- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
يوسف الشواف يكتب عن انتصار عمال الاسمدة والحديد والصلب
يوسف الشواف يكتب عن انتصار عمال الاسمدة والحديد والصلب
- 5 أبريل 2021, 11:29:16 م
- 1096
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سفن الحديد والصلب ....
جاء في القرآن الكريم سورة كاملة سميت بسورة الحديد وجاء فيها قوله سبحانه :
( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس .. ) وهذه إشارة لأهمية الحديد ومنافعه التي لا تحصى ولا تعد . والحديد له دور بارز لا غناء عنه في حياة الإنسان منذ قديم الأزل . وهناك بعض الدول المتقدمة معيار ومقياس التنمية لديها هو ما تنتجه من رقائق الصلب. ولقد تنبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأهمية هذه الصناعة وأنه لا تنميه ولا نهضة في مصر إلا ببناء مجمع الحديد والصلب ليكون قاطرة الصناعات الثقيلة في مصر والشرق الأوسط. وصدر القرار بتملك مجمع الحديد والصلب لمناجم خام الحديد التي يقدر مخزونها اليوم ( من 6 إلى7 مليار دولار ) .وتم ربط هذه المناجم بخطوط السكك الحديدية لنقل الخام لهذه القلعة الصناعية العملاقة. واذدهرت هذه الصناعة في ظل قيادات علمية واعية تحمل من الخبرات ما يضعها في مصاف الخبرات العالمية . وقادوا سفينة الحديد والصلب باقتدار . ولكن خارقوا السفن حرصوا على إفشالها وتحويل مسارها . فأهملوا التطوير و بدأوا بتطبيق منهجهم وأسلوبهم المعتاد في تحويل الشركات الرابحة والعملاقة إلى شركات خاسرة عبر تغيير القبطان ومعاونيه صاحب الخبرات العلمية إلى قبطان ليس له دراية بالأمور الإدارية والفنية والمالية الخ ... حتى يتحقق المراد ثم يوجهوا آلاتهم الإعلامية لتسليط الضوء على الخسائر التي صنعوها بأيديهم نتيجة الجنوح المتعمد وتعطيل محركات السفينة . وهذا ما حدث بالسفن العملاقة لصناعة الحديد والصلب في مصرنا الحبيبة .
ثانيا : تنبهت الحكومة المصرية لحاجتها الشديدة لقضبان السكك الحديدية . فتقدمت بعض الشركات العالمية العملاقة بعروضها لتعويم سفن الحديد والصلب وإعادتها لمسارها وإبحارها من جديد . وتصنيع قضبان السكك الحديدية التي تحتاجها مصر من خلالها . فهل نستجيب أم نترك السفن العملاقة لصناعة الحديد والصلب جانحة ؟
وأخيرا ..... أقول لعمال الحديد والصلب اتحدوا ولا تتخلوا عن قلعتكم فلقد زرتها في عام 1989 وجلست مع رئيس نقابتها ورئيس القطاع الإداري لمناقشة بعض الموضوعات العمالية المشتركة . ورأيت بعيني أنها بحق قلعة وفخر صناعة الحديد والصلب في مصر والشرق الأوسط . ولا يهزكم تصريحات وزير قطاع الأعمال التي مازالت تتحدث عن التصفية . فلقد عهدناكم كالسفن العملاقة التي لا تؤثر فيها الرياح .
سفينة الأسمدة
أولا: الف مبروك لجميع عمال قلعة الأسمدة والصناعات الكيماوية بمصر والشرق الأوسط الدلتا للأسمدة بطلخا.
ثانيا: لابد للعاملين ان يتعلموا فقه ودستور السفينة. الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته وللمسلمين جميعا. حيث قال :( مثل القائم علي حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة. (أي عملوا قرعة من يسكن في الأسفل ومن يسكن أعلاها ) فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها. وكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن يستقوا من الماء مروا على من فوقهم. فقالوا : لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا لم نؤذ من فوقنا. فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجو جميعا.)
وأنا أقول لعمالنا في كل مكان : هناك من يحرص على خرق السفينة بعمد أو بجهل . وخارقوا السفن قد يعتقدون أنهم أحرار وأصحاب حق فيما يفعلون. وأنهم يرتقون بالمجتمع . (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.) ولقد سلمناكم سفن الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية بطلخا شامخة عالية . تحدثنا عنها في 6 مقالات في بداية الأزمة أقلها وبدايتها كانت (الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية بطلخا ليست مصنع). ورغم ذلك لم نوفيها حقها وقدرها. والحمد لله وبفضل الرجال المخلصين عادت السفن إليكم لعلكم تفلحون وتحرصون وتبذلوا كل جهودكم في إعادتها لسابق عهدها. وإنني على يقين أن فيكم الكثير أصحاب الضمائر الحية والقلوب النظيفة الذين لن يسمحوا بخرق أي سفينة من سفن الدلتا للأسمدة.
كما أقول لكم تخلصوا من الطائفية والعنصرية و الشللية تشكيل. وانتخاب التنظيمات النقابية والعمالية حتى تستطيعوا مواجهة التحديات بعلم ومعرفة وكفاءة وشجاعة وأنتم بإذن الله قادرون على ذلك ولن تسمحوا لأحد بخرق السفينة أو جنوحها بعد أن تم إعادتها لمسارها وبإذن الله قريبا سوف تعمل محركاتها ويعم إنتاجها أرجاء البلاد.
وأخيرا..... نتمني وندعو الله أن تزال الغشاوة عن أعين المثبطين وخارقوا السفن. فما زالت سفينة الحديد والصلب جانحة تحتاج إلى تعويمها وتعديل مسارها لتكتمل فرحة الجميع ولن يتم ذلك إلا بالتوحد لإنقاذ هذه القلعة الصناعية العملاقة وتذكروا قول رسولنا الكريم:( فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجو جميعا.)