- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
نيويورك تايمز: أزمة أوكرانيا تعطي قطر فرصة للهيمنة على سوق الغاز العالمي وتجاوز روسيا
نيويورك تايمز: أزمة أوكرانيا تعطي قطر فرصة للهيمنة على سوق الغاز العالمي وتجاوز روسيا
- 10 ديسمبر 2022, 5:56:41 ص
- 740
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن دولة قطر زادت من هيمنتها على سوق الغاز الطبيعي بعد تحول أوروبا عن استيراد الغاز من روسيا، ومن المتوقع أن تصبح أكبر مزود للطاقة إلى القارة الأوروبية.
وجاء في تقرير أعده كليفورد كراوس أن الحرب في أوكرانيا هزت سوق الطاقة العالمي تاركة أوروبا بدون غاز طبيعي كاف، بشكل زاد من أسعار الطاقة الأحفورية وهدد بكساد عالمي. إلا أن قطر استطاعت المناورة جيدا وحققت مكاسب اقتصادية وسياسية من الاضطرابات. وتعد ولوقت طويل المزود الرئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا إلا أنها تتهيأ لأن تصبح المصدر الحيوي للغاز لأوروبا بعد توقف الأخيرة عن اعتمادها على الطاقة الروسية. وتقترب قطر من الصين بحيث بددت آمال روسيا ببيع الغاز، الذي كانت تبيعه إلى أوروبا، للصين.
ويقول الكثير من الخبراء إن قطر أصبحت “السعودية” للغاز الطبيعي، فهي مزود للطاقة لا يمكن الاستغناء عنه وباحتياطات هائلة من الغاز وبسعر منخفض. وهذا يعني أن قطر ستكون قادرة على بيع الغاز لمدة أطول من مصدريه مثل أستراليا وروسيا، حتى مع زيادة الدعوات لتبني سياسات تقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
قطر مزود للطاقة لا يمكن الاستغناء عنه وباحتياطات هائلة من الغاز وبسعر منخفض
وقال بن كاهل، الخبير بمجال الطاقة في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، “هذه لحظة قطر”، “كل واحد في العالم يريدهم”. وتعتبر قطر مرتبطة مع أستراليا والولايات المتحدة كأكبر مصدر للغاز المسال في العالم، الوقود الذي يمكن تبريده بدرجات عالية وتخزينه في ناقلات تنقله حول العالم. ويقول الخبراء إن صادرات أستراليا ربما وصلت ذروتها وتعاني بعضا من حقولها القديمة تدهورا. وتم بناء محطات تصدير جديدة في الولايات المتحدة ولكن ضمن وتيرة بطيئة بسبب تردد المستثمرين في وضع أموال بالوقود الأحفوري كما هو الحال قبل عدة سنوات، نظرا للتغيرات المناخية. وتعتبر روسيا أكبر مصدر للغاز الذي كان ينقل عبر أنابيب إلى أوروبا ولكنه شح بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وهو ما يترك قطر التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة في وضع بارز.
وبدأت قطر في العام الماضي ببناء أربع محطات تصدير عملاقة، وهو استثمار سيزيد قدرات التصدير بأكثر من الثلث بحلول عام 2026. وأعلن المسؤولون عن بناء محطتي للتصدير بنهاية العقد الحالي. وكل هذا يعني زيادة معدلات الإنتاج في العقود المقبلة بأكثر من 60% إلى 126 مليون طن في العام. وتتقدم الولايات المتحدة حاليا على قطر وبمعدلات بسيطة، مع أن التصدير تضرر في الأشهر الأخيرة بعد انفجار محطة لتصدير الغاز في تكساس. ويتوقع الخبراء زيادة قدرات الولايات المتحدة من تصدير الغاز إلى 40% بحلول عام 2026.
وقال شكيب خليل، المدير السابق لمنظمة أوبك والوزير الجزائري السابق، إن “قطر في وضع أفضل من أي طرف آخر للاستفادة من الوضع في أوروبا”، مضيفا أن “المنافسين لقطر إما يواجهون مشاكل سياسية مثل إيران وليبيا أو مثل نيجيريا والجزائر ليست لديهم المصادر لتوفير الكميات الإضافية المطلوبة”.
وتراهن قطر على استمرار الطلب على الغاز الطبيعي المسال، حتى مع الدعوات المتكررة لخفض الانبعاثات الكربونية من الدفيئات. والسبب هو أن القادة السياسيين وخبراء الطاقة يعتقدون أن الوقود ضروري كاستبدال الفحم الحجري ولدعم الطاقة الشمسية والهوائية والتي قد تحددها الظروف الجوية.
