- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
معاريف: الزعماء العرب مقتنعون أن الدولة الفلسطينية تعرض وجودهم للخطر
معاريف: الزعماء العرب مقتنعون أن الدولة الفلسطينية تعرض وجودهم للخطر
- 8 فبراير 2024, 9:34:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: يورام أتينغر*
تحاول وزارة الخارجية الأمريكية بمنهجية، بإدارة وزير الخارجية بلينكن ومستشار الأمن القومي ساليفان مصالحة نظام آيات الله من خلال بادرات مالية ودبلوماسية بعيدة الأثر، لأجل تحقيق حقوق الإنسان والديمقراطية في إيران، وإقناع آيات الله بالموافقة على التعايش بسلام مع جيرانهم السُنّة.
لأجل تحقيق سياستها تتجاهل وزارة الخارجية سلوك آيات الله منذ سيطرتهم على إيران، ومركزية الرؤية الأيديولوجية لآيات الله.
تعتقد وزارة الخارجية بأنه مثل الغرب، فإن آيات الله أيضا سيخضعون الأيديولوجيا للاعتبارات المالية.
لكن وكما هو متوقع، لا يدع آيات الله الاعتبارات المالية تغطي على رؤية دينية طموحة تعود إلى 1400 سنة، بل يستخدمون البادرات الطيبة الدراماتيكية الأمريكية لتحقيق تطلعهم لإهانة وهزيمة "الشيطان الأمريكي الأكبر" ويرفعون مستوى نشاطهم المناهض لأمريكا في مجالات الإرهاب، تهريب المخدرات، تبييض الأموال. ونشر أسلحة متطورة في أرجاء العالم، مع التشديد على أمريكا اللاتينية.
إن تطلع وزارة الخارجية للوصول إلى اتفاق آخر مع آيات الله، الرد المتنازل على هجمات إيران ووكلائها على المنشآت الأمريكية وتجاهلها للمضمون للإخوان المسلمين وإخراجها الحوثيين من قائمة منظمات الإرهاب بالتوازي مع ممارسة الضغط على مصر، السعودية واتحاد الإمارات، تدفع هذه الدول – عسكريا ومدنيا – إلى أذرع روسيا والصين.
في 2024 تشدد وزارة الخارجية التي تخطئ بمنهجية منذ معارضتها القاطعة لإقامة الدولة اليهودية، الضغط لإقامة دولة فلسطينية ستتصرف (بتقديرها) بتعايش سلمي.
تستخف وزارة الخارجية بسلوك ورؤية الفلسطينيين وتسند سياستها على تصريحات دبلوماسية فلسطينية وعلى سيناريوهات مستقبلية متفائلة، لكنها تخمينية.
بالمقابل، فإن الزعماء العرب مقتنعون بأن السلوك الفلسطيني يدل على أن الدولة الفلسطينية ستفاقم هزات الشرق الأوسط، ستخدم التشدد، إيران، روسيا والصين، وتعرض وجودهم للخطر.
في 2011 كان بلينكن وساليفان بين المبادرين لهجوم الناتو الذي أسقط حكم القذافي وجعل ليبيا دولة سائبة، بؤرة إرهاب وتهريب المخدرات في أفريقيا، أوروبا والشرق الأوسط، وساحة حروب أهلية متواصلة.
ويقود الاثنان جهود وزارة الخارجية لإخضاع الواقع العربي البلقاني، المتقلب، الخائن، العنيف، غير المتسامح إلى واقع افتراضي من القيم الغربية في التعايش بسلام، تنفيذ الاتفاقات، حقوق الإنسان والديمقراطية.
يجدر بوزارة الخارجية أن تنصت لما يقوله البروفيسور فتيكيوتس في جامعة لندن، الذي كان مؤرخا بارزا للشرق الأوسط: "المواجهات العربية هي ميزة دائمة للشرق الأوسط... على السياسة الأمريكية أن تقوم على أساس الواقع التاريخي: العلاقات العربية لا تتطور بشكل ثابت، ولا تتحرك من السلبي إلى الإيجابي أو من الإيجابي إلى السلبي. هي تتحرك بشكل غير متوقع وتوجد أحيانا في مناطق ظلماء... الاتفاقات والتسويات يبلورها الزعماء والأنظمة المتعرضون للتأمل والثورات. هذا الواقع يجعل من الصعب جدا تقدير العلاقات العربية والعلاقات بين العرب وبين غير العرب".
*خبير في شؤون العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية وعضو في منتدى القادة القومي
معاريف