- ℃ 11 تركيا
- 8 نوفمبر 2024
نداف إيال يكتب: عقبات كبيرة تعترض طريق التوصل إلى صفقة
نداف إيال يكتب: عقبات كبيرة تعترض طريق التوصل إلى صفقة
- 21 أغسطس 2024, 10:50:00 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على الرغم من التفاؤل الحذر الذي أعربت عنه أطراف معينة، مع انتهاء القمة في الدوحة هذا الأسبوع، وحديث ديوان رئاسة الحكومة عن "تفاؤل حذِر" يسود طاقم المفاوضات الإسرائيلي، عملياً، يبدو أن هناك عقبات كبيرة، قبل التوصل إلى صفقة تؤدي إلى تحرير المخطوفين الحتجزين لدى "حماس" في غزة منذ أكثر من 317 يوماً.
من المسائل الخلافية المركزية المتبقية، مطالبة نتنياهو بمنع عودة المسلحين إلى شمال القطاع ضمن إطار وقف إطلاق النار الذي ستتضمنه الصفقة. وهذه المطالبة لم تكن موجودة مطلقاً في المخطط المقدم في أيار/ مايو ، لكنها طُرحت، لاحقاً، في"وثيقة التوضحيات" التي أُرسلت في نهاية تموز/يوليو. هذا الصباح، قال مصدر إسرائيلي مطّلع على المفاوضات إن الأميركيين أوضحوا لنتنياهو والوسطاء في غرفة المفاوضات أنه لن يكون هناك قيود في الوقت، أو أيّ آلية، أو نظام محدد في عملية تصنيف السكان العائدين إلى منازلهم في شمال القطاع.
وأضاف المصدر: "هذا غير مطروح. بالنسبة إلى الأميركيين، لن تُوقَّع الصفقة، إذا أصرّت إسرائيل على هذا الشرط، بعد الإخلاء المنظم لمعبر نتساريم". ويقول مصدران إسرائيليان إن رئيس الحكومة وافق على تأجيل معالجة هذا الموضوع إلى نهاية المفاوضات. وهذا التأجيل يسمح له، طبعاً، باستخدام عودة الفلسطينيين إلى الشمال من أجل تفجير الصفقة، أو للإقرار بأن الإنجازات الأُخرى تبرر الموافقة عليها.
والمعلوم أن كلمة "آلية" لم تكن موجودة في الرد الذي قدمه رئيس الموساد إلى الوسطاء في نهاية تموز/يوليو. لقد أوضح الوسطاء لنتنياهو أن "حماس" لن توافق قط على أيّ آلية لفحص السكان العائدين إلى منازلهم في الشمال، وقال مسؤولو المنظومة الأمنية لنتيناهو أنه إذا انسحب الجيش من معبر نتساريم في وسط القطاع، لن يكون هناك طريقة لتطبيق هذه الآلية.
الاختراق الذي حدث في المفاوضات سابقاً، نجم عن تخلي "حماس" عن استخدام الصيغة النهائية لوقف الحرب والاكتفاء بالضمانات التي حصلت عليها من الوسطاء، بدلاً منها، بينما تخلت إسرائيل عن السيطرة على معبر نتساريم وفرض قيود على عودة السكان إلى الشمال. ويسود التشاؤم الأوساط الأمنية بشأن فرص التوصل إلى صفقة.
تشدد المنظومة الأمنية على أن الإنجاز المركزي لإسرائيل هو احتمال العودة إلى الحرب، بعد المرحلة الأولى من استعادة المخطوفين، ومنع تدهور إقليمي خطِر. ويأمل الأميركيون بأن تؤدي الصفقة بين إسرائيل و"حماس" إلى لجم هجوم إيران وحزب الله، اللذين توعدا بالانتقام لاغتيال إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شُكر في بيروت، ولمّحا مؤخراً إلى تأجيلهما الرد خلال المفاوضات.
تحدث مراسلنا رونين برغمان عن هذا التشاؤم، فكتب أن الأميركيين قرروا، وبدعم من الوسطاء الآخرين، القيام بالحملة التي قاموا بها في 27 أيار/ مايو، والتمسك بالصيغة التي أرسلتها إسرائيل، والتي كشفها الرئيس بايدن ووافق عليها مجلس الأمن القومي، وفي هذه الأثناء، تجاهل الملاحظات ومطالب "حماس" وطلبات نتنياهو. والتوجه هو نحو إقامة 4 طواقم عمل تعالج الموضوعات المشتعلة، من دون أيّ التزامات في هذه المرحلة.
الطاقم الأول سيهتم بمعبر فيلادلفيا، ويشارك فيه إسرائيليون ومصريون. الطاقم الثاني سيعالج معبر رفح، ويشارك فيه مصريون و"حماس" و"فتح"/السلطة الفلسطينية. والثالث سيعالج المساعدات الإنسانية، والرابع سيعالج المفاوضات. ومن المفترض أن يجتمع الطاقمان الثالث والرابع في القاهرة اليوم. وفي جميع الأحوال، إن الفريق كله سيجتمع في القاهرة يوم الخميس المقبل، أو في نهاية الأسبوع المقبل في أبعد تقدير، للاتفاق على عمل كل الطواقم على أمل التوصل إلى اتفاق.
أمس، قال مصدر إسرائيلي: "إن الوسطاء يريدون فعلاً التوصل إلى اتفاق، وهم يوظفون جهوداً كبيرة، لكنهم في النهاية وسطاء يُجرون مفاوضات مع بعضهم البعض، وبينهم وبين الطاقم الإسرائيلي". وتابع المصدر الإسرائيلي الرفيع المستوى: "لقد قصدت ذِكر ’الطاقم الإسرائيلي’ لأن ما يجري مفاوضات لا تأخذ في الحسبان مطالب الشخصين الأكثر أهميةً، وربما الوحيدَين المهمَّين فعلاً، وهما يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو. لم يتم حلّ أيّ مسألة جوهرية في هذه الأيام في الدوحة، وفرص حلّها في الأسبوع المقبل ليست أكبر كثيراً من فرص التوصل إلى سلام عالمي."
يديعوت أحرونوت