- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
أبن حجا المصري : درس في هزيمة الثورات
أبن حجا المصري : درس في هزيمة الثورات
- 5 يونيو 2021, 6:59:37 م
- 1048
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من التاريخ القريب " جدا "
( نحن شعوب لا تقرأ .. ولا تهوى أن تتأمل او تبحث، بيننا وبين تجربة قريبة في فن " اللؤم السياسي " مالا يزيد عن
ثلاثين عاما .. لكننا نأبى أن نقرأ.. ربما كي لا تزداد همومنا بعد أن نفهم !!، المهم .. كانت " رومانيا " إحدى بلدان أوروبا الشرقية ..كان " نيكولاي شاوشيسكو " المتغطرس يحكمها
بالحديد والنار .. وكان قد قادها إلى منزلق "ديون منهكة".. جعلته يفرض على المواطنين جمعها - من جيوبهم الخاويه تقريبا - ،كما فرض خطة للتقشف جعلته يقطع التيار الكهربائي عن مناطق عدة خلال ساعات الليل مما زاد من غضبهم المكتوم ، وفي ذات الوقت كان صاحبنا يحلم - في صحوه ومنامه - أن ينفذ مشاريع ضخمة تافهة ترضي غروره وجنون العظمة لديه - كأفخم قصر في العالم وأجمل نافورة في التاريخ واطول برج رآه بشر - !!،بغض النظر عما ينفقه من ميزانيات خرافيه عليها ، وفجأة .. وبعد طول سبات .. أفاق الشعب في ديسمبر 89 على وقع حدث - بدا بسيطا كعادة أسباب الثورات !- وهو إجبار قس إصلاحي على تنفيذ أمر بإبعاده عن العاصمة‘.. وبعد تفاقم الأمر ..قرر شاوشيسكو الخروج بخطاب عاطفي - باك - إلى العامة الغاضبين ،لكن أحدا لم يكن مستعدا لقبول المزيد من أكاذيبه او أكاذيب امرأته ، ففر هاربا بعد أن تعطل ميكروفونه - ربما لضيقه هو
الآخر من سخف الأكاذيب- !، لكن الطيار الذي قاد طائرة الهروب ساوره الشك في ان يتعرف الشعب الغاضب عليه و يعرفون انه الطيار الذي ساعد الزعيم الفاسد على الهرب .. فتركه بمكان ناء و أقلع !! ، ولما تعرف مزارعون رومانيون على المجرم وزوجته -.وما أسهل أن يتعرف المجني عليه على من أجرم في حقه - .. تم إعدامهما بعد محاكمة سريعة ، و
الأهم .. ما ترتب على أحداث الثورة.. أن من تولى الحكم بعد شاوشيسكو .. كان " جبهة الإنقاذ الوطني " وترأسها - أمسك أعصابك وأمسك عليك لسانك ! - إيون إليسكو .. أحد حلفاء شاوشيسكو المقربين ، وهو الذي أعلن ولاءه للثورة - وهو يكن مقتها وينتوي الانتقام من كل رموزها - ، أخذ إليسكو يوطد
أولا ..علاقته بالمؤسسة العسكرية ثم الإعلام، لكن شباب الثورة إكتشفوا خدعته مبكرا وانتفضوا لمواجهة " حرامي الثورة " فاتهمهم بمعاداة البلاد - وفي ظل الجهل العام وانقياد الجماهير لألاعيب وسائل الإعلام التي صارت منضوية تحت سلطة إليسكو ..- تم تسليح عمال المناجم في مواجهة الشباب البرئ.. وانخرط العمال في نضال - هزلي - ضد شباب الثوار الذين طالما كافحوا من اجل نيل أولئك العمال حقوقهم -، وانتهى الأمر بسحق انتفاضة الشباب بدعوى أنهم اعداء الدولة ، وجرى تكريم العمال على - أمسك أعصابك - دفاعهم عن الدولة وحرصهم على بلادهم في مواجهة خونة الوطن ! وفاز الأخ " إليسكو " بنسبة 70%من الأصوات، وعاد الفاسدون القدامى ليحكموا في ثوب جديد - ثوب جبهة الإنقاذ -، بعد تخلصهم من شاوشيسكو باعتباره كبش الفدا.. وكأنك ياابو زيد ما غزيت !! ).