- ℃ 11 تركيا
- 27 ديسمبر 2024
"يديعوت أحرونوت": هناك شكوك أن تؤثر هجمات إسرائيل والغرب في موقف اليمن
"يديعوت أحرونوت": هناك شكوك أن تؤثر هجمات إسرائيل والغرب في موقف اليمن
- 26 ديسمبر 2024, 2:58:09 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سمدار بيري - يديعوت أحرونوت
بعد المناوشات القوية مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان بقينا “فقط” مع منظمة إرهاب عنيدة وغير مستسلمة، حاليا. الحوثيون في اليمن، الذين يعبرون عن التضامن مع حماس ويواصلون التشكيك بنصرالله، غير مستعدين للتنازل.
الولايات المتحدة ودول التحالف الخاص الذي أقيم ضد الحوثيين يواصل القصف في اليمن، لكن يبدو أن هذه الاعمال لا تحيد الحوثيين عن رأيهم او تحبط خططهم. هكذا أيضا حقيقة أن إسرائيل ضربت الحوثيين في اليمن ثلاث مرات على الأقل. واقسم وزير الدفاع إسرائيل كاتس بالوصول حتى الى الزعيم عبدالملك الحوثي.
من المهم أن نفهم: رغم أن الحوثيين يعملون سفن تجارية في مضائق باب المندب ويطلقون الصواريخ والمُسيرات نحو إسرائيل من منطقة الميناء، فانهم لا يوجدون في مناطق الهجوم. حتى حجم قواتهم غير معروف – بين 150 و 250 الف بالإجمال، من اصل عدد من السكان اليمنيين يبلغ 34.5 مليون. كلهم – الحوثيون، الشيعة واليمنيون السُنة معروفون ككارهي إسرائيل.
يختص الحوثيون بالعمل من بعيد بواسطة صواريخ من انتاج إيراني، ومُسيرات حديثة. ومشوق أن نعرف ان ضباطا كبار في سلاح الجو في إسرائيل تلقوا توصيات بان “يتورطوا مع الحوثيين اقل ما يمكن”، وترك الأمريكيين والتحالف يقومون بالعمل. لماذا؟ الحوثيون يتبينون اكثر فأكثر كمنظمة إرهاب مختلفة وغير عادية. الصواريخ تأتي الان من جهتهم فقط. لا حماس ولا حزب الله، وسوريا الجديدة لم تكشف بعد عن وجهها الحقيقي.
تبدو هجمات الحوثيين على إسرائيل حاليا كهجمات مخطط لها لان تصل في أوقات متقاربة اكثر. فمن بداية يناير/كانون الثاني فقط اطلق الحوثيون صواريخ او مُسيرات ثماني مرات على الأقل. وسارعت إسرائيل لان ترد بهجوم على اهداف دقيقة في العاصمة صنعاء، والولايات المتحدة هاجمت بالتوازي. لكن ما الذي حصل في الجانب الاخر؟ الحوثيون اقسموا بالذات على أن يواصلوا الهجوم الى أن توقف إسرائيل الحرب في غزة.
اليمن هو الدولة الافقر بين دول الشرق الأوسط. صور سكان الجوعى، الأطفال الذين ينازعون الموت بامراض معدية وعلى رأسها شلل الأطفال و الطاعون تقشعر لها الابدان. وتصل المساعدات عبر البحر في أوقات متباعدة. وفي المستشفيات أيضا نفدت مخزونات الادوية والمواطنون اليمنيون يضطرون للاستعانة بخدمات متطوعين في العيادات.
حتى الآن لم تنجح الهجمات الإسرائيلية على اهداف وقواعد الجيش في مناطق الحوثيين في اليمن في أن تكبد قيادة الحوثيين خسائر حقيقية. فالقائد، عبدالمالك والناطق الحوثي يحيى السريع، في خطاباتهما الغريبة والمشفقة يواصلون التهديد بأكثر الكلمات وضوحا على الولايات المتحدة، على بريطانيا واساسا على إسرائيل.
الى أن يتحقق وقف نار كامل في غزة سيواصل الإيرانيون تزويد قيادة الحوثيين ليس فقط بالسلاح وبالعتاد العسكري بل واساسا بتعليمات الا يتوقفوا وان يواصلوا مهاجمة إسرائيل.
يجدر بنا أن نذكر عنصرا إضافيا: الحوثيون ابعد بكثير عن إسرائيل مقارنة بحماس في غزة او حزب الله في لبنان نحو 1500 كيلو متر. اليمن، بخلاف لبنان أو غزة، تقع في مساحة هائلة ولم يسبق لنا أن كانت تجربة في مناطق الخليج في مواجهة طويلة مع زمن طيران طويل ومع منطقة جديدة وغير معروفة.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقسم الأسبوع الماضي بان يدفع الحوثيون ثمنا باهظا على هجماتهم، وزير الدفاع كاتس، سار شوطا أبعد في تهديداته. غير أن عبدالملك، القائد الحوثي الكبير، لم يبدو مفزوعا.
الان ننتظر – عندنا أيضا، وفي إيران وفي صنعاء – دخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض. يمكن الافتراض بان المسؤولين الأمريكيين الجدد ينكبون منذ الان على خرائط الخليج، يخططون هجوما قاسيا على الحوثيين، مع تلميح كبير لإيران ودعم صريح لإسرائيل.
الحوثيون، كما نفهم من بين السطور في تصريحاتهم مستعدون، مجندون وغير مردوعين. اليزابيت كيندل، الخبيرة الامريكية في شؤون اليمن، وصفت الوضع بالكلمات الأكثر بساطة: “يبدو متعذرا التأثير على الحوثيين دون ضغط عسكري مكثف، لكن بالقدر ذاته من الصعب أن نرى كيف سينجح ضغط مكثف على الحوثيين على الاطلاق”.