بدأ المشروع في عام 2015 مع 20 كاتبًا شابًا، معظمهم من طلاب الأدب الإنجليزي، مدعومين بموجهين دوليين.

أصوات شباب غزة.. من منصة رقمية إلى كتاب يُخلد الذاكرة (روايات مؤثرة)

profile
  • clock 13 أبريل 2025, 3:46:38 م
  • eye 488
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
شباب غزة

بعد فقدان 21 فردًا من عائلته في غارة جوية إسرائيلية، الصحفي والناشط الفلسطيني أحمد العنوك يحوّل الألم إلى مشروع أدبي يحفظ رواية غزة للأجيال.

مأساة شخصية تُشعل شرارة الكتابة

في 22 أكتوبر 2023، فقد الصحفي الفلسطيني المقيم في لندن، أحمد العنوك، 21 فردًا من عائلته نتيجة قصف إسرائيلي على منزله في دير البلح وسط قطاع غزة. من بين الضحايا والده البالغ 75 عامًا، وأشقاؤه وشقيقاته وأطفالهم.

يصف العنوك شعوره حينها: "انهار عالمي بالكامل... لم أشعر بالغضب، بل غمرني شعور عميق بالذنب كناجٍ. ظللت أتساءل: لماذا بقيتُ أنا على قيد الحياة؟"

لكن وسط هذا الحزن، تبلورت لديه قناعة واحدة: "السبب الوحيد لبقائي على قيد الحياة، هو أن أحكي قصتهم... وأن أجعل العالم يعرفهم."

ولادة مشروع "لسنا أرقامًا"

في عام 2014، وبعد استشهاد شقيقه أيمن في قصف إسرائيلي خلال حرب الصيف، دخل العنوك في حالة اكتئاب شديدة. لكن رسالة من الصحفية الأميركية بام بيلي غيّرت مسار حياته. حين طلبت منه أن يكتب قصة عن شقيقه، استغرق الأمر منهما ثلاثة أشهر لصياغة المقال باللغة الإنجليزية، وبعد نشره، انهالت رسائل الدعم والتعاطف.

حينها قرّر العنوك وبيلي تأسيس منصة "لسنا أرقامًا" (We Are Not Numbers)، وهي مشروع يهدف إلى تمكين الشباب الفلسطيني من كتابة تجاربهم الحياتية باللغة الإنجليزية ومشاركتها مع العالم، لكسر الصورة النمطية عن غزة.

منصة إنسانية لكسر الحصار الإعلامي

بدأ المشروع في عام 2015 مع 20 كاتبًا شابًا، معظمهم من طلاب الأدب الإنجليزي، مدعومين بموجهين دوليين. وكتب المشاركون عن المعاناة، الحصار، الفقر، والحروب المتكررة، ولكن أيضًا عن جمال الحياة في غزة: دفء العلاقات، كرم الناس، التراث، والمساجد والكنائس وحتى المقابر.

يقول العنوك: "أردنا للعالم أن يرى غزة الحقيقية، لا تلك المغطاة بالغبار في نشرات الأخبار. أردناهم أن يشعروا بأنها مدينة حية، مليئة بالناس والقصص والإنسانية."

من منصة رقمية إلى كتاب يُخلد الذاكرة

اليوم، وبعد مرور 10 أعوام على انطلاق المشروع، أصدر العنوك وبام بيلي كتابًا بعنوان: "لسنا أرقامًا: أصوات شباب غزة"، جمعا فيه 74 قصة من أفضل النصوص التي نُشرت عبر المنصة.

الكتاب يغطي أحداثًا من عام 2015 حتى 2023، ويعكس لحظات الدمار، والتحدي، والتكيّف مع الواقع. من كاتب يحاول دراسة الفلك في مدينة بلا تلسكوبات، إلى فتاة عادت من أبو ظبي إلى غزة لتجد انقطاع الكهرباء والمياه، لكنها تعلّمت تقدير صمود الناس.

الناشط والكاتب البريطاني ريز أحمد وصف الكتاب بأنه: "مستحيل أن يُترك أو يُنسى". فيما اعتبرته نعومي كلاين "معجزة وهروبًا من سجن الصمت".

الحرب لم توقف الأقلام

رغم القصف والتشريد، يواصل كتّاب المنصة إرسال قصصهم. يقول العنوك: "اليوم ننشر ثلاث مرات أكثر من ذي قبل. معظم الكتّاب فقدوا منازلهم وحواسيبهم، لا كهرباء ولا إنترنت. لكنهم يكتبون على هواتفهم وينتظرون إشارة الإنترنت ليرسلوا النصوص."

في المتوسط، تنشر المنصة ما بين 35 و40 قصة شهريًا، في تحدٍ حقيقي للحصار والتضييق، ولتقديم رواية فلسطينية إنسانية للعالم.

رواية إنسانية بعيدًا عن الإحصائيات

يختم العنوك بقوله: "نحن نوثق تاريخ غزة، لا عبر الأرقام أو الأخبار، بل عبر التجربة الحية للناس. هذا ليس مشروعًا سياسيًا... بل مشروع إنساني."

ويُضيف: "من واجبنا أن نجعل قصص هؤلاء خالدة على الورق، لأنهم ليسوا مجرد أرقام. إنهم أرواح، وحكايات، وعائلات تستحق أن تُروى للعالم."

المصادر

الجارديان.. تقرير مترجم

التعليقات (0)