ودفعت الولايات المتحدة باتجاه انتقال سريع للطاقة النظيفة، لكن إدارة بايدن تبنت قطر. ففي تعليقات للبيت الأبيض في كانون الثاني/يناير وقبل لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال الرئيس بايدن إن البلدين يشتركان في الرغبة وهي “التأكيد على استقرار سوق الطاقة العالمي”. وفي الشهر الماضي صادقت الإدارة على مبيعات أسلحة لقطر بقيمة 100 مليار دولار.
وتقول دانيا ظافر، المدير التنفيذي لمنبر الخليج الدولي في واشنطن، ” يبدو أن إدارة بايدن تقدر دور قطر في سوق الغاز، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بإمداد أوروبا”.
منحت ثروة الغاز قطر قدرة على تنظيم مباريات كأس العالم وممارسة التأثير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما منحت قناة الجزيرة التي مولتها الحكومة القطرية صوتا للمعارضين في الشرق الأوسط
ومنحت ثروة الغاز قطر قدرة على تنظيم مباريات كأس العالم وممارسة التأثير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما ومنحت قناة الجزيرة التي مولتها الحكومة القطرية صوتا للمعارضين في الشرق الأوسط.
ولم تمنع مظاهر القلق بشأن حقوق الإنسان قادة أوروبيين مثل المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس المجلس الأوروبي تشارلس ميشيل السفر إلى الدوحة هذا العام بحثا عن الطاقة.
وقال المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن، علي أنصاري، “ستواصل قطر بذل ما تستطيع من جهد لدعم حلفائها في أوروبا” و”مع زيادة الكثيرين في الصناعة من استثماراتهم اكتشافات الهيدروكربون الجديدة، كانت قطر قادرة على مضاعفة الغاز الطبيعي المسال”. وزادت صادرات الطاقة التي يشكل فيها الغاز الطبيعي العنصر الرئيس هذا الصيف عن العام الماضي ووصلت إلى 9.2 مليار دولار.
وتسير قطر نحو تحطيم رقمها في التصدير والذي وضعته عام 2013 قبل الانتعاش في صادرات الغاز الأمريكي الذي خفضت أسعاره.
وتقول مديرة شركة البحث “غاز فيستا” ليزلي بالتي- كوزمان “منحتهم الأزمة الكثير من الزخم”.
وإلى جانب إدارة حقول الغاز في البحر المحلية تقوم “قطر للطاقة” بتوسيع مجال استثماراتها حول العالم، فقد استثمرت في البرازيل وسورينام وأنغولا وجنوب أفريقيا وعملت مع إكسون موبيل لبناء محطة غاز مسال في لويزيانا، والتي ستبدأ بالعمل في 2024.
وتعمل قطر للطاقة مع إكسون على حقل في شاطئ مصر وتنقبان عن الغاز في قبرص. وبدأت قطر للطاقة مباحثات مع الشركة الفرنسية توتال إنيرجيز وإيني الإيطالية بشأن إمكانية التعاون في حقل بالمياه اللبنانية بعد اتفاقية الترسيم بين إسرائيل ولبنان.
وفي الأسابيع الماضية، تفاوضت قطر للطاقة على بناء محطة بلاستيك بقيمة 8.5 مليار دولار في تكساس مع شيفرون فيليبس كيميكلز وتفاوضت على صفقة لتوفير الغاز لألمانيا مدتها 15 عاما. وكان ذلك بمثابة انتصار لقطر، في ضوء تردد ألمانيا ودول الاتحاد الاوروبي في توقيع اتفاقيات طويلة الأمد، لئلا تعلق في الطاقة الأحفورية. ونظرا لضيق سوق الغاز والوضع في أوروبا لم يترك مجالا للقادة الألمان إلا الموافقة على 15 عاما.
وقال جيم كرين، الخبير بالطاقة في جامعة رايس، “لا يريد القطريين تضييع فرضة أزمة الطاقة الكبرى في أوروبا”، “وقعوا عقدا طويل الأمد مع ألمانيا في وقت الحاجة الماسة للغاز”. وستوفر قطر مليوني طن من الغاز كل عام، مما سيمنح ألمانيا مستوى من الأمن، وهو ما يعتبر نسبة قليلة مما كانت روسيا توفره ولن يصل إلا عام 2026. وتحاول ألمانيا الحصول على الغاز من مصادر أخرى مثل الإمارات. ووقعت قطر عقدا لتوفير الغاز للصين ولمدة 27 عاما، وهو أطول عقد يوقع.