- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
مهدي علي يكتب : الثورة السورية
مهدي علي يكتب : الثورة السورية
- 3 مايو 2021, 10:36:05 م
- 1030
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ميدان الرماية (سوريا سابقا )
محاوله لفهم ما يحدث فى سوريا
لم يكن هذا الطفل الذى يكتب على جدار مدرسته فى أوائل العام 2011 فى محافظة درعا (جاييك الدور يا دكتور ) يعلم انه يؤرخ لبداية الثورة السورية
فلقد تكررت هذه الكتابات عل جدران مدارس درعا تعبيرا عن أحلام اطفال المدارس فى وطن بدون ديكتاتور ولكن الأمن الداخلي السوري أحس بالخطر من هؤلاء الأطفال فتم القبض عليهم وتعذيبهم بوحشية فقام أهاليهم بالتظاهر فقابل الأمن المظاهرات بالرصاص الحى فسقط اول الشهداء فازدادت المظاهرات وتوالى سقوط الشهداء وبدأت شرارة الثورة وانتقلت إلى بقية المحافظات وكانت حتى هذا الوقت سلميه مدنيه علمانية
العجيب هنا أن الأسد حين تحدث عن الثورة وصفها باضطرابات وقلاقل تثيرها جماعات إرهابية ووصفها بالاسلاميه والغريب انه فى نفس الشهر أفرج عن 260 معتقلا إسلاميا من معتقل صيدنايا
وفى يوم 31/5/2011افرج عن كل من زاهر علوش قائد لواء الإسلام وحسان عبود (أبو عبدالله الحموي )قائد أحرار الشام وعيسى الشيخ قائد لواء صقور الإسلام وأبو محمد فاتح أمير جبهة النصرة
خرج هؤلاء ليركبوا بجماعاتهم على الثورة السورية لتصبح جبهات جهادية راديكالية فى مواجهة الجيش السوري ونشطت تركيا وقطر فى مساعدة هذه الجبهات التى تعتمد بالأساس على مقاتلي القاعدة
الدور السعودي في سوريا
كانت العلاقات السعودية السورية قد مرت بحالة انكسار بعد حرب لبنان2006 والهجوم الشرس الذى شنه بشار الأسد على الدور السعودي المتخاذل من الحرب واستمر هذا التوتر حتى انهاه الملك عبدالله بزياره تاريخيه لدمشق فى2009 وقدمت السعودية معونة لسوريا بقيمة 4 مليار دولار وحين بدأت ثورات الربيع العربي وقفت السعودية فى خندق واحد مع بشار الأسد خوفا من اقتراب الربيع من اراضيها وحتى وحين بدء بشار فى حربه ضد الثورة ومع حديث الملك عبد الله عن بشار بأنه ديكتاتور وسفاح قامت السعودية بتمويل بناء محطة كهرباء فى سوريا بقيمة240مليون دولار
ومع ركوب الجماعات الجهادية على الثورة حاولت السعودية أسلمة الثورة وحاولت أن تظهر الشيخ عادل العر عور كقائد للثورة وافردت له الإذاعات وحين تدخل الإيرانيين فى الحرب أصبحت السعودية تمد يد المساعدة لكل الفصائل حتى ولو كانت من القاعدة
العجيب فى الامر ان الأمن السوري كان حين يقبض على كوادر من كوادر الثورة كان يعذب الكوادر من المدنيين العلمانيين حتى الموت ويفرج عن الكوادر الجهادية
زادت المساعدات التركية القطرية على الجماعات الجهادية وأصبحت جبهة النصرة وجيش الشام والوية الإسلام هى التى فى المواجهة ضد الجيش السوري وجماعات الشبيحة المناصرة له وفى كل منطقه يسيطر عليها الجماعات الجهادية كان الضحايا للمعركة فى الأغلب الأعم من المدنيين من السكان العزل وغالبية من الأطفال والنساء كذلك حين يستعيد الجيش سيطرته تسقط الضحايا من المدنيين وبدء نهر الدم السوري يجرى وبدء النزوح الجماعي من تلك المناطق
كانت هذه البداية ولكن ماحدث بعد ذلك فهو كثير وسنحاول أن نتابع لاحقا
ميدان الرماية (سوريا سابقا) 2
بشار الأسد
