تكبير الخط تصغير الخط

اغتيل القائد إسماعيل هنية بغارة جوية إسرائيلية على مقر إقامته في شمال طهران بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان.

إن عملية استهدافه في المكان والزمان المعينين لها مغزى ومدلول ومعنى في علم السياسة. وهنا يجب على القاده في إيران دراسة وتحليل وتفسير وتأويل هذه العملية من  أوجهها المختلفة، عسكريا وسياسيا ومخابراتية وما يعزز  كلامي هذا ما ذكرت وسائل  إعلام إيرانية، حيث قالت الوسائل الإعلامية الإيرانية إن عملية اغتيال إسماعيل هنية تم عبر صاروخ أطلق من بلد إلى بلد، أي أن الصاروخ أطلق من خارج الجمهورية الإسلامية ومن هنا يتبادر إلى الأذهان السياسية أسئلة عن موقف الاطلاعات الإيرانية، إن كانت على علم ولم تتمكن من إفشال العملية فهي مصيبة وإن لم تكن على علم فالمصيبة أكبر.

الشهيد إسماعيل هنية قائد فذ ورمز للنضال ودرب إلى الحرية.

إن قيام إسرائيل باستهداف شخصية سياسية مثل القائد هنية هو محاولة بائسة لرفع معنويات جيشه المنهار والذي يعاني من إخفاقات عسكرية كبيرة وعجز مهين كما يحاول إسرائيل تقوية جبهته الداخلية الهشة.

إن حركة حماس سوف تعاني على المدى القريب من الناحية المعنوية من فقدان شخصية فذة وطنية، مؤمن بعقيدته ونضاله من أجل أرضه، ولكن على المدى البعيد سوف يرفع من شأن ومكانة حركة حماس بين الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

من جانب آخر، فإن صفحات تاريخ الحركة السياسية الفلسطينية سوف تدون هذه الأحداث بصورتها الحقيقية من حيث أن قادة هذه الحركة في المقدمة قد ضحوا بالغالي  والنفيس من أجل القضية الفلسطينية وأن القائد هنية قدم ثلاثة من أبنائه وأحفاده شهداء من أجل الأرض.

إن استشهاد هنية سيكون بمثابة القوة المعنوية للمقاومة الفلسطينية وقد يحرض العديد من شباب الفلسطينيين إلى الانخراط في صفوف المقاومة. إن القائد هنية أصبح رمزا فلسطينيا وإسلاميا.

وقد تشعر المقاومة مضطرة إلى مواجهة الجرائم الإسرائيلية من خلال تطوير أسلحة فتاكة وذلك لموازنة الرعب مع الإبادة الجماعية الإسرائيلية. وعلى المقاومة أن تطلق على هذه الأسلحة اسم هنية وذلك لتذكير الناس بالتجاوزات والجرائم الإسرائيلية. إن عمليات الاغتيالات التي تنفذها اسرائيل  تعتبر نصرا افي الاستراتيجية الإسرائيلية. إن اغتيال إسماعيل هنية يؤكد بأن إسرائيل غير جادة في البحث عن حلول سياسية.

أما إذا ما نظرنا إلى هذه العملية الجبانة من حيث الأمن القومي الإيراني، فإن هذه العملية تشكل إحراجا كبيرا لمختلف الموسسات الإيرانية والتي تشمل الخارجية الإيرانية والمؤسسات العسكرية الإيرانية والدوائر الأمنية والاستخباراتية، وقد تكون خرقا كبيرا في صفوف القوات الأمنية الإيرانية وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية إعادة النظر في جبهتها الداخلية وإعادة النظر في أنظمة الدفاع الجوي الإيراني. مثلما قلت في المقدمة أن استهداف هنية في الزمان والمكان المعينين لها مغزى ومدلول ومعنى وعلى القادة الإيرانين دراسة ذلك.