريد أن تفعل ذلك على مراحل.
ومع ذلك، ظهرت تسريبات في الصحافة الإسرائيلية لما وصف بأنه "خطة نتانياهو لليوم التالي لغزة".
وتضمن الخطة، وفقا للتسريبات التي نشرتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية، وصول "سلطة فلسطينية جديدة" لحكم قطاع غزة من "سنتين إلى 4 سنوات من الحكم العسكري الإسرائيلي".
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" فأن هذه "الخطة السرية" وضعتها إسرائيل باسم "مجموعة رجال أعمال" يرتبط العديد منهم "ارتباطا وثيقا" بنتانياهو.
وفي تعليقها، وصفت صحيفة "معاريف" العبرية الخطة بأنها "بالون نتانياهو الاختباري، الذي يتوافق مع المبادرة الأميركية للتسوية الشاملة للشرق الأوسط".
تهرب وتشتيت الانتباه
تأتي تلك التسريبات بهدف "التهرب" من مناقشة مستقبل قطاع غزة و" تشتيت الانتباه" عن موقف نتنياهو الرسمي إزاء هذه المسألة لتخفيف الضغط الدولي عليه.
فيما يسعى إلى التعامل مع الضغوطات الخارجية؛ ولهذا السبب يقوم بالتسريبات وليس الإدلاء بتصريحات باسمه.
ويقول انه بعد 4 سنوات سيسلم السلطة الفلسطينية المسؤولية، ولكن فعليا هو يؤجل حسم الموضوع إلى أجل غير مسمى مثل هذه التسريبات لا تعدو كونها محاولة لتشتيت الانتباه عن موقفه الرسمي، الذي يرفض فكرة إنشاء دولة فلسطينية.
بينما تأتي تلك التسريبات أيضا في سياق تخفيف الضغط الدولي المتنامي تجاه إسرائيل دون تقديم أي التزام أو تنازل رسمي يذكر لصالح الفلسطينيين.
يرفض نتانياهو وبشدة فكرة إقامة دولة فلسطينية، قائلا إن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية لمنع الهجمات المسلحة.
حلقة مفرغة
ولطالما تتحدث واشنطن على مبدأ "حل الدولتين" لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود، ومنذ سنوات تتحدث الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن ذلك دون تحقيق أي شيء فعليا على الارض سوى تصريحات عبثية لمشروع تسوية اثبت فشله حيث استمر لأكثر من ثلاثون عاما بلا جدوى.
بالنسبة لنتانياهو، فإن أي إجابة على سؤال من سيحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب ترضي الجيش الإسرائيلي والشركاء الدوليين الرئيسيين، وخاصة الولايات المتحدة، يمكن أن تخاطر أيضا بانهيار ائتلافه الحاكم وإنهاء قبضته على السلطة .
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن العمل الحربي لوحده في غزة يحتاج بشكل عاجل الى عمل سياسي يفضي إلى سلطة مدنية لتقديم المساعدات الإنسانية، واستعادة النظام والخدمات الأساسية، وإدارة ما يقرب من مليوني نازح.
لكن الأعضاء الأكثر تشددا في الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه نتانياهو، يرفضون فكرة تسليم غزة لقيادة فلسطينية ويطالبون علنا بإعادة احتلال القطاع.
فيما تدور الأوضاع الان في "حلقة مفرغة" من التخبط سياسيا و عسكريا قد يجعل الاحتلال يعلق في وحل غزة فليس هناك من مخرج أو حل (لمستقبل قطاع غزة) فلا تم القضاء على المقاومة و لا تم استعادة الأسرى الإسرائيليين و بدوءا يعدون في توابيت إلى عائلاتهم و لا تم تهجير سكان القطاع بل إن صمودهم اذهل العالم فالخيارات المتاحة أمام الحكومة الإسرائيلية بدأت تضييق بعد الهجوم على رفح فلا مخرج سوى التسليم بالأمر الواقع او الرضوخ إلى مطالب المقاومة من أجل اي حل يحفظ ماء الوجه لنتنياهو باقل الأضرار أو الاستمرار في حرب عبثيه بلا نهاية تصل بالجميع إلى طريق مسدود.