وائل الجندي يكتب غزة .. أيتها الساحرة

profile
  • clock 27 مايو 2021, 1:56:27 ص
  • eye 760
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مقدمة

تفر الدمعة من عيني كلما عدت بالذاكرة إلى الثامن من أكتوبر 2017 حين رفع الغزاويون علم مصر بكل مكان ، حين حملوا صور " موصلاح "ورفاقه وأخذوا يغنون حتى الصباح.. إحتفالا بصعود مصر إلى كأس العالم في " روسيا"، وبغض النظر عما إذا كان "صلاح" قد رد إليهم الجميل أم لا.. دعونا نبحر في التاريخ لنتعرف على سر هذه العاطفة الجياشة من أهل غزة تجاه 

المصريين ؟


 يرى بعض الباحثين أن" الفلستيين " كانوا أحد شعوب البحر قوية الشكيمة التي هاجمت مدن البحر المتوسط  أواخر القرن الثاني عشر ق.م. ولأكثر من قرن كامل .. حتى سحقهم " رمسيس الثالث " وقسمهم إلى فريقين أكبرهما نزح إلى فلسطين التاريخية حيث سكنوا منطقة كنعانية وعبدوا آلهة الكنعانيين وامتزجت لغتهم مع إحدى لغات أهل كنعان ، والقسم الثاني رحل إلى إقليم " درنة " الليبية ، وتروي صفحات التاريخ .. أنه في القرن السادس قبل الميلاد أورد " هيرودوت " إسم فلسطين لأول مرة -تأسيسا على اسم قبائل الفلستيين -على جنوب غربي الشام ، وورد الاسم نفسه في كتابات الإمبراطورية الرومانية – القرن الثاني ق.م.-)

تأسست " غزة " فعليا بين عامي 1500-1400 ق.م. ، ومثلت ارتكازا  لرحلات " تحتمس الثالث " لتأمين فلسطين كلها ،وكانت "غزة" مقرا  لإقامة مبعوث مصر المكلف بمتابعة منطقة " كنعان "، ومع تهاوي سطوة السلوقيين في القرن الثاني ق.م. حصلت غزة على وضعية دولة حليفة لمصر – لاحظ الصفة - ،  عاشت غزة وأسست كل جدار هدمه ألكسندر جانايوس –اليهودي الحشموني- لتصبح واحدة من المدن الرئيسية على طريق الشام – مصر ، عرفت غزة سيطرة الحكام المنتمين إلى عدد من العائلات المعروفة ، وعرفت بنظام التوريث ... وكان أول حكامها " كارا شاهين مصطفى باشا "  وخلفه إبنه "رضوان باشا " وكان من أبرز مهامه  - كحاكم لغزة - تأمين طريق الشام ومتابعة تحركات الأعراب بدقة ، ثم تولى " أحمد بن رضوان " والذي تولى حكم غزة لحوالي 30 عاما، ثم خلفه ابنه " حسن "  الملقب بالبدوي، ولما كان حكمها قد تعورف على انه وراثي .. أتى "حسين"بن حسن البدوي ليحكم غزة بعد ما حكم " نابلس والقدس "  ثم تولى " إبراهيم " الحكم ليلقى مصرعه في حملة ضد الدروز ، فعاد " حسين "إلى كرسي حكمها ثم انقلب عليه الباب العالي فتم اتهامه بمحاباة المسيحيين واليهود ، وجرى سجنه ثم قتله ، وذهب الحكم إلى "موسى" شقيق حسين ، والذي عادى المسيحيين ليثبت ولاءه ، نظمت غزة ثورة ضد الأتراك عام 1763 وأرسل علي بك الكبير تعزيزات لإخمادها ، وتأثرت غزة كثيرا بمصر من اوائل القرن ال19 ، وفي ظل تميزها بمحصول القطن أمر "محمد علي " بترك الحرية لأهلها1833 ببيع المحصول لمن يشاءوا ، مازالت كلمة " المصاري " شائعة هناك ، ومازال التأثير الثقافي المصري حاضرا ، ولما جرت النكبة -1948-  سيطرت مصر على القطاع ، حتى 1967 حين جرى احتلال أراضي يونيه 67 ، لم تستسلم غزة وظلت تنزف شهيدا تلو شهيد وهي راضية صابرة محتسبة .. حتى صارت في مقدمة الصفوف المقاومة ، غزة تحمل علم فلسطين .. وتحمل روح الثورة ،وصورة العروبة – حتى في المنافسات الرياضية والمباريات الكروية -..في القلب .. سواء رد " صلاح "  الجميل أو لم يرده !)

أين جحا المصري؟؟


موضوعات قد تهمك:

بايدن يأمر الاستخبارات بالتحقيق خلال 90 يوما حول منشأ "كورونا"

هآرتس : هل يمكن أن يكون السنوار من بني البشر؟

عجائب عبدالقدوس : اربع نساء زي الفل


التعليقات (0)