إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: المنطقة أمام الهدوء الذي يسبق العاصفة.. ولكن ما هي السيناريوهات المتوقعة؟

profile
  • clock 6 أغسطس 2024, 1:58:38 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منذ اللحظة الأولى لاغتيال الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران واغتيال القائد في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، تأهب العالم بأسره لمشاهدة الرد الإيراني على عمليتي الاغتيال بعد جملة من التهديدات التي أطلقها السيد حسن نصر الله والقادة الإيرانيون.

وعلى إثر ذلك أعلن الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب القصوى في الكيان، مع إرسال الولايات المتحدة الأمريكية حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" وسرب مقاتلات وسفن حربية إضافية إلى الشرق الأوسط، وهذا قد يفتح الباب واسعًا أمام تصعيد كبير في المنطقة بأسرها.

وكما ذكر محللون أن عملية الاغتيال تهدد بتوسيع رقعة الصراع في المنطقة، إذا ما قررت إيران وحزب الله الرد بقوة غير متوقعة على اغتيال هنية وفؤاد شكر، فالبعض يتوقع أن يكون مؤلما لإسرائيل.

فالحديث عن ضربة استباقية من قبل الاحتلال لكسر حالة الانتظار لا جدوى لها لأن هناك استنفار موجود إن كان في لبنان أو إن كان في طهران وجبهات المقاومة المتعددة وعادة تكون الضربة الاستباقية هي مفاجئة من أجل إحداث هزة كبيرة في داخل أي جبهة.

وأن الضربة الاستباقية لن تكون في صالح جيش الاحتلال ولن تكون في صالح إسرائيل، حيث أن  مسألة الانتظار ستكون مقلقة وستخسر إسرائيل كثيرا ليس على الصعيد النفسي وإنما أيضا حتى على الصعيد الاقتصادي.

وان السيناريوهات المتوقعة في هذا الموضوع والتي تتوقعها إسرائيل بشكل واضح إنه قد يكون هناك رد مشترك وقد يكون هناك ردود منفصلة وأن هذه الردود هي التي ستحدد طبيعة الرد الإسرائيلي.

وإذا ما أصابت منشآت مدنية أو مدنيين سوف ترد إسرائيل بشكل كامل وتحدثت أنه إذا كانت الردود ليست استراتيجية أو لا تحرج إسرائيل فإنها قد تقوم بامتصاص هذه الردود، وبالتالي العودة من جديد لقواعد الاشتباك .
 
وأنه يعتقد بأن سيناريو الرد سيكون سيناريو مؤلم بالنسبة للإسرائيلي وأنه لن يكون أمام الإسرائيلي مجال سواء يقوم بالرد على الرد.

أما نحن الآن في أيام قتال وفي وسط حرب فالسؤال الملح هنا هل ستصل هذه الحرب إلى مفهوم الحرب الإقليمية الشاملة؟

قد يكون ممكنا ان تصل إلى ذلك إذا ما انزلق الميدان بشكل كبير ضمن معطيات الرد والرد المقابل إن كان من الطرف الإسرائيلي أو من طرف محور المقاومة.

وبأن منحنى التصعيد في المنطقة كبير وإذا لم تتدارك أمريكا ذلك فالمسائل ذاهبة باتجاه حرب إقليمية شاملة، والأمر مرهون بوضح حل لما يحدث في داخل قطاع غزة الان .

وحول السيناريوهات المتوقعة و الممكن حدوثها فان أياماً من القتال ستبدأ من إيران والحوثي والعراق وسوف يلحقها حزب الله بدخول قوي، وسينتج عن ذلك أمرين.

الأمر الأول صفقات توقف كل شيء وبما يشمل غزة، والثاني توسيع المعركة ودخول أمريكي وبريطاني بما يؤدي لحرب إقليمية شاملة.

فالمعادلة صعبة فأمريكا لا تريد لإسرائيل أن تهزم يقابله إرادة محور المقاومة بأنه لا هزيمة للقسام وغزة.

