- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
يسري عبدالغني يكتب : حكاية هدم فندق تاريخي
يسري عبدالغني يكتب : حكاية هدم فندق تاريخي
- 7 يونيو 2021, 1:18:32 م
- 960
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حكاية فندق جراند كونتيننتال الذي تم هدمه بالعتبة..
استقبل زعماء العالم في كل العصور...
أنشئ فندق جراند كونتيننتال القاهرة عام 1908، كان يطلق عليه اسم "الكونتننتال الملكي"،
ويقع أمام الأوبرا الخديوية القديمة بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، ومثّل مقرا رئيسيا لضيوف مصر نظرًا لموقعه المتميز.
شيد الفندق، المعماري الإيطالي "جاستوني روسي" الذي شيد عددا من المباني المهمة في القاهرة،
وتم بناؤه لاستضافة المدعوين لحضور حفل افتتاح قناة السويس وهو مشيد على الطراز المعماري الفرنسي الإيطالي في أواخر القرن التاسع عشر على شكل حرف «E».
كان الفندق يضم "كازينو" كبيرا يطل على ميدان الأوبرا وحل عليه عدد من ملوك وملكات أوروبا،
خلال الاحتفالات بافتتاح قناة السويس، وكان أيضا ملتقى رجال الأحزاب المصرية في العهد الملكي.
كان من الأماكن المفضلة لكبار زائري مصرويقال أن لعنة الملك توت عنخ آمون أصابت هذا الفندق، لأن اللورد الإنجليزى "كارنارفون"،
الذى كان يمول عمليات البحث عن قبر توت عنخ أمون، التي قام بها الأثري هيوارد كارتر، كان يقيم بالفندق فلدغته بعوضة على خده، وتوفى في غرفته.
واعتبر ميدان الأوبرا وقتها كواحد من أجمـل ٤ ميادين في العالم، غير أن لعنة أصابت الميدان عام ١٩٢٢ حولته منذ ذلك التاريخ إلى «خرابة» يعلو فيها صوت الباعة الجائلين وضجيج الورش والسيارات.
كان الميدان الذي يقع به الفندق عبارة عن بركة كبيرة اسمها بركة الأزبكية نزلت بالقرب منها جيوش الدولة العثمانية عندما دخلت مصر سنة 1517،
وأزالت حكم المماليك، وأسس الميدان في عهد الخديو إسماعيل، عندما شيد أول أوبرا في الشرق الأوسط عام 1869.
عام 1990 تم تحويله كمقر لشركة الفنادق المصرية "إيجوث" وفى عهد أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، تم الاتفاق على بيع الفندق،
البالغة مساحته 10 آلاف و733 مترا، وإخلاء أصحاب المحال الموجودة به، وبيعه شاملا لمستثمر سياحي، بعد أن رأت الدولة أنه أصبح يمثل خطورة داهمة ويتوجب إزالته.
يعد الفندق أثرا لا يقدر بمال ويعتبر قطعة نفيسة من تاريخ مصر الخديوية أقيمت به اجتماعات ومؤتمرات وطنية لسعد زغلول
وحزب الوفد إبان المفاوضات المطالبة بالجلاء وخروج قوات بريطانيا العظمى من مصر، كما أقامت بأجنحته شخصيات تاريخية منحت حجراته قيمة تتمناها كل فنادق .
وقع خلاف بين محافظة القاهرة وشركة إيجوث المالكة لفندق وتدخلت وزارة الاستثمار لإنهاء الجدل والصراع القانوني بعد أ
ن رفضت المحافظة الامتثال لرؤية الشركة في هدم المبنى وبيع الأرض مؤكدة أن العقار يحتاج إلى ترميم من الداخل
وإزالة غرف بالسطح بناء على القرار التنظيمى رقم ٣٧ لسنة ١٩٨٥ الذي يقضي بضرورة هدم غرف السطح والدور أسفلها وتنكيس باقي العقار.
انتهى الأمر بإصدار محافظة القاهرة ، رخصة الهدم النهائية الخاصة بفندق "الكونتيننتال"، التابع لحى عابدين، وتعويض أصحاب المحلات التى تقع أسفله.