تكبير الخط تصغير الخط

كشفت تصريحات جديدة للصحفي العسكري يوسي يهوشوع من صحيفة يديعوت أحرونوت، عن حجم المفاجآت التي لا تزال تواجه جيش الاحتلال في قطاع غزة، وعلى رأسها ما يتعلق بشبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس، والتي وصفها بأنها أوسع بكثير مما كان متوقعًا.

أنفاق غير مرصودة تربط خان يونس برفح

وبحسب المعلومات الاستخباراتية المتوفرة حتى الآن، يؤكد يهوشوع أن جيش الاحتلال اكتشف خلال الأسابيع الأخيرة أنفاقًا استراتيجية تمتد بين خان يونس ورفح، لم تكن مرصودة في السابق. هذه الأنفاق كانت تُستخدم، حسب التقديرات، من قِبل كبار مسؤولي حماس للتنقل الآمن خلال فترات القتال، مما يُظهر أن قدرة الحركة على المناورة والتنقل لا تزال فعالة رغم الضربات المتواصلة التي تلقتها.

فجوات استخباراتية حرجة

واعتبر يهوشوع أن الجيش وصل إلى نطاق هائل من الأنفاق لم يكن يعلم عنه شيئًا، وهو ما يشير إلى وجود فجوات استخباراتية خطيرة. وقال: "حتى الآن، لا نعلم مدى عمق هذه الشبكة تحت الأرض، وكل يوم يُكشف جزء جديد منها لم يكن ضمن الحسابات العسكرية"، مشيرًا إلى أن الكشف عن هذه الأنفاق يعيد ترتيب أولويات الجيش ويضع تحديات جديدة أمام أي عمليات مستقبلية في غزة.

المعركة تحت الأرض لم تنتهِ

رغم الحملة العسكرية المستمرة منذ أشهر، يؤكد يهوشوع أن المعركة تحت الأرض لا تزال في بدايتها، وهناك الكثير من العمل أمام القوات الهندسية والاستخباراتية لتحديد طبيعة هذه الأنفاق ومواقعها، وكيفية التعامل معها بفعالية. ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعيد التأكيد على أن البنية التحتية العسكرية لحماس لا تزال تمتلك أدوات للمفاجأة والمراوغة، وهو ما قد يُطيل أمد الصراع ويُعقّد جهود إسرائيل في تحقيق أهدافها.

معركة الأنفاق.. مستمرة

في ظل هذا الواقع، تتضح صورة معركة طويلة الأمد في قطاع غزة، لا تُخاض فقط في الأحياء والشوارع، بل أيضًا في عالم معقد من الأنفاق تحت الأرض. ويبدو أن ما تم اكتشافه حتى الآن لا يُمثل سوى قمة جبل الجليد، وسط مخاوف من وجود شبكات أكثر تعقيدًا وعمقًا لم تُكتشف بعد.