-
℃ 11 تركيا
-
25 مارس 2025
من مصلحة حزب الله المحافظة على وقف إطلاق النار..لكن الهدوء التام على الحدود مع لبنان غير مضمون
في مقال بمعهد دراسات الأمن القومي الصهيوني
من مصلحة حزب الله المحافظة على وقف إطلاق النار..لكن الهدوء التام على الحدود مع لبنان غير مضمون
-
25 مارس 2025, 11:22:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يعكس ردّ حزب الله على إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني في اتجاه المطلة (22 آذار/مارس)، بعد مرور أكثر من 3 أشهر، اهتمام الحزب، حالياً، بمنع تجدُّد القتال في مواجهة إسرائيل. فالحزب الذي سارع إلى التنصل من المسؤولية، يجد نفسه في وضع صعب بسبب الضغوط الناجمة عن استمرار العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي ضده؛ والضرر الذي لحِق بمكانته على الصعيد الداخلي، في ظلّ تغيُّر تعامُل القيادة اللبنانية الجديدة معه، والانتقادات الداخلية ضده التي تحمّله مسؤولية الوضع الصعب الذي يعانيه البلد؛ وتقلُّص مصادر مداخيله؛ والمواجهات المستمرة بين عناصره وبين عناصر من الحكم الجديد في سورية على طول الحدود المشتركة.
لقد أكد البيان الذي أصدره حزب الله، بعد إطلاق الصواريخ، تمسُّكه بموقفه الرسمي والتزامه بوقف النار، وطلب من الدولة اللبنانية معالجة التحدي الإسرائيلي وإنهاء "الاحتلال" بالوسائل الدبلوماسية. في هذه المرحلة، تبدو القيادة الجديدة في حزب الله مهتمة بتوظيف كل مواردها في ترميم الحزب، لكن هناك خلافاً في داخل الحزب بشأن استراتيجية الاحتواء في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. ومع ذلك، الظاهر أن المسؤولين عن إطلاق الصواريخ على المطلة ليسوا عناصر من الحزب، بل هناك مؤشرات تدل على أن المقصود عناصر فلسطينية و"غضّ نظر" من عناصر حزب الله في الميدان. في مثل هذه الحالة، من غير المستبعد وقوع حوادث متفرقة مشابهة لهذا النوع لاحقاً.
ويكشف ردّ القيادة اللبنانية على حادثة إطلاق الصواريخ عن التغير الذي حدث في المنظومة السياسية في لبنان، التي تعمل على القيام بإصلاحات في الدولة اللبنانية، وترفض تأثير حزب الله. لقد سارعت إلى الطلب من الجيش اللبناني فحص ظروف إطلاق الصواريخ، ونشطت دبلوماسياً من أجل المحافظة على وقف إطلاق النار ومنع التصعيد؛ كذلك، أرسلت تحذيراً إلى حزب الله من أن الدولة هي المسؤولة عن قرار الحرب والسلم. ويمكن أن نفهم من ذلك أن هناك "مصلحة " بين رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون وإسرائيل في مواصلة إضعاف حزب الله وتحييد تهديداته. بالإضافة إلى ذلك، تبرز الصعوبة التي يعانيها عون جرّاء استمرار الوجود الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، والتي يستغلها حزب الله، فضلاً عن الضغط الأميركي الذي يُمارس عليه من أجل المضيّ قدماً في إقامة علاقات مع إسرائيل.
بالنسبة إلى إسرائيل، إن إطلاق الصواريخ يقوّض الإحساس بالأمان لدى سكان الشمال، وهذا الأمر يتطلب رداً مدنياً لتحسين وضع النازحين الذين عادوا إلى منازلهم. لكن المواجهات مع حزب الله وما حدث مؤخراً، يشكلان فرصة لتأكيد ضرورة استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في فرض وقف إطلاق النار وتنفيذ هجمات واسعة النطاق لضرب قدرات الحزب وردعه. ومع هذا، يجب على إسرائيل، في موازاة الهجمات ضد حزب الله، أن تكون أكثر حساسية حيال الضغوط التي تواجهها القيادة اللبنانية الجديدة، سواء تلك التي تتعلق بالهجمات العسكرية، أو التصريحات العلنية السابقة لأوانها بشأن تطبيع محتمل مع لبنان. أيضاً يجب أن ندرس مدى حاجتنا إلى الاستمرار في الاحتفاظ بأراضٍ داخل الحدود اللبنانية، والتشديد على أن المقصود هو وجود موقت لكي تكتمل سيطرة الجيش اللبناني على الجنوب اللبناني.
المؤلف: أورنا مزراحي
المصدر: معهد دراسات الأمن القومي