لم يكن بشار الأسد المولود فى العام1965 هو المبشر بوراثة سوريا بما عليها ومن عليها بل كان حافظ الأسد يعد الأخ الأكبر باسل (1962/1994)لوراثته ولكن باسل قضى نحبه فى حادث سيارة
وحين مات حافظ الأسد ف2000 جيء بطبيب العيون بشار من الخارج ليرث حكم أبيه و يبدأ سلسلة الجمهوريات الملكية فى العالم العربي والتى حاول مبارك والقذافي تقليده فكان الفشل حليفها بل قامت الثورات لأجل هذا السبب
وحين قامت الثورة ضده أجاد الاسد استخدام عامل الوقت لصالحه حين تماسك فى الشهور الأولى حين بدى أن الثورة غالبة حتى أتاه المدد فى سبتمبر2015 بالمشاركة الروسية وتغير الموقف الدولي
أجاد كذلك اللعب بورقة اللاجئين وبها ألقى الرعب فى قلوب زعماء الغرب وهذا الذى جعل أقصى ما يتمناه الأوربيون انتهاء الحرب لصالح اى طرف
وأي الأطراف كان جديرا بحسم الحرب غير حليف روسيا وإيران وحزب الله صاحب التماسك على الأرض
وشهدت هذه الفترة انتكاسة الربيع العربي فى مصر واليمن وعودة النظام الإسلامي إلى تونس كل ذلك كان مؤشرا على أن الربيع العربي إلى أفول بينما لم يحسم ربيع سوريا بعد
أما فصائل المعارضة فكانت أحد عوامل نجاح بشار
عشرات الألوية تحارب فى مساحات ضيقه مع قليل من التنسيق وكثير من الخلافات بالأسلحة تنشب بين تلك الفصائل
استخدمت روسيا فى دعمها لبشار كافة الادوات ليس العسكري منها فقط بل الدبلوماسي أيضا فلقد استخدمت الفيتو ست مرات لتعطيل أى قرار بشأن سوريا فى الأمم المتحدة تزامن هذا مع موقف أوباما الغير حاسم والذى لم يكن على نفس القدر من الموقف الروسي
للحديث بقيه
ميدان الرماية (سوريا سابقا) 3
المعارضه السوريه
مع بداية الثوره تشكل الآتلاف الوطنى السورى (16/11/2011) وبعدها تشكل الاتلاف الوطنى لقوى الثوره والمعارضة السوريه فى مؤتمر لجماعات المعارضه فى الدوحه وتراسه الداعيه الاسلامى معاذ الخطيب وناءبين هما رياض سيف وسهير الاتاسى واعترف به مجلس التعاون الخليجى كممثل شرعى للشعب الثورى
ثم ظهر الاتلاف الوطنى السورى ومقره اسطنبول وكان رءيسه الاول برهان غليون وتبعه جورج صبره
ثم يأتى الإخوان المسلمون وقائدها الحالى صدرا لدين البيانوني وحزب الشعب الديمقراطى السورى والجيش السورى الحر وهو قوات شبه عسكريه من المنشقين عن الجيش السورى
ومن الملاحظ على قوى المعارضه السوريه المدنيه أنها فى الأغلب تجاهد النظام السورى من الخارج فمعظمهم يعيشون فى قطر وتركيا وأوروبا يتلقون الدعم المالى من السعوديه وقطر ولا تراهم إلا فى مؤتمر جنيف أو أى مؤتمر صحفى للتنديد بمذابح النظام
أما المعارضه المسلحه فحدث ولا حرج فحين أخرج بشار رؤوسها من المعتقلات كما أسلفنا من قبل حتى تلقفتهم تركيا وقطر وجلبت لهم متطوعين من كل مكان وامدوهم بالمال والعتاد ثم انضمت لهم السعوديه وأصبح المدنيين السوريين العزل واقعين فعليا بين فكى كماشة القتل والترويع لقوات النظام وقوات المعارضه
ومن المجازر التى قامت بها قوات المعارضه مجزرة خان العسل الكيماوية وقامت بها كتائب نور الدين الزنكى ومجزرة دير الزور ومجزرة عقرب ومجزرة عدرا
وفى يناير2014 ا استخدمت المعارضة السوريه غاز السارين السام فى هجوما على المدنيين فى الغوطة بدمشق وحاولت إلصاق التهمه بقوات النظام ولكن صور الاستطلاع الأمريكى أثبتت أن الغاز أطلق من قبل المعارضه
هذا بالاضافه للاشتباكات المسلحه التى كانت تقوم بين فصيل وآخر ويروح ضحيتها مدنيين عزل
