تكبير الخط تصغير الخط

بينما كان الناس يقومون بتحديث أعمالهم وحساباتهم الشخصية، بشكل محموم لمعرفة مصيرهم، استيقظ الملايين بل والعالم على نكبة المالك الجديد إيلون ماسك للعصفور الأزرق، الذي انتهى بعلامة (x) وطرد 50% من موظفي "تويتر" ويندد بتراجع "هائل" في الإيرادات، وقد فعل وتحولت لمنصة "ابتزاز" إعلاني، فهل يمكن تطبيقها على البشر؟ الذي وعد بتبديلهم بروبوتات بلغ انتاجها أكثر من 20 مليون روبوت جاهز، قد يكون، لتبدأ فصولها بمطلب إيلون ماسك بأن يوضح الموظفون الاتحاديون إنجازاتهم، وإلا فسيواجهون خطر الفصل من العمل، بحجة أنه  اكتشف "عمليات احتيال بمئات المليارات من الدولارات"، ورواتب اتحادية تدفع لموظفين غير موجودين، لكنه لم يقدم أي دليل على مزاعمه.

والسؤال الأخطر من البداية: كيف اقترب إيلون ماسك من دونالد ترامب؟

أولاً: دعم القاعدة المحافظة: فماسك لديه شعبية كبيرة بين المحافظين والجمهوريين بسبب مواقفه المناهضة للرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعواته لحرية التعبير، وانتقاداته للحزب الديمقراطي. حيثُ خضع إيلون ماسك لتحول سياسي، منتقلاً إلى عمق السياسة اليمينية، ليخرج من بينهما الصندوق الأسود لعلاقة أكثر شخصيتين إثارة للجدل خلال 10 سنوات.. بصفقة الـ290 مليون دولار ودعم الانتخابات بجلب مكاسب بالمليارات وسلطة حكومية، حتى دعم ترامب لاستعادة الرئاسة، مما جعله قريباً من مركز القوة الأمريكية.. وهذا يجعله مؤثرًا في حشد الدعم لترامب.

ثانياً: التأثير على الإعلام والتكنولوجيا: امتلاك ماسك لمنصة إكس (تويتر سابقًا) جعله لاعبًا رئيسيًا في المشهد الإعلامي، بتسوية أزمة تويتر بـ10 ملايين دولار بل وعشرة أعوام لعلاقتهم من 2015 وتبرعه ب 500 مليون دولار للمساعدة فى تمويل حملة هيلارى كلينتون للرئاسة، وأعرب عن دعمه لكلينتون، بينما ندد بخصمها آنذاك دونالد ترامب، قائلا لشبكة cnn إن ترامب لا يتمتع "بنوع الشخصية التى تعكس صورة جيدة للولايات المتحدة"حتى عام 2025 وتصريحه  بقوله: "أشعر بخيبة أمل" من إدارة بايدن وأفَضِل شخصا للرئاسة فى عام 2024 يكون "معقولا ووسطيا"، متضامناً مع ترام،  ومنها تضاعف قوة السوشيال ميديا كمنصات إعلام أساسية، مما سمح له بالتأثير على الخطاب العام، وهو ما خدم ترامب في حملاته الانتخابية.

ثالثاً: الاقتصاد والتوظيف: بعد يوم واحد فقط من فوز ترامب استفاد معوضاً خسارته السابقة، ليعود منتقماً من البشر الأمريكي... فأصبح ماسك، أغنى رجل فى العالم بزيادة 26.5 مليار دولار أمريكى.. بل وأول ملياردير يصل إلى علامة 400 مليار دولار أمريكى، ووصلت إلى ذروتها عند 486.4 مليار دولار فى 17 ديسمبر 2024، وحصلت سبيس إكس على عقود تزيد قيمتها على 700 مليون دولار من قوة الفضاء الأمريكية مؤخرا.. إذاً هو رجل أعمال ناجح يقود شركات كبرى مثل تسلا، سبيس إكس، ونيورالينك، وهذه الشركات توظف ألاف الأمريكيين. وجود علاقة جيدة معه قد يُستخدم كورقة رابحة من قبل ترامب لإثبات دعمه للشركات والابتكار.. والتي زادت أسهم شركة تسلا، التى يمتلك فيها ماسك حصة 13%، بنحو 15% فى التداول فى وول ستريت، مما يعنى زيادة فى الثروة قدرها 15 مليار دولار.

رابعاً: التقاطع في السياسات: رغم اختلافهما في بعض الأمور، إلا أن لديهما مواقف متقاربة بشأن تقليل التدخل الحكومي، تخفيف القيود على الأعمال، والتشكيك في بعض سياسات المناخ.. فتمكن ماسك من الحصول على دور مباشر فى حكومة ترامب كمكافاة لا يري أنها مناسبة، ولا تعوضه عن أطماعه الكبرى، وهي حُكم البشرية واقصائهم من الحياه بالروبوتات، حيث شكل لجنة كفاءة حكومية DOGE، ستساعد سبيس إكس، أعماله يمكن أن تصل إلى المريخ فى وقت أقرب «طالما لم تخننق بالبيروقراطية..

خامساً: قدرة ماسك على التأثير في وادي السيليكون: ماسك يعتبر من القلائل في قطاع التكنولوجيا الذين لديهم ميول محافظة أو ليبرالية غير تقليدية، مما يجعله حلقة وصل مهمة لترامب مع وادي السيليكون، الذي يميل عادةً للديمقراطيين.

وختاماً: رغم هذه الأهمية، فإن العلاقة بين ماسك وترامب ليست دائما مستقرة، حيث انتقد ماسك ترامب في بعض المناسبات، كما أن لديه طموحات سياسية قد تجعله يحاول أن يبقى محايدًا نسبيًا.