-
℃ 11 تركيا
-
19 أبريل 2025
يوئيل غوزنسكي: تخوف من اتفاق نووي سعودي من دون تطبيع مع إسرائيل
من صحافة العدو...
يوئيل غوزنسكي: تخوف من اتفاق نووي سعودي من دون تطبيع مع إسرائيل
-
17 أبريل 2025, 8:14:17 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
البرنامج النووي السعودي
بينما تنشغل إسرائيل بشؤونها الداخلية، طرأ تطوُّر مهم في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، إذ أشارت الدولتان، هذا الأسبوع، إلى تعزيز علاقاتهما في مجال حيوي ذي أهمية أيضاً لأمن إسرائيل، وهو المجال النووي. المملكة العربية السعودية لا تخفي رغبتها في تطوير برنامج نووي، ونظرت بعين الحسد إلى جارتَيها، إيران والإمارات العربية المتحدة، التي قامت كلٌّ منهما، على طريقتها الخاصة، بتطوير برنامج نووي. الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، كان مستعداً لمساعدة السعوديين على تطوير برنامج نووي مدني، كجزء من مبادرة أوسع تشمل اتفاق تطبيع سعودياً - إسرائيلياً، يهدف أيضاً إلى تسهيل مهمة الإدارة في "تسويق" اتفاق نووي إشكالي مع دولة إشكالية داخل أروقة الكونغرس.
ثم اندلعت حرب لا تبدو لها نهاية في الأفق. كردّة فعل، شددت السعودية شروطها، على الأقل علناً، في مقابل التطبيع، بينما ترفض الحكومة الإسرائيلية إبداء أيّ مرونة إزاء المسألة الفلسطينية. الطريق المسدود الذي فرضته الحرب يصعّب التقدّم نحو صفقة تشمل تحسين العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ونتيجةً لذلك، تجد واشنطن والرياض أنهما مضطرتَان إلى الدفع قدماً، بشكل ثنائي، في اتجاه اتفاقات وتفاهمات كان من المفترض أن تكون جزءاً من صفقة التطبيع.
هذا الأسبوع، زار وزير الطاقة الأميركي المملكة العربية السعودية، وأعلن في مقابلات مع وسائل الإعلام السعودية أن الدولتين ستوقّعان قريباً مذكرة تفاهُم شاملة تغطي كافة مجالات الطاقة، تليها اتفاقية للتعاون النووي بين البلدين.
يجب أن تكون تصريحات وزير الطاقة الأميركي بمثابة جرس إنذار للمستوى السياسي في إسرائيل. للولايات المتحدة مصالح واسعة، تتجاوز كثيراً الحرب على "حماس"، بل حتى علاقتها بإسرائيل. قبل عام، حذّر "معهد دراسات الأمن القومي" من احتمال تعزُّز العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، مع تقليص دور التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وورد في التقرير أن إسرائيل قد تخرج خالية الوفاض من الجهتين: لا تنال التطبيع، وفي الوقت ذاته، تدفع الثمن وتتحمّل المخاطر الكامنة في برنامج نووي سعودي.
للسعوديين مصلحة في الدفع بمسار يتجاوز التطبيع، فبهذه الطريقة، يستفيدون من حزمة كاملة من المكاسب من الولايات المتحدة: أسلحة متطورة، وتكنولوجيا، وذكاء اصطناعي، واتفاق أمني، وحسبما ذُكر، اتفاق للتعاون النووي، وكلّ ذلك، من دون أن يدفعوا ثمناً حيال الرأي العام العربي نتيجة توثيق العلاقات بإسرائيل. من جهتهم، هذا هو الأفضل من جميع النواحي، بينما من جهتنا، هو الأسوأ من جميع النواحي.
الجانب الإيجابي، يبدو أن الأميركيين نجحوا في التوصّل إلى تسوية مع السعوديين بشأن قضية تخصيب اليورانيوم على أراضيهم، وهي مسألة أصرّت عليها السعودية، وسيتم توقيع "اتفاق 123"، وفقاً لتصريحات وزير الطاقة الأميركي، وهو اتفاق من شأنه أن يصعّب على السعوديين تطوير برنامج نووي عسكري في المستقبل.
لم يفت الأوان بشأن التوصل إلى الصفقة الكبرى. ومع ذلك، كلما مرّ الوقت، يفقد الأميركيون أوراق ضغط كان من المفترض تقديمها للسعوديين في مقابل التطبيع مع إسرائيل. من المرتقب أن يزور ترامب المملكة الشهر المقبل، ويعلن توقيع اتفاقيات أمنية إضافية مع السعوديين، لكنه لن يتمكن من إعلان التقدم في مسألة التطبيع، لأن ذلك مشروط بانتهاء الحرب في غزة. لإسرائيل مصلحة عليا في دفع مسار التطبيع مع المملكة العربية السعودية، غير أن عامل الزمن لا يعمل لمصلحتنا في هذا الملف، وقد يحدث، من دون أن ننتبه، أن تفلت فرصة تحقيقه من بين أيدينا.
بقلم: يوئيل غوزنسكي مستشار مكتب رئيس وزراء سابق
المصدر: يديعوت أحرونوت










