- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
ناحوم برنياع يكتب: في الطريق إلى الهجوم على إيران.. مع تحفظات أمريكية
ناحوم برنياع يكتب: في الطريق إلى الهجوم على إيران.. مع تحفظات أمريكية
- 25 أكتوبر 2024, 2:25:34 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أنتوني بلينكن هو من أقرب الشخصيات في الإدارة الأميركية إلى الرئيس جو بايدن. هناك طريقتان للتعامل مع هذه الحقيقة. الأولى، أنه بعد 13 يوماً، سينتخب الأميركيون رئيساً جديداً، وعلى الرغم من أن بايدن ورجاله سيمارسون عملهم حتى 20 كانون الثاني/يناير، فإن قوتهم ستتلاشى، وبالتالي يمكن عدم أخذهم في الحسبان.
أو بالعكس، أن ندرك اليوم أننا أمام فرصة أخيرة، أعرف أن هاتين الكلمتين استُخدمتا كثيراً خلال هذه الحرب. لكنني أدرك أن ضياع الفرصة تلو الأُخرى أدى إلى مقتل عدد من المخطوفين واستمرار الجحيم الذي يعيشه الأحياء منهم، وإلى قتل وجرح عدد من مقاتلي الجيش الإسرائيلي، أيضاً قُتل كثيرون من الأبرياء، أو هُجّروا من منازلهم، وتعرضت إسرائيل لأضرار اقتصادية وسياسية، نحتاج إلى سنوات لإصلاحها. وأنا أعلم أنه، لا كامالا هاريس، ولا دونالد ترامب، سيوظفان ما وظّفه بايدن من جهود من أجل إعادة المخطوفين وإنهاء الحرب.
كان توقيت الهجوم الإسرائيلي على إيران الموضوع المركزي لزيارة بلينكن. تريد الإدارة الأمريكية تقليص الهجوم إلى حجم رمزي، أو تأجيله إلى ما بعد الانتخابات في أمريكا. والدافع سياسي؛ لأن أيّ هجوم إسرائيلي واسع النطاق، وفي أعقابه عملية انتقامية متوقعة من إيران، يمكنهما أذية فرص فوز هاريس في الولايات المتأرجحة.
وتشير استطلاعات الرأي كلها إلى تقارُب النتائج بين المرشحين، وأيّ عمل حربي سيكون له تداعياته على الاقتصاد، وعلى جدول الأعمال اليومي، وعلى صناديق الاقتراع. وتقترح الإدارة على إسرائيل، في المقابل، تقديمات دفاعية وسلاحاً. والمعضلة كبيرة، ويمكن أن تُغضب ترامب، المرشح الذي يراهن نتنياهو على فوزه في الانتخابات.
يدل البيان الذي أصدره نتنياهو، بعد الاجتماع مع بلينكن، على أنه لا يزال مصراً على مهاجمة إيران الآن. وأضاف إلى الحجة السابقة حجة جديدة، وهي عملية عقابية على هجوم المسيّرة التي أطلقها حزب الله وأصابت نافذة الفيلا التي يسكنها نتنياهو في قيسارية. "هذه المسألة ذات أهمية دراماتيكية، ولا يمكن السكوت عنها"، كتب نتنياهو.
نتنياهو على حق، هجوم المسيّرة على منزله الشخصي أمر مهم. وحقيقة أنه بعد يومين من التعتيم الأمني، فجأة، اتُّخذ قرار نشر صور النافذة المحطمة، تدل على التوجه الناشىء.
ومع ذلك، من المتوقع ألّا يتعامل رئيس حكومة بصورة شخصية مع أحداث 7 أكتوبر وكل الأحداث الصعبة التي شهدناها منذ تلك الفترة، ويجب عليه ألّا يأخذ تحطّم نافذة في منزله بشكل شخصي، فالأمر لا يتعدى نافذة محطمة، لا أكثر.
بالعودة إلى بلينكن، وإلى الصفقة الإقليمية التي ستكون بدايتها في غزة. تتضمن الصفقة المقترحة عودة كل المخطوفين، وخروج كل القوات الإسرائيلية من غزة، وتسليم مهمة الأمن الداخلي في غزة لقوة من الشرطة من السلطة، مع غطاء من قوة دولية تنتشر على طول الحدود بين إسرائيل ومصر، وموافقة إسرائيل على استئناف المفاوضات مع أبو مازن، وعلى التطبيع مع السعودية.
