- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
أحمد طالب الأشقر يكتب: من نحنُ .. من أنتم؟!
أحمد طالب الأشقر يكتب: من نحنُ .. من أنتم؟!
- 17 مارس 2023, 5:31:31 م
- 1379
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ببحث سريع على محرك البحث" Google "على الأنترنت، و تجنباً للدخول لرحلة غزيرة في بطون كتب التاريخ وأمهاتها؛ يمكن كتابة عبارة " من هم السوريين " لنجد أنّ محرّك البحث قام بإخراج العشرات بل مئات، ولا نبالغ إن قلنا آلآف العناوين من مقالات وبحوث ونصوص تتحدث عن السوريين وحضارتهم وتاريخهم، فهذا مايسمى بالبدهيات لدى كل ضحل ثقافة غير مطّلع على أبجديات التاريخ ونشأة الحضارات.
في البحث الأولي وعلى سبيل المثال وبتصرف " إنّ سوريا من أقدم وأوائل المناطق المأهولة بالسكان؛ حيث بيّنت الآثار والحفريات عن أول تواجد بشري فيها منذ مئة ألف سنة قبل الميلاد، فقد قامت على أرضها حضارات عدة عبر العصور، تاركة خلفها إرثًا كبيرًا شاهدًا على قيامها من فنون وعمارة وآثار بالإضافة إلى العلوم والأدب".
هذه سوريا قبل ميلاد السيد المسيح، حضارة قائمة وثقافة أول من سكن الأرض وعمّرها، فهي إما حضارة بذاتها أو جزء من حضارة غيرها، حضارات عديدة تعاقب علي هذه البقعة الجغرافيّة والتي كانت تسمى" سوريا الكبيرة" أو" سوريا الطبيعية"، فالحضارة السومرية والآكادية والآرامية والبابلية وحضارة الأنباط والكنعانيين والروم انتهاءً بسورية في الحاضرة الإسلامية ومعقل الدولة الأموية؛ والتي حُكمت نصف الأرض في عهدها وفُتحت البلدان شرقاً وغرباً ودخل العرب والعجم في الإسلام أفواجًا.
لا يمكن أن نغمض عيننا حين نقول فتوحات اسلامية، ولانذكر منطقة الأناضول، فشرقها كان محل لجزء من فتوحات الأمويين وكانت عين قادتها على القسطنطينية البيزنطية؛ لم يدخر الأمويين جهدًا في تحريرها لكن للأقدار كلمتها.
أما عن إجابة "من نحن السوريين" اليوم، نحن الذين خرجنا على أعتى ديكتاتورية ونظام أمني وقمعي بين الأنظمة الأشدّ فتكاً وإجراماً، نحنُ الذين خرجنا لنيل كرامتنا وحريتنا، نحنُ الذين لم نرضى الذّل في أرضنا لنرضاه في أرض غيرنا، لقد قدّر الله علينا الهجرة غير مخيّرين ومرغمين أمام جبروت ألية عسكرية هي الأعتى والأشد دموية في العالم، روسيا وحفائها.
نحنُ السوريون موجودون اليوم في شتى بقاع الأرض - بقدر الله - عَمرنا كل زاوية وصلنا لها؛ وأزهرنا وأثمرنا في الصناعة والتجارة والفنون والحرف، وحتى في نشر ثقافتنا، ثقافة العمل والاجتهاد والتفاني ورفض الاعتماد على الغير؛ أثبتنا لأنفسنا ولغيرنا ولكل مشكّك أننا قادرين على أن نكون في مناصب المسؤولية وفي صفوف العلماء وكبار الشخصيات المؤثرة في العالم.
رغم كل الذين أصابنا كسوريين من مأسي الحرب، إلى أننا مازلنا في طليعة الباحثين عن الحياة بعزة وكرامة لم نرضى الذل والهوان ولن نرضاه.
"من نحن" و "من أنتم"، يمكننا سؤال التاريخ والحاضر ليجيب على من ينقصه العلم وينقصه الفهم؛ نحن الإنسان الأصيل والكريم الذي بنى حضارته وثقافته ونشرها في الأرض، وترك شواهدها إلى الآن ماثلة أمام كل من أراد أن يتبصّر أو أراد أن يعتبر.