- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
نتنياهو وقطر: تصادم لن يضـرَّ بالـوساطة
نتنياهو وقطر: تصادم لن يضـرَّ بالـوساطة
- 21 فبراير 2024, 8:50:36 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: يونتان ليس
دخل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الأسابيع الأخيرة إلى مواجهة متواصلة مع قيادة قطر، التي تتوسط بين اسرائيل وحماس في المفاوضات حول صفقة جديدة لتبادل المخطوفين.
مرة تلو الأخرى هاجم نتنياهو علناً الإمارة الخليجية لأنها لا تفعل بما فيه الكفاية للدفع قدماً بإطلاق سراح الـ 134 مخطوفا إسرائيلياً المحتجزين في قطاع غزة.
في الخطاب الذي ألقاه أول من أمس في القدس بمشاركة رؤساء الجاليات اليهودية في أميركا، الأعضاء في لجنة الرؤساء، أعطى نتنياهو إيماءات بأن طاقم المفاوضات القطري يمكنه أن يفعل أكثر مما يفعل من أجل الضغط على حماس، وحتى أنه يتحمل المسؤولية عن تأخير إطلاق سراح المخطوفين.
سواء كان الحديث يدور عن تقديرات حقيقية أو عن محاولة تكتيكية لزيادة الضغط على حماس، فإن أقوال نتنياهو أغضبت القائمين على قناة المفاوضات الأكثر أهمية مع "المنظمة الإرهابية" في غزة.
المتحدث بلسان وزارة الخارجية في قطر، ماجد الأنصاري، اتهم نتنياهو بمحاولة "إطالة الحرب" عن طريق المماطلة في المفاوضات، وقبل بضعة أسابيع قدر بأن نتنياهو يعمل على إفشال الصفقة لأسباب سياسية.
نتنياهو، الذي لا يكثر من إلقاء الخطابات في أحداث علنية منذ 7 أكتوبر، وقف في متحف التسامح في القدس من أجل تقديم الاحترام لأعضاء لجنة الرؤساء. وقد توجه للحضور في القاعة وطلب منهم زيادة الضغط على قطر كي تستخدم تأثيرها على حماس والدفع قدماً بإطلاق سراح المخطوفين.
"استخدام الضغط لا يجب أن يكون فقط على حماس، بل على الذين يمكنهم الضغط على حماس، وقطر في المقام الأول"، قال نتنياهو: "توجد لدى قطر إمكانية الضغط على حماس أكثر من الآخرين. فهي تستضيف قادة حماس والمنظمة تعتمد عليهم اقتصاديا".
في الرد على الخطاب الذي ألقاه نتنياهو في المؤتمر، قال المتحدث بلسان وزارة خارجية قطر: "أنا أرفض بشدة الاتهامات الفارغة لرئيس حكومة إسرائيل التي تفيد بأن جهود قطر لإعادة إعمار القطاع ومساعدته تستهدف تمويل حماس".
"الأنصاري" أكد على أن نتنياهو يعرف جيدا بأن هذه الجهود "تم تنسيقها بشكل كامل مع إسرائيل والولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة والأطراف ذات الصلة بهذا الأمر".
وأضاف: "دعوة نتنياهو الموجهة لقطر من أجل الضغط على حماس لإطلاق سراح المخطوفين هي محاولة لإطالة زمن القتال لأسباب واضحة للجميع".
حسب أقوال الأنصاري، فإنهم في الدوحة يدعون نتنياهو إلى "التركيز على المفاوضات التي تخدم الدفع قدما بالأمن في المنطقة وإنهاء المأساة المتواصلة للحرب بدلا من الانشغال بمثل هذه التصريحات في كل مرة تتساوق فيها هذه التصريحات مع اجندته السياسية الضيقة".
التشاجر العلني لم يبدأ في هذا الأسبوع. ففي نهاية يناير نشرت في "أخبار 12" تسجيلات سرية لنتنياهو في لقاء مع عائلات المخطوفين، قال فيها إنه لا يثق بوساطة قطر.
"قطر لا تختلف جوهريا عن الأمم المتحدة، أو عن الصليب الأحمر، وبمعنى ما هي حتى أكثر إشكالية. لا توجد لدي أوهام بخصوصها". حسب قوله، فإن سبب استعانته بوساطة الدوحة هو أنه "يوجد لديها أداة ضغط على حماس. لماذا يوجد لها أداة ضغط؟ لأنها تقوم بتمويلها"، وأضاف بأنه يتجنب بشكل متعمد شكر قطر على جهود الوساطة.
أوضح الأنصاري لوسائل الإعلام بأنهم في الدوحة "أصيبوا بالصدمة من التصريحات التي نسبت لنتنياهو في وسائل الإعلام. فهي تصريحات غير مسؤولة وتحطم الجهود التي يتم بذلها لإنقاذ الحياة. وإذا كانت أقواله صحيحة فهي تفشل الوساطة في صفقة كبيرة تستهدف خدمة حياته السياسية بدلاً من إعطاء الأولوية لإنقاذ حياة الأبرياء".
مصادر مطلعة على شبكة العلاقات بين إسرائيل وقطر قدرت أن المواجهة استهدفت مساعدة نتنياهو على تقليص ضغط الجمهور الاسرائيلي عليه بسبب تأخير نضوج الصفقة.
الأنصاري ومصادر أخرى مقربة من طاقم قطر أشارت إلى أن المواجهة العلنية لا تمس بالمفاوضات من أجل الصفقة أو التزام الدولتين بمسار الوساطة التي تقوم بها قطر.
هآرتس