"أخطر من المشروع الإيراني".. لجنة حكومية صهيونية توصي بالاستعداد لمحاربة تركيا

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 9 يناير 2025, 3:50:56 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أوصت لجنة حكومية إسرائيلية بالاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة مع تركيا، بسبب ما وصفته بطموحات أنقرة لاستعادة نفوذها الإقليمي، وخطر تحالف الفصائل السورية مع الحكومة التركية.

جاء هذا في تقرير مفصل رفعته اللجنة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط مخاوف متزايدة من تحولات جذرية في التوازن الإقليمي بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

تحذير من تهديد جديد

ذكرت وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية ذات التوجه اليميني المتطرف، أن لجنة "ناجل"، وهي لجنة مختصة بفحص ميزانية الدفاع وبناء القوة العسكرية في إسرائيل، أصدرت تقريراً شاملاً أوضحت فيه أن التحالف التركي-السوري المحتمل قد يمثل تهديداً أكبر من التهديد الإيراني المستمر لإسرائيل.

وأضاف التقرير أن هذا التحالف قد ينشأ كنتيجة مباشرة لتغيرات الأوضاع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وهو ما قد يخلق تحديات أمنية كبيرة للكيان الإسرائيلي.

تأسيس اللجنة وأهدافها

تأسست لجنة "ناجل" في عام 2023 قبل الحرب الأخيرة على غزة، بهدف تقديم توصيات استراتيجية لوزارة الدفاع الإسرائيلية حول السيناريوهات الأمنية المستقبلية المحتملة.

يرأس اللجنة يعقوب ناجل، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي. ومنذ تأسيسها، ركزت اللجنة على دراسة المخاطر الناشئة وتقديم توصيات لتعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية لمواجهة هذه المخاطر.

تفاصيل التقرير

أفاد التقرير بأن الطموحات التركية لاستعادة نفوذها العثماني قد تشكل صراعاً مباشراً مع إسرائيل في المستقبل القريب. 

كما حذر التقرير من أن الفصائل السورية التي قد تتحالف مع تركيا قد تكون أكثر خطورة من القوى الإيرانية الموجودة حالياً، مشيراً إلى أن سوريا ما بعد الأسد قد تشهد ظهور قوة جديدة ذات طبيعة سنية متطرفة، والتي لن تقبل بوجود إسرائيل.

ووفقاً للتقرير، فإن هذا التحالف قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة ويضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع تركيا، التي تسعى لتحقيق طموحاتها الإقليمية. 

وأشار التقرير إلى أن تركيا قد تستخدم الأراضي السورية كمنطلق لتحقيق هذه الطموحات، مما يجعل الحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية الإسرائيلية أمراً ملحاً.

توصيات اللجنة

أوصت اللجنة بتنفيذ عدة إجراءات لمواجهة هذا التهديد المحتمل، منها:

1. زيادة ميزانية الدفاع

اقترحت اللجنة زيادة ميزانية الدفاع بمقدار 15 مليار شيكل سنوياً (حوالي 4.1 مليارات دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة لضمان تجهيز الجيش الإسرائيلي للتعامل مع هذه التحديات.

2. تعزيز أنظمة الأسلحة

  - الحصول على طائرات مقاتلة إضافية من طراز إف-15.

  - زيادة عدد طائرات التزويد بالوقود والطائرات المسيرة.

  - تحسين قدرات إسرائيل في مجال الأقمار الصناعية لضمان قدرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى.

3. تعزيز أنظمة الدفاع الجوي

تطوير منظومات القبة الحديدية، ومقلاع داود، والسهم، بالإضافة إلى منظومة الدفاع بالليزر التي دخلت الخدمة حديثاً.

4. تحصين الحدود والبنية التحتية

  - بناء حاجز أمني محصن على طول وادي الأردن لتعزيز الدفاعات الحدودية، رغم التداعيات الدبلوماسية المحتملة مع الأردن.

  - نقل البنية التحتية الحيوية إلى مواقع محصنة تحت الأرض لحمايتها من الهجمات المحتملة.

5. تعزيز الصناعات الدفاعية

دعم الصناعات الدفاعية الإسرائيلية لضمان توفر المعدات والتكنولوجيا اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.

تصريحات المسؤولين

في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد بنيامين نتنياهو أهمية التحضير لمواجهة التحديات المستقبلية في ظل التغيرات الإقليمية.

وقال نتنياهو: "نحن في خضم تغيير جذري في الوضع الأساسي للشرق الأوسط. لقد عرفنا منذ سنوات أن إيران تشكل التهديد الأكبر لنا، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائها. لكننا نواجه الآن دخول قوى جديدة إلى الميدان، وعلينا أن نكون دائماً على استعداد لما قد يأتي".

وأشار نتنياهو إلى أن التحالفات الجديدة، مثل التحالف التركي-السوري، قد تخلق تهديدات غير مسبوقة تتطلب استراتيجيات دفاعية جديدة.

تداعيات التحالف التركي-السوري

حذر التقرير من أن القوة السورية الجديدة المدعومة من تركيا قد تكون أكثر عداءً لإسرائيل من التهديد الإيراني.

وأضاف أن هذه القوة قد تتحول إلى "مبعوث تركي"، مما قد يؤدي إلى صراع مباشر بين إسرائيل وتركيا.

وأكد التقرير أن هذا التهديد لا يتعلق فقط بالمواجهة التقليدية، بل يمتد ليشمل تهديدات استراتيجية قد تغير موازين القوى في المنطقة. لذلك، أوصت اللجنة بوضع خطة متعددة السنوات تتضمن استثمارات مكثفة في بناء القدرات العسكرية والدفاعية.

.. ماذا بعد؟

يعد تقرير لجنة "ناجل" بمثابة تحذير شديد اللهجة للاحتلال من المخاطر المتزايدة في الشرق الأوسط.

ومع تصاعد التوترات بين تركيا والاحتلال، يبرز هذا التقرير الحاجة إلى إعادة تقييم السياسات الدفاعية والاستعداد لمواجهة أي سيناريوهات غير متوقعة.

كذلك، يمكن قراءة هذه التحذيرات والتوصيات الإسرائيلية كجزء من حملة دائمة لتصوير أنقرة كتهديد إقليمي متنامٍ، في وقت تسعى فيه تركيا لتعزيز دورها كقوة فاعلة ومستقرة في الشرق الأوسط.

ترى تركيا أن طموحاتها الإقليمية، بما في ذلك تعزيز علاقاتها مع جيرانها، تأتي ضمن إطار القانون الدولي ورؤية شاملة للتعاون الإقليمي، وليس تهديداً لأي دولة.

تلك التوصيات الإسرائيلية قد تفسر كتصعيد دعائي يهدف إلى صرف الأنظار عن السياسات الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية أو التحولات الجيوسياسية الأوسع. 

التعليقات (0)