- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
وداعا سعد عبود ...وأخيرا ترجل الفارس بعد قتل جواده
وداعا سعد عبود ...وأخيرا ترجل الفارس بعد قتل جواده
- 23 مارس 2021, 1:12:13 م
- 930
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كان أول من تنبأ بوجود ثورة مضادة تمارس في عموم مصر كلها ضد ثورة يناير، ويومها قال داخل البرلمان قولته الشهيرة "الثورات لا تعرف الطبطبة"، وسمي جهازا بالفعل يقود تلك الثورة، وربما كان يقصد جهازا آخر حصل علي كل وثائق هذا الجهاز وعمل مستترا بإسمه، وهو ما اكتشفه بعد عام 2013 مما جعله مرفوضا ممنوعا من النجاح وإن ترشح كما قيل من بعض القريبين منه، فآثر الابتعاد عن الأضواء دون أن ينسي عشقه الأول مصر، التي غادرها ليس من جراء الفيروس اللعين الذي لم ينتصر عليه إلا لأن حزنه عليها أضعف من مناعته وأضعفه بعد أن آثر الرحيل مناضلا علي الحياة خانعا.
هذا هو النائب الراحل سعد عبد الواحد عبود أو كما عرفته سعد عبود ذلك الصعيدي الذي طالما قاوم وجاهر بصوته معارضا لنظام مبارك، ونطق دوما بما آمن به واعتقد أن فيه صالح الأمة المصرية.
فيما لم يهتم بما كان يتهمه به البعض بأنه غير مسيس لا يعرف المهادنة، بل استمر حتي رحل يقاوم حتي بالحزن علي ما آلت إليه مصر في عهود ما بعد الثورة العظيمة في يناير 2011.. وكان أول من طالب مبارك بتقديم إقرار ذمته المالية وأيضا أسس مع عدد من الشرفاء الحركة الشعبية لدعم وتطوير القطاع العام، بغرض الدفاع عن هذا القطاع وتطويره، ولما عمل النظام علي إفشالها ابتعد حزينا حتي توفي إلي رحمة مولاه .
غادرنا سعد عبود المحامي النائب المعارض البارز في عهد ما قبل الثورة بينما أسقط بعدها بعد أن ترشح مستقلا في عام 2015 لصالح من مالأ النظام الحالي، وهو الذي أن كان نائبًا عن دائرة مركز ببا في محافظة بني سويف لدورتين في مجلس الشعب عامي 2005 و 2012
لم ترهبه سطوة العادلي وقت وزارته للداخلية عندما تحدث عن الصناديق الخاصة للداخلية، ولا محاولات عقابة ومنعه من حضور جلسات البرلمان في عام 2008، بل أنه استمر في مجابهته للسلطة بعد ثورة يناير فدخل فى مواجهة مع جماعة الإخوان خلال فترة توليهم السلطة، وعارض الإعلان الدستورى المكمل، الذى وضعه الرئيس المعزول، محمد مرسى.
دوما ما كان يقول "إن معركتنا الانتخابية ليست ضد المنافسين، ولكنها فى مواجهة الفقر والظلم والقهر والفساد"، مضيفا "نسعى إلى تحقيق آمال وطموحات جميع المصريين فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وفرض قيم العدل والحرية والمساواة"، وهو ما تجلي في مواقفه تحت قبة مجلس الشعب لدورتين تقدم فيهما بعدد كبير من الاستجوبات وطلبات الإحاطة، ومنها فساد صفقات القمح ومشاركة رشيد محمد رشيد وكان وزيرًا في الحكومة وقت أزمة استيراد القمح، وكما وصفه العديد ممن زاملوه تحت قبة البرلمان :"
إنحاز الراحل الوطنى سعد عبود إلى الشعب بعماله وفلاحيه وطبقته المتوسطة ، كما إنحاز إلى قضيتنا المركزية تحرير فلسطين من البحر الى النهر كما نحلم ، و كان رحمه الله وطنيا وقوميا يعيش قضايا الأمة العربية كلها ، وكان غفر الله له
لا يخشى فى الحق لومة لائم و كان يتحدث فى القضايا التى يتجنب الكثيرين الحديث فيها لحاسسيتها كانت بوصلته دائما مصلحة الشعب والوطن والأمة
ولم ينس هؤلاء للراحل الكبير أنه تقدم باستجواب اتهم فيه وزير الداخلية حبيب العادلي بالفساد والتربح، أثناء إشراف وزارته على رحلة الحج الرسمية مما تسبب في منعه من حضور جلسات البرلمان لمدة عام كامل.
كان آخر ظهور للنائب سعد عبود في انتخابات نقابة المحامين الفرعية بمحافظة بنى سويف التي أدلى فيها بصوته في مقر نادى المحامين بكورنيش النيل ببنى سويف التي عقدت منذ اشهر قليلة .