عبود مصطفي عبود : صباح الخير

profile
عبود مصطفى عبود كاتب وناشر
  • clock 1 أبريل 2021, 10:56:54 ص
  • eye 1066
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الصدق، هو الفضيلة التي يمدح الناس صاحبها لكنهم لا يصاحبوه ويبتعدون عنه، لأن صدقه يؤلمهم، ويكشف عورات نفوسهم، ولهذا أصل في المثيولوجيا، فالأسطورة الفرعونية مثلا تقول: أن الصدق والكذب شقيقان مختلفان، الصدق كان جميلا ولطيفا لذا أحبه الناس، أما الكذب فقد كان قبيحا سليط اللسان، فلم يحبه أحد، أكلت الغيرة قلبه على أخيه، فقرر التخلص منه، أحضر سكينه وأعطاه إلى الصدق قائلا: احفظ لي هذا السكين أمانة عندك.

قبل الصدق وتعهد بحفظ الأمانة، بعد عدة أيام أرسل الكذب لصا سرق السكين، بعدها طالب الكذب أخيه برد الأمانة، بحث الصدق عن السكين فلم يجده، اقترح على الكذب أن يأخذ سكينا آخر غيره، قائلا: لقد سرق سكينك من عندي. رفض الكذب وذهب إلى القاضي شاكيا، ادعى أن سكينه يختلف عن باقي السكاكين، فحده مثل حد الجبل، وغمده مصنوع من السحاب. لم يجد القاضي أمامه سوى معاقبة الصدق متهما إياه بخيانة الأمانة، سأل القاضي الكذب ماذا تريد منه مقابل سكينك؟

 أجاب: طمس عينيه ويصير حارسا لباب بيتي.

 بالفعل نطق القاضي بهذا الحكم وصار الصدق كفيفا لا يرى،  يحرس بيت الكذب. 

أوضحت الأسطورة أنه منذ ذلك العهد، والكذب يخدع الناس، فيصدقونه، ويكذبون الصدق ويصفونه بالعمى.

أما الأسطورة الروسية فتقول: 

إن الصدق والكذب التقيا على غير موعد،  فقال الكذب مخاطبا الصدق، ألا ترى يا صديقي الطقس اليوم جميلا؟

 نظر الصدق إلى السماء، وقال: نعم الطقس رائع اليوم، قضيا معا بعض الوقت، حتى وصلا إلى بحيرة ماء، وضع الكذب يده في الماء وقال: الماء دافئ وجيد

إذا وافقت يمكننا أن نسبح معا؟ وللغرابة كان الكذب محقا هذه المرة أيضا، قاما بالسباحة معا بعض الوقت، لكن فجأة خرج الكذب من الماء،  وفي سرعة ارتدى ثياب الصدق وولى هاربا، خرج الصدق من الماء عاريا، بحث في جميع الاتجاهات عن الكذب لاسترداد ملابسه فلم يجده، نظر الناس إلى الصدق فوجدوه عاريا، سخروا منه، أدار الصدق نظره من شدة الخجل والعار، وأسرع إلى البحيرة مختبئا واختفى إلى الآن.

 ومنذ ذلك الحين يتجول الكذب في كل العالم لابسا ثياب الصدق، في أكبر خديعة يعيشها الإنسان.

لكن الحقيقة غير الأسطورة، الحقيقة تقول أن الصدق هو الغالب وهو المنتصر دوما في نهاية الأمر، وأن الغش والكذب والخداع، مهما نجحوا لابد أن ينتهي أمرهم، فيا أيها الناس تحلوا بالصدق وانصروه وابتعدوا عن الكذب فهو نقيصة وعار..

 صباح الخير والصدق والمحبة.



هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)