موازين قوة جديدة تفرض استحقاقات جديدة تؤدي لتداعيات جيوسياسية جديدة، فطوفان الأقصى لا يمكن أن تكون تداعياته العودة لما كان، بل لما سوف يكون، وهنا ما سوف يكون يعتمد على الميدان .

وضمن سيناريوهات أخرى متوقعة لما قد تشهده الأيام القادمة .

وهو أن إسرائيل تعتبر كل ما نفذته من عمليات اغتيال هو إنجاز وصورة نصر حققت معها هيبة الردع وكسرت قواعد كثيرة، وبالتالي فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاول أن تضغط عليها عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية لتحقيق صفقة سياسية شاملة.

وبين أن تلك الصفقة الشاملة تهدف واشنطن من خلالها لتجنيب المنطقة حرب إقليمية وإخراج إسرائيل من حالة الاستنزاف الكبير، وبالتالي إعطاء إيران انجاز تجعلها تحد من حالة التصاعد.

حيث أن محور المقاومة كله مرتبط والصفقة السياسية، قد تكون مرهونة بالرد القادم من طهران وحزب الله بحيث يتم استيعابه إسرائيليا وينطلق بعدها مسار سياسي فعلا يتوج بنهاية الحرب .

اما أن نتنياهو والصهيونية الدينية تعد ما حدث إنجازا كبيرا ونشوة قد تدفعها لاستكمال المشوار، ونتنياهو يقرأ الموقف الأمريكي بأنه ضعيف وحاجة إسرائيل لأمريكا عالية جدا، وفي ظل ضعف بايدن فإن نتنياهو مصر على إطالة الحرب وصولاً الى الانتخابات الأمريكية القادمة.

مما يؤدي إلى الإطالة في أمد الحرب التي قد تدحرج الأمور وتصاعد من الأحداث على الجبهات بشكل دراماتيكي كون الميدان في حالة عدم انضباط وعليه فإن إمكانية الانزلاق واردة وبالتالي الوصول إلى نقطة اللاعودة واندلاع الحرب الإقليمية وارد جدا وهذا هو الهدف الذي يسعى له نتنياهو.

وهنا فانه لا يمكن الجزم بإحدى السيناريوهات بانتظار الأيام القليلة المقبلة لقراءة وقياس طبيعة الرد وطبيعة الأثر على الاحتلال الإسرائيلي، وهل سيكون ضمن ضوابط معينة ويمكن للاحتلال الإسرائيلي تحمله ، أو تكون مفاجئة وتخلط كل الأوراق.

إن التصعيد في المنطقة وسيلة اختارها نتنياهو للتهرب من استحقاق الصفقة ووقف الحرب في غزة.

فهواي نتنياهو لا يريد صفقة لذلك ذهب للتصعيد عبر عملية اغتيال إسماعيل هنية واغتيال فؤاد شكر،  وهو ما ادى بالمنطقة الى ذروة التصعيد هذه .

فالحرب لم تنتهي بعد ولا يوجد مؤشرات على نهاية قريبة لها، وأن نتنياهو يحاول جاهدًا التغطية على فشله في غزة لذلك ذهب لسياسة الاغتيالات.

فان اغتيال هنية كشف على أن إسرائيل تتعامل كدولة فوق القانون ولا يهمها أحد ولا تلتفت للمعاهدات الدولية، وأنها دولة تتخطى حدود الدول ولا يهمها لا اتفاقيات ولا اي شيء، لذلك تضرب باليمن ولبنان وإيران وغزة وحيث ما تريد.

لكن استفزاز إيران بعملية هنية يستوجب الرد، حيث أن طهران أكدت أنها سترد في الوقت المناسب ولم تحدد نوعية الرد.

لكن إسرائيل تسعى وتحاول أن تضع قواعد اشتباك جديدة تفرضها على المنطقة ولن تنجح بذلك، فإسرائيل ليست وحدها في الميدان وهناك قوى أخرى لاعبة في الإقليم ومتواجدة بقوة.

التعليقات (0)