خلاصة القول أن الثوره السوريه حين بدأت قام بها ككل الثورات الشرفاء واستغلها الانتهازيون وأصبحت سوريا ساحة قتال بين قوى داخليه وقوى عظمى والخاسر فى النهايه هو الشعب السورى
ونخلص من كل هذا بالاتى
انه حين كان النظام العالمى منشغل بمحاربة تنظيم القاعدة الذى يمثل أقصى اليمين الاسلامى كانت ثورات الربيع العربى فرصه لصعود تيار ديمقراطى للإسلام الوسطى حضور قوى فيه وكان ذلك يمثل فرصه لهزيمة التشدد الاسلامى ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فاستولى الاسلاميون على الحكم فى تونس ومصر ثم يعود الحكم إلى النظام القديم الجديد فى مصر ويتدخل النظام العالمى ضد القذافىبحظر للطيران ودعم لفصاءل الثوره حتى أصبحت ليبيا مستباحه من كل القوى
هذا النظام وبقية الدول استباحت الساحه السوريه وأصبحت سوريا كميدان الرمايه ولكن الشواخص فيه هى المدنيين العزل
ميدان الرماية (سوريا سابقا) 4
الخلاصة
لو نظرنا إلى مايحدث فى سوريا من منظور اقتصادى سنجد مايلى
قطر وبدعم من أمريكا وتركيا أرادت مد خط غاز من قطر إلى الموانى التركيه لثصديره إلى أوروبا ليكون بديلا للغاز الروسى وبهذا يتم معاقبة روسيا وإبعاد أوروبا أن تكون تحت رحمة روسيا وخصوصا فى شتاء أوروبا الطويل
ولكن هذا الخط لابد أن يمر عبر الاراضى السوريه وهنا فاتحت قطر وتركيا الاسد فرفض
وفى نفس الوقت إيران تريد مد خطوط الغاز والبترول عبر الاراضى السوريه ووافق الاسد على هذا
من هنا اتجهت تركيا وقطر وبمساعدة أميركية فى محاولة التخلص من الاسد ومؤازرة من انجلترا وفرنسا بتسليح جبهة النصرة وبقية الجماعات الجهاديه بالمال والسلاح وانضمت لهم لاحقا السعوديه
أما إذا نظرنا إلى ما يحدث فى سوريا من منظور طائفي فنجدا ن نظام الأسد يعتمد على طائفته العلوية فى أحكام قبضته المتشددة على بلد متعددة الطوائف وان كانت غالبيته سنية وحين بدء الصراع وقف أمام النظام فصاءل سلفية جهادية سنية تمولها دول سنية كالسعوديه وقطر وتركيا فانضم للنظام حزب الله اللبنانى الشيعى والحرس الثورى الإيرانى الشيعى وأخذ الصراع الشكل الطائفى وأصبحت سوريا مهددة بالانقسام إلى دويلات طوائف كما حدث فى العراق وهذا جزء من مخطط الشرق الأوسط الكبير أو دولة اسراءيل الكبرى (تفتيت العراق وسوريا إلى دويلات طائفية يسهل ابتلاعها )أو بمعنى آخر بلقنة الشام
أما روسيا فهى لا تريد أن تفرط فى ما اعتبرته موطأ قدم فى المياه الدافئة فوجودها فى سوريا وتعزيز مكانتها هناك يجعلها طرف أساسى وفاعل فى السياسات المستقبلية للمنطقة
كذلك إيران وبعد نجاح ثورة الخميني وإيران تحاول فرض المذهب الشيعى فى كامل المنطقة تحت شعار تصدير الثوره الاسلاميه وقد استغلت حرب الخليج الثانية احسن استغلال فبسطت نفوذها على معظم التراب العراقى وهاهي تساند نظام الأسد طمعا فى سوريا ولبنان
أما السعوديه فتتصرف بصفتها حاملة لواء الإسلام السنى فوسواس الشيعه يجعلها تدخل فى معارك كثيره مره فى لبنان ومره فى سوريا وأخيرا سقطت فى مستنقع اليمن
الخلاصة أن الحرب فى سوريا طالت الجميع فاوروبا تقاس الأمرين نتيجة دخولها فى هذا المستنقع من مشكلة اللاجئين ومن العمليات الإرهابية
كذلك قطر والسعوديه وبداية انكشاف ادوارهم فى رعاية وتمويل الارهاب
وتركيا وروسيا والعمليات الارهابيه التى تقع وما مقتل السفير الروسى فى تركيا إلا بدايه
ومازال العرض السورى مستمرا