-
℃ 11 تركيا
-
31 مارس 2025
أحمد قنيطة يكتب: عن مظاهرات غزة.. والتماهي مع سردية العدو وأهدافه
أحمد قنيطة يكتب: عن مظاهرات غزة.. والتماهي مع سردية العدو وأهدافه
-
28 مارس 2025, 2:22:43 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على مدار حوالي 540 يوماً فشلت استراتيجية "الضغط العسكري" وخطة الجنرالات التي ينتهجها الاحتلال النازي بحق المدنيين من خلال ارتكاب المجازر والفظائع والمزيد من المجازر والجرائم، لدفع المقاومة للتنازل أو الاستسلام، ودفع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة للخضوع والركوع.
وبعد عجز نتنياهو عن تحقيق حلمه بما أسماه "النصر المطلق" على المقاومة، بل وتعيير خصومه السياسيين له بهذا الفشل الأمني الذريع، تصدّرت قيادة فتح وسلطتها المتخابرة أمنياً مع العدو لدعم واسناد نتنياهو ومجلس حربه لتحقيق هذا الهدف "كسر المقاومة"، من خلال دفع موظفيها وبعض مرتزقتها للخروج بمظاهرات تطالب بخروج المقاومة من غزة وتسليم سلاحها للعدو، وهتفوا بشعارات "حماس برا برا"!!
وإذا اتفقنا أن شباب المقاومة خرجوا من رحم هذا الشعب الصابر الثائر، ولم ينزلوا عليه من المريخ، وليسوا كائنات فضائية، بل هم من أبناء العائلات والعشائر الفلسطينية الأصيلة والعريقة، وأنهم إخواننا، وأبناء عمومتنا، وجيراننا، وأصدقاءنا، وزملاءنا؛ فهذا يعني أنه لا يمكن بحال من الأحوال تفهُّم وتقبُّل "رواية" أنّ من ينادي بهذا المطالب هو الشعب الفلسطيني الذي صبر وصمد واحتسب برغم الإبادة وخرجت نساؤه قبل رجاله وأطفاله من تحت ركام بيوتهم، يهتفون باسم المقاومة وقادتها وشبابها الغر الميامين منذ أول يوم في الحرب حتى يومنا هذا، ما يعني بالضرورة أن من يرفعون هذه الشعارات هم شرذمة من الخارجين عن الصف الوطني الفلسطيني.
خلاصة القول: كلنا نريد ونصرخ للمطالبة بوقف الحرب والابادة عن شعبنا ونحمي ما تبقى من أهلنا وأطفالنا وأحبابنا، لكن الطريق السليم لتحقيق هذه المطالب يحتاج لتكريس بعضاً من الثوابت والمفاهيم:
1- لا ولن يكون تحقيق هذه المطالب بالاستسلام وتسليم سلاحنا ورقابنا لعدونا كي يذبحنا كالخراف، وإنما يكون بالوقوف صفاً واحداً وعلى قلب رجلٍ واحد، وأن نقف بشرف ومسؤولية دينية ووطنية خلف شباب المقاومة وأبطالها.
2- إذا ظنّت قيادة فتح وكل من يتبنى سياساتها من عناصرها أنّ التماهي مع أهداف العدو بدفع المقاومة للاستسلام سيوقف الإبادة فهو أجهل من حمار أبيه، فتجارب فتح نفسها، تؤكد أن الاستسلام يفتح شهية العدو للمزيد من المجازر، ودونكم مجازر "صبرا وشاتيلا - لبنان"، "حمام الشط - تونس"، "اغتيال عرفات - رام الله" في الماضي، وواقع الضفة المحتلة في الحاضر حيث يواصل العدو الإبادة والتهجير لأهلها وتوسيع الاستيطان وابتلاع الأراضي، بالرغم من عدم وجود 7 أكتوبر وقيادة لحماس بالضفة.
3- الواجب في هذا الظرف العصيب أن يقف الجميع بمسؤولية لتعرية ونبذ مخططات الاحتلال القذرة والتي تبنتها أخيراً سلطة وقيادة فتح علناً وبكل وضوح، بعد انسجامها بشكل تام مع سردية الاحتلال التي تصف حماس والمقاومة بالارهاب، واتهام المقاومة بالمسؤولية عن جرائم الإبادة الجماعية.
4- ما يدفع العدو -حصرا- لوقف الإبادة هو الصمود والمقاومة، والمزيد من الصمود والمقاومة، برغم الأثمان الكبيرة والجسيمة التي دفعها ويدفعها شعبنا أسوةً بكل الشعوب التي نالت حريتها، فالصمود وحده هو ما سيدفع العدو للرجوع إلى طاولة المفاوضات، وليس الاستسلام وتسليم أسرى العدو بلا مقابل!
هكذا أخبرتنا تجارب الشعوب في فيتنام، والجزائر، وأفغانستان، وسوريا وغيرها.. وشعبنا ليس بدعاً من الشعوب، وقضيتنا ليست بدعاً من القضايا، فالاحتلال لا يمكن أن يرحل ويندحر إلا بالمقاومة والمقاومة فقط.
وإذا كان الحزبيون والرجعيون والمنبطحون لا يطيقون سماع صوت العقل من غيرهم، فهاكم الحقيقة والقاعدة الذهبية الوطنية من القائد الشهيد "صلاح خلف" يلقيها في وجوهكم التي اسودّت من خيانتكم وانبطاحكم، فهي سوداء مظلمة.
إذ يقول أبو إياد: "مين هالحمار اللي في الدنيا بوقف سلاحه وبرميه ويروح يفاوض، إلا الذي يريد أن يخدم أعداؤه؟
"أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا".








