تكبير الخط تصغير الخط

أثار هروب جندي إسرائيلي، متهم بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، من البرازيل مخاوف جديدة من ملاحقة جنود إسرائيليين وعائلاتهم في الخارج.

وكتبت مجموعة أمهات الجنود الإسرائيليين، المعروفة باسم "مومز أب"، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي في أعقاب القضية في البرازيل، مطالبين بالمساعدة في الهروب من العدالة.

"نحن نعتبركم المسؤول الوحيد عن إزالة المخاطر القانونية التي تواجه أبنائنا"

فرار جندي من البرازيل

وذكرت التقارير، الأحد، أن الجندي، وهو جندي احتياطي كان يقضي عطلته في البرازيل، تمكن من مغادرة الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية، على الرغم من أمر قضائي.

واعترفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأحد، بأن السفارة الإسرائيلية في البرازيل هي التي نظمت "مغادرته السريعة والآمنة من البرازيل".

وفي الأسبوع الماضي، أمر قاض برازيلي الشرطة بالتحقيق مع الجندي، واتهمه "بالمشاركة في عمليات هدم واسعة النطاق لمنازل المدنيين في غزة خلال حملة تدمير ممنهجة".

ملاحقة جنود الاحتلال

وتعد هذه القضية هي الأحدث في سلسلة من الدعاوى القضائية التي رفعتها مؤسسة هند رجب، التي تسعى إلى تحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.

وتقدمت المجموعة بعدة شكاوى في دول مختلفة ضد القوات الإسرائيلية التي شاركت في الحرب الإبادة الجماعية على غزة، كما تقدمت بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد ألف جندي إسرائيلي.

وقد تسببت القضية البرازيلية أيضاً في إثارة ضجة سياسية في إسرائيل، حيث قال زعيم المعارضة يائير لابيد: "إن حقيقة أن جندي احتياطي إسرائيلي اضطر إلى الفرار من البرازيل في منتصف الليل لتجنب اعتقاله بسبب القتال في غزة تشكل فشلاً سياسياً هائلاً للإدارة الإسرائيلية الحالية التي أصبحت ببساطة غير قادرة على العمل".

ومن المقرر أن تناقش لجنة الشؤون الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، اليوم الاثنين، الشكاوى المقدمة ضد جنود إسرائيليين في أنحاء العالم.

شكاوى في 10 دول

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، أن منظمات مؤيدة للفلسطينيين تقدمت بـ50 شكوى أمام المحاكم في أنحاء العالم ضد جنود إسرائيليين متهمين بارتكاب جرائم حرب في غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية "كان" إنه "تم تقديم نحو 50 شكوى ضد جنود الاحتياط، تم التحقيق في 10 منها دون تسجيل أي اعتقالات حتى الآن".

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن جنوب أفريقيا، وسريلانكا، وبلجيكا، وفرنسا، والبرازيل كانت من بين الدول التي تم تقديم الشكاوى فيها.

وفي الشهر الماضي، حثت إسرائيل الجنود الإسرائيليين المتورطين في الحرب الإبادة الجماعية على غزة على الامتناع عن نشر صور الحرب خوفا من الملاحقة القضائية في الخارج.

"لا تنشروا صوركم في ساحات المعارك في غزة أو في أي مكان آخر. ولا تنشروا أي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي على الإطلاق"، هكذا كتب حساب على موقع X يزعم أنه تابع لجهاز التجسس الإسرائيلي الموساد.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أدت حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 45 ألف شهيد فلسطينيي، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 109 آلاف آخرين، منذ 7 أكتوبر 2023.

وفي نوفمبر، أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الشؤون العسكرية السابق يوآف غالانت "بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منذ 8 أكتوبر 2023 على الأقل حتى 20 مايو/أيار 2024 على الأقل، وهو اليوم الذي قدمت فيه الادعاء طلبات إصدار مذكرات اعتقال".

وتواجه إسرائيل أيضًا قضية إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية بسبب حربها القاتلة على القطاع المحاصر.