- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
وجدي عبدالعزيز يكتب : هشام فؤاد الفارس سجين الأمل
وجدي عبدالعزيز يكتب : هشام فؤاد الفارس سجين الأمل
- 31 مارس 2021, 3:28:45 ص
- 1388
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عرفته في السنة الدراسية الأولى بكلية الإعلام في جامعة القاهرة عام 1986 وتوثقت علاقتنا فأصبح أخي الذي لم تلده أمي، ورفيقي في البحث عن حياة أفضل ونظام سياسي يضمن الحقوق الأساسية للناس بما لايجعلهم عرضة للإستغلال والقمع، في رحلتنا تعرفنا على اصدقاء ناصريون من جمعية الدراسات العربية بكلية الحقوق منهم مصطفى ياسين والمرحوم حافظ أبو سعدة ومن كلية التجارة أحمد مطر وغيرهم تأثرنا بالمرحلة الناصرية ودرسنا فلسفة الثورة والمثياق وبيان 30 مارس، وفي العام التالي تعرفنا على رفاق في نادي الفكر الاشتراكي مثل المرحوم هشام مبارك وكرم صابر وحجاج نايل وغيرهم، اتفقنا على تبني الفكر الاشتراكي فهو أعم وأشمل وجذريا أكثر من الأطروحات الناصرية، ومن ساعتها كرس هشام فؤاد حياته للدفاع عن ما آمن به وأسسنا معا جمعية الوطن بالكلية لتقديم افكارنا لزملائنا ودعوتهم للعمل من أجل تحقيق حياة أفضل وأكثر إنسانية في الجامعة وخارج أسوارها.
كان المناخ السياسي مقيدا ومعتما وصعبا بسبب التدخلات الأمنية في الأنشطة الطلابية فضلا عن قيود اللائحة الطلابية القمعية الصادرة في عام 1979 التي اتاحت سيطرة جهاز أمن الدولة على الجامعة، بالإضافة لإطلاق يد طلاب "التيار الإسلامي" للعمل بكل حرية وتعاون مع الأمن، فيما كان يطارد الناصريون والاشتراكيون.
ولد هشام في عائلة مناضلة ذات تاريخ كبير بين صفوف المناضلين الإشتراكيين، فوالده الأستاذ فؤاد عبد الحليم تعرض للسجن والاعتقال لمدة تصل 14 عاما في الحقبة الناصرية لدفاعه عن العمال والفلاحين الفقراء، وعمه كمال عبد الحليم شاعر ومناضل من طراز فريد وكتب قصيدة أثناء العدوان الثلاثي في عام 1956كانت تدرس في المرحلة الإبتدائية أتذكر منها " دع سمائي فسمائي محرقة ودع قناتي فقناتي مغرقة".
تأثر هشام بتراث عائلته النضالي ومنذ عرفته وحتى القبض عليه في فجر 23 يونيو 2019، لم يترك هشام مجالا للنضال إلا وكان من أوائل المشاركين فيه منذ الحركة الطلابية في الجامعة تضامنا مع القضية والإنتفاضات الفلسطينية والإحتفال السنوي بيوم الأرض في 31 مارس من كل عام، إلى المشاركة في العمل النقابي بعد تخرجه في نقابة الصحفيين ومعارضته للقيود المفروضة على النقابة وخاصة شباب الصحفيين الذين يتعرضون للفصل من العمل أو الحرمان من حقهم في الإنضمام للنقابة، فأصدر نشرة "صحفيو الغد" للتعبير عنهم والدفاع عن رؤية جديدة للعمل النقابي تضمن استقلال النقابة عن السلطة السياسية، وتضامن مع كل معتقلي الرأي في كل القضايا الملفقة ولم يكن يعلم أنه سيكون ضحية مثلهم يواجه تهما ملفقة ومثيرة للسخرية، فقد اتهم مع زملاء مثل حسام مؤنس وزياد العليمي الذين كانوا دائما على رأس كل تحرك ايجابي للدفاع حق الشعب المصري في الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية، تهمتهم هي "خطة الأمل" أو تحالف الأمل كما أدعت صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون المسيرة بجهاز السامسونج الشهير، فيالها من تهمة معبرة بصدق عن حالة هشام فؤاد ورفاقه سجناء الأمل في عصر يحتاج لكل أمل وعمل للخروج من الظلم والظلام الذي نعيش فيه.
رفيقي هشام لعلك تعلم أن كل يوم يمر علينا وأنت ورفاقك قابعون في السجن على ذمة قضية ملفقة نفتقدكم، ونتذكركم في كل حادث غيبتم عن المشاركة فيه كعادتكم دائما، أنني أشعر بالعجز والحزن وعدم القدرة على الكتابة أكثر من أي وقت مضى، ولكنى أثق أنك ستخرج يوما بعد معاناة لا مبرر لها لتعمل وتفكر في تحقيق مستقبل أفضل لبلدنا وتستمر في تسريب الأمل لنفوس الملايين المتعطشة للحرية والعدالة الإجتماعية وانهاء الاستبداد والقمع.