السؤال المطروح هو: هل يوجد اليوم طرف في غزة قادر على إعادة كل المخطوفين. وسؤال آخر: ما هي قدرة الدول الوسيطة، لا يوجد شيء محسوم بصورة نهائية.
الثمن المطلوب من إسرائيل باهظ، حتى بالمفاهيم الموضوعية، ولا سيما عندما نقارنه بالتعهدات التي التزم بها نتنياهو أمام قاعدته طوال سنة. لكن البديل هو خسارة المخطوفين ومواصلة سفك دماء الجنود في حرب من دون هدف، وتعميق الأزمة مع الديمقراطيين وتضييع فرصة إنشاء حلف إقليمي، وكل هذا لا يبشر بالخير.
يريد نتنياهو التطبيع مع السعودية. وهو يعرف أن شرط السعوديين لذلك هو اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة، اتفاق له حظ كبير في أن يحظى بالإجماع، إذا اقترحته الإدارة الديمقراطية. بكلام آخر، نتنياهو مع التطبيع مع السعودية، برعاية بايدن، لكنه ليس مستعداً لدفع الثمن.
لقد قال بلينكن لنتنياهو: حققت كل أهداف حربك في غزة. "حماس" خسرت قوتها العسكرية؛ السنوار قُتل؛ وأغلبية قيادات الحركة جرت تصفيتها. وحده التعاون بين السعودية وإسرائيل يمكنه ملء الفراغ ومنع صعود "حماس" مجدداً.
هل ستنفّذ الأنظمة العربية السّنية حصتها من الاتفاق؟
الافتراض الأميركي أن الجواب إيجابي، لكنه ليس نهائياً. لذلك، يقوم بلينكن بزيارة الأردن والسعودية. وهو يعتقد أن أبو مازن والسلطة سيشاركان. كل ذلك في حال ضمِن موافقة إسرائيل.
تؤيد قيادة الجيش الإسرائيلي التسوية في غزة؛ كذلك، يؤيد التسوية قسم كبير من المنظومة السياسية والرأي العام في إسرائيل. لكن معارضة سموتريتش وبن غفير مجرد ذريعة يحاول نتنياهو الاختباء وراءها، لكن القرار بين يديه.
يترافق الضغط من أجل التوصل إلى صفقة مع الضغط الإنساني. إذ تشعر الإدارة الأميركية والحكومة الألمانية أيضاً بالقلق إزاء الصور القادمة من شمال القطاع. النقص في المواد الضرورية، عمليات الإجلاء الجماعي، والهجوم على المستشفيات. وهذه المخاوف لها علاقة باقتراب موعد الانتخابات، وباقتراع المسلمين في الولايتين المتأرجحتين، ميشيغن وويسكنسن.
لا تتضمن الصفقة المطروحة في هذه المرحلة لبنان. يدرك الأميركيون أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى مزيد من الوقت لـ"تنظيف" القرى المحاذية للحدود مع إسرائيل والقضاء على مراكز قوة حزب الله في الضاحية.
في الأسبوع الأخير، التقيت أحد قادة القوات التي تقاتل في الشمال. تغيرت المهمة منذ اجتياز الحدود: تدمير مواقع وتحصينات حزب الله، جمع السلاح، و"تنظيف" المنطقة. لكن كان في انتظارهم مفاجأة، لقد وجدوا السلاح منظماً ومسجلاً ومحفوظاً بصورة جيدة، وجزء منه مغطى بالنايلون. كما عثر الجنود على سلاح في معظم المنازل في القرى الشيعية. بينما القرى المسيحية تشاهد الحرب من بعيد (بحسب تقرير "الواشنطن بوست"، قرية القليعة المسيحية المواجِهة للمطلة أصيبت بنيران الجيش الإسرائيلي لأنها محاذية للحدود).
ونظراً إلى وجود سلاح في أغلبية المنازل، فإن حجم الدمار أكبر مما جرى تقديره مسبقاً. هذه الحرب لا تشبه حرب لبنان الثانية في تموز/يوليو 2006. يومها، كانت المنازل خالية من السلاح، وبالتالي فإن الدمار في المنازل كان ضئيلاً.
يديعوت أحرونوت